باباالفاتيكان.. ودخول المسجد بالحذاء!

0 611

لم يأت ليحج كما سبق وأعلن.. وإنما جاء ليستفز المسلمين، ويعلنها صراحة، أنه أتى خدمة لليهود، بعدما أقدم على مجموعة من التصرفات التي تثبت ذلك..منها إصراره على عدم الاعتذار للمسلمين عن إساءات سابقة، ودخوله أكبر مساجد الأردن بـ"الحذاء"، وإعلانه إنشاء أول جامعة نصرانية تبشيرية في المنطقة العربية بالأردن، وكانت الطامة الكبرى تصريحه أن زيارته توثيق للعلاقات التي تربط الكنيسة الكاثوليكية باليهود شعبا ودولة.. كل ذلك كان كافيا لاستفزاز مشاعر المسلمين الذين أملوا في أن تنهي زيارته للمنطقة على عداء اختلقه هو مع بداية عهده، منذ أساء للإسلام والمسلمين.

 

عداء متأصل

عداء البابا للمسلمين كشف عنه منذ بداية عهده بتوليه المنصب الذي يعتبره نصارى الكاثوليك أرفع منصب ديني لديهم؛ حيث فوجئ المسلمون في شتى بقاع الأرض في سبتمبر عام 2006 بعاصفة حقد هوجاء، تهب على الإسلام عقيدة ورسولا، كان بطلها بينديكتوس السادس عشر، بابا الفاتيكان الألماني الأصل، في خطاب له في إحدى جامعات ألمانيا، بحضور مئات الكهنة والرهبان الكاثوليك من شتى أنحاء العالم الكاثوليكي؛ حيث عمد إلى اقتباس حوار دار في القرن الرابع عشر بين الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني، وفيلسوف فارسي حول دور النبي - صلى الله عليه وسلم -.

واقتطف البابا من هذا الحوار ما قاله الإمبراطور للفيلسوف: "أرني ما هو الجديد الذي جاء به محمد؟ إنك لن تجد إلا الأشياء الشريرة وغير الإنسانية، ومثالا تبشيره بالدين الذي جاء به بحد السيف والإكراه".

 

وفجرت تصريحات البابا غضبا عارما بين المسلمين في مختلف أنحاء العالم. وندد العديد من علماء المسلمين بتلك التصريحات، وقالوا: إنها تفضح ما يكنه البابا من حقد وكراهية على نبي البشرية ورسولها، بعد أن وصفه جهلا وظلما وسفها بأنه نشر الإسلام بالسيف والعنف، وهذه المواقف تعكس النزعة الصليبية القديمة الجديدة المتجددة في نفوس الصليبين الجدد.. وحينها، رفض البابا الاعتذار للمسلمين على إهانته وإساءته لخير خلق الله محمد - صلى الله عليه وسلم -، مكتفيا فقط بالإعراب عن أسفه لتأذي مشاعر المسلمين بسبب كلماته!

 

تحريض نصارى المشرق

استفزاز بابا الفاتيكان للمسلمين لم يقف عند حد هجومه عليهم فقط، بل تعدى بتحريضه نصارى المشرق على ما سماه "الوفاء لجذورهم"، وهو ما فسره البعض بأنه دعوة للتحريض على الحكومات المسلمة التي تحكم هذه الدول، ناسيا أن المنطقة بأسرها تدين بالإسلام إلا القليل، ويؤكد هؤلاء تفسيرهم بما قاله البابا بأن "المجتمع الكاثوليكي هنا يقصد المنطقة العربية- متأثر جدا بالصعوبات والتقلبات التي تؤثر على جميع شعوب الشرق الأوسط".

 

وتابع موجها حديثه لنصارى المشرق: إن "التشبث بالجذور المسيحية الخاصة بكم، والإخلاص لرسالة الكنيسة في الأراضي المقدسة، يتطلب من كل واحد منكم نوعا خاصا من الشجاعة؛ شجاعة الاعتقاد التي تولد من الإيمان الشخصي، وليس من التقاليد الاجتماعية أو العائلية".

فما هي نوايا البابا من هذه التصريحات؟! هل يدعو البابا لانقلاب نصارى المشرق على دولهم المسلمة؟ أم أنها دعوة حسنة من زعيم النصارى لمريديه وتابعيه لا علاقة لها بالسياسة، أو بعلاقتهم بالأرض؟

 

يذهب المفسرون إلى أن خطوات البابا وتصريحاته المباشرة ضد المسلمين منذ بداية عهده للآن تؤكد أن نواياه غير سليمة، وأنه جاء ليحرض ويواصل هجومه ضد المسلمين، في إعادة للعصور الوسطى التي كانت الكنيسة فيها تدعم الحملات الصليبية ضد الإسلام، ولعل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش كان قد ألمح أكثر من مرة إلى أنه حامل راية الصليب بحروبه على المنطقة العربية.. مما يعني أن هذا البنديكتوس يريد مواصلة دعم خطى بوش الاستعمارية.

 

مداعبة اليهود

ومواصلا إصراره على استفزاز المسلمين، داعب بابا الفاتيكان اليهود خلال زيارته للمنطقة، رغم أنها بدأت بأرض عربية وهي الأردن، ربما أراد من هذه المداعبة أن يقول لهم: إنه جاء لهم، وليس للمسلمين، ودعا من على جبل نبو الذي يقدسه اليهود-، النصارى واليهود إلى المصالحة، قائلا لهم: إن "التقليد القديم بالحج إلى الأراضي المقدسة يذكرنا بالرابط غير القابل للكسر الذي يوحد الكنيسة والشعب اليهودي"، ربما تناسى أن الكتاب المقدس -لديهم- يشير صراحة إلى أن اليهود هم من صلبوا يسوعهم.

 

ومضى البابا بكلماته التي تكشف المخطط الخطير الذي يحاك للمنطقة، تمهيدا لمعركة فناء الكون (الهرمجدون) للعيش في الألفية السعيدة "مخطط الخلاص"، والعودة الثانية للسيد المسيح، بعد إقامة الدولة اليهودية الخالصة على أرض فلسطين التاريخية، بحسب اعتقادهم، وقال: "لنرفع عيوننا وقلوبنا نحو العلي، نحن المجتمعين في هذا المكان المقدس، وفيما نستعد لتلاوة الصلاة التي علمنا إياها الرب يسوع، فلنسأله أن يعجل مجيء ملكوته، فنشاهد ونرى هكذا تحقيق مخطط الخلاص وتمامه".

 

وعبر بنيديكتوس عن أمله بأن يكون لقاؤه إلهاما للمحبة المتجددة لكتابات "العهد القديم"، والرغبة بالتغلب على كل العقبات التي تواجه المصالحة بين النصارى واليهود، بالاحترام المتبادل، والتعاون في خدمة السلام، وبالطبع حديثه هنا عن كتابات العهد القديم يستبعد وجود الإسلام، مما يعني أن أعداء الأمس النصارى واليهود- يجب أن يتحدوا اليوم ضد عدوهم الجديد، ألا وهو "الإسلام".

دخوله المسجد بالحذاء

لم يعبأ بابا الفاتيكان بمشاعر للمسلمين، واحترام مقدساتهم عندما دخل مسجد الحسين بن طلال في عمان بالحذاء، ثم ادعى معاونوه بأنه لم يبلغ بخلعه قبل الدخول، وكأنه لا يعلم حرمات المسلمين، وكيف يتعاملون مع مقدساتهم ومساجدهم!.

 

ولم يفوت الفرصة لصب مزيد من الزيت على النار، عندما وضع حجر الأساس لبناء جامعة نصرانية لاهوتية في محافظة مأدبا بالأردن؛ لتكون أول جامعة تقام في الأردن، تشرف عليها الكنيسة، وتعمل على التنصير بالدول العربية.

ولقيت هذه الخطوة إدانة واستنكارا شديدين من قبل شخصيات إسلامية وسياسية ونقابية أردنية، معتبرين تأسيس الجامعة مرحلة أولى لعملية تنصير واسعة بين أبناء المنطقة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
أسامة نبيل

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة