والله لو كرهت يدي أسلافنا.. لقطعتها

9 1187

هذه رائعة الشيخ عائض القرني في الدفاع عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته، وبيان مدى محبته وأهل السنة للرسول صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه عليهم الرحمة والرضوان.. وهي مما يكتب بماء الذهب ودمع العين ودفق القلب.. اللهم ارزقنا حبهم واحشرنا بفضلك معهم ليس بعملنا ولكن بحبنا لهم فقد قال حبيبك المبلغ عنك صلواتك عليه وتسليماتك: "المرء مع من أحب"..

والله لو كرهت يدي أسلافنا
لقطعتها ولقلت سحقا يا يدي
أو أن قلبي لا يحب محمدا
أحرقته بالنار لم أتردد
فأنا مع الأسلاف أقفو نهجهم
وعلي الكتاب عقيدتي وتعبدي
فعلي الرسول وآله وصحابه
مني السلام بكل حب مسعد
هم صفوة الأقوام فأعرف قدرهم
وعلي هداهم يا موفق فأهتد
واحفظ وصية أحمد في صحبه
واقطع لأجلهم لسان المفسد
عرضي لعرضهمو الفداء وإنهم
أزكي وأطهر من غمام أبرد
فالله زكاهم وشرف قدرهم
وأحلهم بالدين أعلي مقعد
شهدوا نزول الوحي بل كانوا له
نعم الحماة من البغيض الملحد
بذلوا النفوس وأرخصوا أموالهم
في نصرة الإسلام دون تردد
ما سبهم إلا حقير تافه
نذل يشوههم بحقد أسود
لغبار أقدام الصحابة في الردى
أغلي وأعلي من جبين الأبعد
ما نال أصحاب الرسول سوي امرئ
تمت خسارته لسوء مقصد
هم كالعيون ومسها إتلافها
إياك أن تدمي العيون بمرود
من غيرهم شهد المشاهد كلها
بل من يشابههم بحسن تعبد
ويل لمن كان الصحابة خصمه
والحاكم الجبار يوم الموعد
كل الصحابة عادلون وليس في
أعراضهم ثلب لكل معربد
أنسيت قد رضي الإله عليهم
في توبة وعلي الشهادة فاشهد
فإذا سمعت بأن مخذولا غدا
في ثلبهم فاقطع نياط المعتدي
مفتاح سبهم الموفق خالنا
أزجي التحايا للحليم الأرشد
أعني معاوية الجليل وحسبه
إذ كان كاتب وحينا ثبت اليد
ما اختاره المختار إلا أنه
حبر أمين في صراط مهتد
ودعا له خير الأنام وبوركت
أيامه في ملك عدل أرغد
حتى تقي الدين قال: دعا النبي
لا أشبع الرحمن بطن الأبعد
هو من مناقبه وخير خصاله
فأضف إلي تلك المناقب واعدد
ولعمرو داهية الدواهي حبنا
مهما جري حاز الرضي بتفرد
أنعم بفاتح مصر من قوادنا
لله درك من همام أوحد
لو كان في إيمانه شك لما
ولاه خير الخلق جيش المسجد
صلي بأصحاب الرسول ولم يكن
حاشاه من أهل النفاق بمشهد
لكن بغضهم يحاول ثلبهم
بتربص وتحرش وترصد
هو كالذباب علي الجراح وهمه
وضع الأذى فعل الحقود الأنكد
حب الصحابة واجب في ديننا
هم خير قرن في الزمان الأحمد
ونكف عن أخطائهم ونعدها
أجرا لمجتهد أتي في المسند
ونصونهم من حاقد ونحوطهم
بثنائنا في كل جمع أحشد
قد جاء في نص الحديث مصححا
الله في صحبي وصية أحمد
فبحبهم حب الرسول محقق
فأحذر تنقصهم وعنه فأبعد
هم أعمق الأقوام علما نافعا
وأقلهم في كلفة وتشدد
وأبرهم سعيا وأعظمهم تقي
طول المدى من منته أو مبتدي
قول أبن مسعود الصحابي ثابت
في فضلهم وإذا رويت فأسند
وعلامة السني كثرة ذكرهم
بالفضل إن الفضل تاج مسود
ثم الدعاء لهم وبث علومهم
وسلوك منهجهم برغم الحسد
وبراءة من مبغضيهم دائما
والكره للضلال والرأي الردي
ووجوب نصرتهم علي أعدائهم
من رافض أو ناصب أو ملحد
يا لائمي في حب صحب محمد
تبت يداك وخبت يوم الموعد
نحن الفداء لهم وليت فدؤانا
أعداءهم خير بشر نفتدي
طهر لسانك من تنقصهم ولا
تسمع لنذل للغواة مقلد
واذهب مع الأسلاف في توقيرهم
لصحابة والزم هداهم تسعد
واركب سفينة نوح تنج من الردى
فالسنة الغراء حصن موحد
هو مذهب الأخيار كابن مسيب
وكمالك والشافعي وأحمد
أفتي تقي الدين فتوي عالم
في سفره المنهاج في حرب الردي
من سبهم فالفيء عنه محرم
بل ليس من أتباعهم هو معتدي
واقرأ كلاما في الإصابة رائعا
وكذا أبن عبد البر إذ يشفي الصدي
وانصت إلي الذهبي في أخباره
عن فضلهم وكذا المحب وأورد
لابن الكثير فإنه ذو سنة
وعليه في نجد كلام مجدد
في لمعة والواسطية نهجنا
فعلي قواعدنا بنانك فاعقد
رتب منازلهم علي ما جاء في
تفضيلهم واحذر كلام مفند
فالراشدون أجلهم قدرا علي
ترتيبهم بخلافة وتسيد
ومبشرون بجنة فضلهمو
كمن أتي بدرا بحسن المشهد
ولبيعة الرضوان فضل زائد
ولأهل بيت المصطفى خير الندي
يا رب أنقذ صحبة من ظالم
من ينجد المظلوم إن لم تنجد
فالله يجمعنا بهم في جنة
في مقعد عند المليك مخلد
ما عائض القرني إلا خادم
لعلومهم والله ربي مقصدي
صلى الإله على الرسول وآله
وصحابه ولكل عبد مهتدي

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة