- اسم الكاتب:الشبكة الإسلامية
- التصنيف:أعلام المحدثين
هو أبو الحسن الهاشمي علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح، فربي في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يفارقه، وكان ممن سبق إلى الإسلام، وصاهر المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وجاهد في الله حق جهاده، وصار من فرسان الإسلام، وشهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - المشاهد إلا غزوة تبوك، فقال له في سبب تأخيره له بالمدينة: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟).
نهض بأعباء العلم والعمل، وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد، وشهد له النبي - صلى الله عليه وسلم بالجنة -، وقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه" رواه الترمذي وابن ماجه، وقال: (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) رواه الترمذي والنسائي، ولم يزل بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - متصديا لنشر العلم والفتيا، وكان أحد أصحاب الشورى الذين نص عليهم عمر. ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد: لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي.
جهوده في خدمة السنة النبوية :
كان علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إماما عالما متحريا مستوثقا في الأخذ والتحمل لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بحيث إنه يستحلف من يحدثه بالحديث! ويقول في ذلك: "كنت إذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه، وكان إذا حدثني عنه غيره استحلفته، فإذا حلف صدقته!".
وقد روى عن النبي - صلى الله عليه و سلم - علما كثيرا، فكان يقول: "سلوني سلوني! سلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار!"، وروي أن عليا ذكر عند عائشة - رضي الله تعالى عنها -، فقالت: "أما إنه أعلم من بقي في السنة".
ومع كثرة علمه الذي تحمله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يرو عنه إلا خمسمائة وستة ثمانين حديثا فقط، وهو أقل مما روي عن بعض الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لأسباب منها: انشغاله بالقضاء والإمارة والحروب التي جعلته لا يتفرغ للفتيا وعقد مجالس التحديث التي كانت سببا في انتشار علم بعض الصحابة، كابن مسعود وابن عباس وابن عمر.
منهجه في الرواية والتحديث :
كان من أبرز ملامح هذا المنهج توقي الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو أحد الرواة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) رواه البخاري ومسلم، وكان يقول: "إذا حدثتكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة!" رواه البخاري ومسلم، ولذلك كان ابن عباس يقول: "إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به".
وكان من منهجه – رضي الله تعالى عنه – أيضا في الرواية؛ عدم رواية المنكر وغير المشهور من الحديث الذي يشتبه على عامة الناس ولا تدركه عقولهم، فقد ورد عنه أنه قال: (حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟!).
وكان - رضي الله تعالى عنه - لا يحدث من لا يثق به من أهل الأهواء والبدع، فكان يضن بما عنده من العلم ومن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم – عمن لا يستحق أن يضع علمه عنده، وفي نصيحته لتلميذه كميل بن زياد إشارة لذلك، حيث قال له: "إن هاهنا - وأشار إلى صدره - علما لو أصبت له حملة!".
وقد استشهد أمير المؤمنين في سابع عشر رمضان من عام أربعين وسنه ستون سنة أو أقل أو أكثر بسنة أو سنتين رضي الله عنه.