إفريقيا الوسطى ... أمل جديد

0 818

تبدلت الأحوال في جمهورية أفريقيا الوسطى بين ليلة وضحاها، وانزاح عن شعبها نظام مستبد نكل بالشعب، وضيق عليهم الأرزاق، وفرض الجبايات على كل شيء حتى المواشي، والتضييق شمل التنقيب على الماس وهو المعدن الوحيد المستقل من قبل السكان، وقد تحول بسببه كثير من المعدمين إلى أثرياء، لكن رغم ذلك ترك هذا المورد الثمين بيد الشركات الأوروبية والصهيونية. وحاول الصهاينة تثبيت أقدامهم بإنشاء الفنادق ليقوموا بنهب هذه الثروات وترك البلد فقيرا.

والأنكى من ذلك تعرض كثير من التجار للاغتيال من قبل عصابات الرئيس المخلوع لجلب ثرواتهم لتصبح في رصيده الخاص.

خذلان الحلفاء:
تفاجأ الرأي العام الأفريقي بتقدم قوات تحالف سليكا المعارضة، واقتربوا من العاصمة، فهرع الرئيس المخلوع إلى أصدقائه من الجوار الأفريقي لتوصد أمامه الأبواب؛ لأن الفرنسيين أصدروا تحذيرا لقيادات هذه الدول من مغبة التحرك لنجدة نظام يتهاوى، والغريب أن الفرنسيين كانوا حلفاء له في السابق، إلا أن الرئيس المخلوع كان قد أبرم اتفاقا مع جنوب أفريقيا لعمل اكتشافات لتنقيب النفط بأفريقيا الوسطى على الحدود مع تشاد المجاورة، متناسيا بذلك حلفاءه الفرنسيين؛ مما أغضب هذا التصرف الفرنسيين الذين يعتبرون أفريقيا الوسطى ضمن دائرة نفوذهم، فقدموا الدعم اللوجستي للمعارضة للتحرك والاستيلاء على السلطة، وأعطت تحذيرا قويا لحلفاء الرئيس المخلوع من مغبة التحرك لنجدته؛ مما قد يجعل الاحتمالات مفتوحة أمام تلك الأنظمة من تغيير قد يلحق بها جراء ذلك.

اليوم بات الأمر مختلفا في أفريقيا الوسطى، فالتغيير جاء برئيس يحظى بقبول وارتياح من قبل غالبية الشعب، ولأول مرة يصل إلى الحكم في هذا البلد المستعمر السابق من قبل فرنسا رئيس مسلم يدعى "محمد ضحية" قبل أن يغير اسمه إلى "ميشيل" لدواعي الدراسة، فقد بادر الرئيس في أول التحام له مع الجماهير المتطلعة إلى عهده الجديد لأداء صلاة الجمعة في أكبر مساجد العاصمة "بانقي"؛ مما فتح التكهنات للصحافة الغربية أن توجه سهام النقد للرئيس بأنه منحاز للمسلمين، لكنه سرعان ما بدد هذه المخاوف، وتحدث بكلام صريح لا يدع مجالا للشك بأنه رئيس لكل سكان أفريقيا الوسطى؛ ومسلمين و مسيحيين ، فهم في نفس الدرجة لديه من حيث الحقوق والواجبات بحكم المواطنة، لقد سمح للمسلمين بإشهار أول مجلس للشؤون الإسلامية في بادرة لم تشهدها أفريقيا الوسطى من قبل، وفتح الباب أمام الراغبين للالتحاق بالجيش والشرطة.

مطلوب من الدول العربية والإسلامية أن تسارع في نجدة هذا البلد الأفريقي الذي اختار أن ينضم إلى صف العرب والمسلمين؛ بتقديم الدعم وتوقيع الاتفاقيات المشتركة، ودعم التعليم العربي الإسلامي، وربط اقتصاد هذا البلد الفقير باقتصاديات الدول العربية والإسلامية، وأن يستمر تدفق النفط التشادي إلى هذا البلد المعدم، فالثروات متوافرة في باطن أفريقيا الوسطى، لكن أبناء هذا البلد تركوه لينهب من قبل المستعمرين
 

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة