في رحاب التوجيهات والوصايا النبوية

1 1656

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعهد أصحابه بالتوجيه والتربية والنصح في مواقف متعددة بحسب الحال والمناسبة، فهو المربي والمعلم والموجه والناصح الأمين.

ورغم أن كثيرا من المواقف التي حصل فيها توجيه نبوي أو وصية نبوية تكون موجهة لشخص بعينه من صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، إلا أنها في حقيقتها توجيهات ووصايا للأمة بأسرها، ولا تكون خاصة إلا بدليل صحيح يدل على ذلك.

حريص عليكم

وكلما أمعنت النظر في توجيهات المصطفى صلى الله عليه وسلم ووصاياه، فإنك ستجد فيها حرصه الشديد على أمته وشفقته بها، يدلها على كل خير وفلاح ورشاد، ويحذرها من كل شر وغي وفساد.

يقول الله تعالى واصفا حال نبينا صلى الله عليه وسلم في ذلك: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} (النحل: 128)، أي: يعز عليه الشيء الذي يعنت أمته ويشق عليها، وحريص على هدايتها ووصول النفع الدنيوي والأخروي إليها.

وانظر إلى المثل البليغ الذي يضربه النبي صلى الله عليه وسلم في تجسيد ذلك المعنى، فيما أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضى الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما مثلى ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التى تقع فى النار يقعن فيها، فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تقتحمون فيها) فـداه أبي وأمي وصلـوات ربي وسلامه وعليه.

توجيه كل متعلم لما يناسبه

وقد انتقينا جملة من التوجيهات والوصايا النبوية، يحتاج إليها كلنا أو بعضنا، لينظر كل منا في حاله وما يحتاج إليه منها؛ إذ اختلاف وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه مبني على علمه صلى الله عليه وسلم بأحوالهم، وما يناسب كل واحد منهم، فالقوي يناسبه الجهاد، والعابد تناسبه العبادة، والعالم يناسبه العلم وهكذا.

وفي هذا إشارة إلى المربين والقائمين على التربية والتعليم والتوجيه أن يوجهوا كل متعلم لما يناسبه، فذلك أدعى للانقياد والقبول، نسأل الله تعالى أن يرزقنا السداد في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة