علي بن أبي طالب

0 2437

هو أبو الحسن الهاشمي علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح، فربي في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يفارقه، وكان ممن سبق إلى الإسلام، وصاهر المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وجاهد في الله حق جهاده، وصار من فرسان الإسلام، وشهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - المشاهد إلا غزوة تبوك، فقال له في سبب تأخيره له بالمدينة: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟).
نهض بأعباء العلم والعمل، وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد، وشهد له النبي - صلى الله عليه وسلم بالجنة -، وقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه" رواه الترمذي وابن ماجه، وقال: (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) رواه الترمذي والنسائي، ولم يزل بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - متصديا لنشر العلم والفتيا، وكان أحد أصحاب الشورى الذين نص عليهم عمر. ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد: لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي.

جهوده في خدمة السنة النبوية :

كان علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إماما عالما متحريا مستوثقا في الأخذ والتحمل لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بحيث إنه يستحلف من يحدثه بالحديث! ويقول في ذلك: "كنت إذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه، وكان إذا حدثني عنه غيره استحلفته، فإذا حلف صدقته!".

وقد روى عن النبي - صلى الله عليه و سلم - علما كثيرا، فكان يقول: "سلوني سلوني! سلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار!"، وروي أن عليا ذكر عند عائشة - رضي الله تعالى عنها -، فقالت: "أما إنه أعلم من بقي في السنة".

ومع كثرة علمه الذي تحمله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يرو عنه إلا خمسمائة وستة ثمانين حديثا فقط، وهو أقل مما روي عن بعض الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لأسباب منها: انشغاله بالقضاء والإمارة والحروب التي جعلته لا يتفرغ للفتيا وعقد مجالس التحديث التي كانت سببا في انتشار علم بعض الصحابة، كابن مسعود وابن عباس وابن عمر.

منهجه في الرواية والتحديث :

كان من أبرز ملامح هذا المنهج توقي الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو أحد الرواة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) رواه البخاري ومسلم، وكان يقول: "إذا حدثتكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة!" رواه البخاري ومسلم، ولذلك كان ابن عباس يقول: "إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به".

وكان من منهجه – رضي الله تعالى عنه – أيضا في الرواية؛ عدم رواية المنكر وغير المشهور من الحديث الذي يشتبه على عامة الناس ولا تدركه عقولهم، فقد ورد عنه أنه قال: (حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟!).

وكان - رضي الله تعالى عنه - لا يحدث من لا يثق به من أهل الأهواء والبدع، فكان يضن بما عنده من العلم ومن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم – عمن لا يستحق أن يضع علمه عنده، وفي نصيحته لتلميذه كميل بن زياد إشارة لذلك، حيث قال له: "إن هاهنا - وأشار إلى صدره - علما لو أصبت له حملة!".

وقد استشهد أمير المؤمنين في سابع عشر رمضان من عام أربعين وسنه ستون سنة أو أقل أو أكثر بسنة أو سنتين رضي الله عنه.

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة