صحيح البخاري باللغة البوسنية

2 833

مثلت عملية إكمال ترجمة "صحيح البخاري"إلى اللغة البوسنية حدثا ثقافيا بارزا في منطقة البلقان، البالغ عدد سكانها أكثر من 70 مليون نسمة، معظمهم يجيد اللغة البوسنية التي يتحدث بها الصرب والكروات والمنتنغريون وكثير من الألبان والمقدونيين والسلوفينيين والمجريين وغيرهم.

وكان للهيئة السعودية العليا لمساعدة البوسنة والهرسك، دور كبير في إكمال عملية الترجمة، ونالت بهذا العمل الجليل، جائزة "حسن شكابور لخدمة الحديث الشريف" لعام 2009، وذلك في احتفال كبير تم مؤخرا بمدينة "تاشان" وسط البوسنة، حيث ولد العالم البوسني حسن شكابور، الذي كانت له إسهامات كبيرة في خدمة القرآن والسنة، إلى جانب كونه أول من بادر لترجمة "صحيح البخاري"، ولكن المنية وافته قبل أن ينهي المشروع.

وكانت رئاسة العلماء في البوسنة قد قامت بترجمة بعض أجزاء من "صحيح البخاري" عام 1965 على يد فضيلة الشيخ حسن شكابور رحمه الله، وطبع الجزء المترجم في 3 أجزاء في سنوات 1974 و1975 و1976 بمعدل جزء في كل عام. وفي عام 1990 واصل مفتي بيهاتش (شمال غربي البوسنة) ترجمة الجزء الرابع ثم تولى المكتب الإقليمي للهيئة السعودية العليا، في سراييفو، بإدارة الشيخ ناصر السعيد، عضو مجلس الشورى السعودي الحالي، مهمة إكمال المشروع.

وقال الشيخ ناصر بن عبد الرحمن السعيد، المشرف العام على مكتب الهيئة السعودية العليا بالبوسنة لـ الشرق الأوسط: "نشر العلم واجب، لذلك فقد أسهمت الهيئة السعودية العليا لمساعدة البوسنة والهرسك في إثراء المكتبة البوسنية بالكثير من الكتب المترجمة ومن ضمن ذلك (مختصر تفسير ابن كثير) الذي تمت ترجمته وطباعته وتوزيعه" وتابع: "ولأن أصح كتب السنة بإجماع العلماء هو (صحيح الإمام البخاري) رحمه الله تعالى، فكان لزاما علينا أن نقوم على ترجمته لللغة البوسنية، وقد استعنا بالله تعالى وعرضنا الأمر على الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، رئيس الهيئة السعودية العليا لمساعدة البوسنة والهرسك، فأيد الأمر، وبدعم من الأمير عبد العزيز بن فهد آل سعود تم اعتماد المبلغ من وقف والده ".

وأضاف: "هذا العمل الجليل استغرق أكثر من عشر سنوات من الجهد المتواصل الذي بدأته المشيخة بترجمة المجلدات الأربعة الأولى منه وأعادت تحقيقها وأكملت الهيئة السعودية العليا لمساعدة البوسنة والهرسك ترجمة المجلدات الأربعة المتبقية منه. بمتابعة مسئول الطباعة والترجمة بالهيئة فضيلة الشيخ سلمان العبيد، بعد أن أخذت حقوق الطبع من المشيخة وأخرجت الكتاب في نسخة واحدة متكاملة، ثم أكمله إشرافا وتنسيقا وتعاونا مع الهيئة فضيلة الشيخ عبد العزيز بن محمد العقيلي مدير مركز الملك فهد الثقافي في سراييفو، وقد مرت مرحلة الترجمة بعدة خطوات، من أهمها الترجمة والصف والرقن على الحاسب الآلي والمطابقة والمراجعة الشرعية والتدقيق اللغوي وقد حاولنا تجنب الأخطاء ما أمكن" وعما إذا كان المشروع التاريخي، كما يوصف في الأوساط الثقافية بالبلقان، قد بلغ غايته قال: "يبقى الجهد البشري ناقصا ولا ندعي الكمال فإن أحسنا فمن الله، وإن أسأنا فمن أنفسنا ومن وجد نقصا أو خطأ فليشعرنا به مشكورا ، كي نتفاداه في الطبعات القادمة بعون الله تعالى، نسأل الله أن ينفع بهذا السفر العظيم وأن يجزي كل من ساهم في ترجمته وإخراجه وطباعته وتوزيعه خيري الدنيا والآخرة".

 وأشاد الشيخ السعيد بالمشاركين في مشروع ترجمة صحيح البخاري قائلا : "انتدبت الهيئة لهذا المشروع أبرز المترجمين اللغويين والمراجعين الشرعيين ومن بين من شاركوا في الترجمة الدكتور شفيق كرديتش، والدكتور أنس لياكوفيتش، والدكتور عمر ناكتشافيتش، ومحمد ميهانوفيتش، ومحرم بيغوفيتش وآخرين، كما قام بالمراجعة اللغوية لفيف من المختصين من بينهم الأستاذ الجامعي والشاعر الكبير الدكتور جمال الدين لاتيتش، وسناهيد خليلوفيتش وغيرهما". كما أشاد الشيخ السعيد بجودة الطباعة ودقة الفهرسة والإخراج الرائع : " توجد في نهاية كل مجلد فهرسة كاملة للأبواب والفصول، مما يجعل المشروع مميزا حتى عن كثير من الطبعات العربية.
___________

الشرق الأوسط اللندنية العدد11446

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة