من أهداف دعوتنا

0 1263

أرسل الله الرسل إلى أهل الأرض وأنزل عليهم الكتب، وشرع لهم الشرائع، وأمرهم بدعوة أقوامهم ومن أرسلوا إليهم دعوة بينه ظاهرة؛ فقاموا بذلك حق القيام، وكان أتمهم بلاغا لدعوته خاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

ولاشك أنه كانت للدعوة إلى الله مقاصد وأهداف تسعى إلى تحقيقها في المجتمع وفي البشرية حتى تنال رضى الله تعالى.. ومن هذه المقاصد والأهداف:

أولا: تطهير الناس من أوضار الشرك إلى أنوار التوحيد، وإخراجهم من غياهب الكفر إلى فسحة الإيمان، هي الرسالة التي أعلنها ربعي بن عامر ملخصا لأهداف الدعوة و مقاصدها: "إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام".

ثانيا: تعريف الناس بربهم وخالقهم معرفة تأخذ بألبابهم وقلوبهم إليه، وتجعلهم يقدرونه حق قدره ويعظمونه حق عظمته، وهي واحدة من أهم المقاصد، بل هي أجل مقاصد الخلق ابتداء {الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ذلك لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما}(الطلاق:12).. {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم . اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون}(المائدة:97)>

ثالثا: تبصير الناس بالمقصد من خلقهم وإيجادهم في هذه الحياة، وهو عبادة الله.. العبادة بمفهومها الشامل لكل مناحي القربات كما عرفها شيخ الإسلام بقوله: "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة".

رابعا: العمل على إقامة دين الله في عموم الأرض، وتحكيم شرعه على جميع الخلق، حتى تستقر حياة الناس ويسعدوا في دنياهم قبل أخرتهم، وحتى لا تكون فتنه ويكون الدين كله لله. {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}(الأنفال:39).

خامسا: بيان مفهوم الإسلام الحقيقي والإيمان الصحيح والعبودية الحقة، فليس الإسلام مجرد عبادات ظاهرة صلاة وزكاة وصيام وحج، وإنما الإسلام ينتظم شئون الناس في الدنيا والآخرة، فهو عقيدة وعبادة، ودين ودولة، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف، فلا يترك شيئا إلا ويبينه للناس ويأتي فيه بحكمه ورأيه {يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة}(البقرة:208)، {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين}(القصص:77).

سادسا: إصلاح النفس البشرية: فبعد الدلالة على العقيدة السليمة يأتي الدور متلازما لإيجاد عبادة صحيحة، ونفس زاكية، وخلق متين وتزكية مستمرة ينتج عنها فرد متين الخلق، مثقف الفكر، سليم القلب، قوي البدن، ساميا بعقله وفكره ووجدانه إلى المثل العليا والخلق القويم، يجاهد في سبيل الله حق جهاده لا يخاف لومة لائم.

سابعا: تكوين بيوتات مسلمة وأسر فاضلة؛ تربي أبناءها على الدين الحق، والخلق الجميل، والمبادئ السامية، فيكون الجيل خادما لدينه نافعا لأمته، وتكون الأسر خلايا ونوايا طيبة طاهرة يقوم عليها مجتمع صالح مبارك.

ثامنا: بناء مجتمع نظيف بنشر دعوة الخير، وتكثير الطاعات، وتشجيع الفضائل، ومحاربة المنكرات، ومحاصرة الموبقات والرذائل، وتضييق دائرة العصيان، وذلك بنشر ثقافة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب ما جاءت الشريعة الغراء وتطبيقا لقواعدها السامية في هذا الجانب {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}(آل عمران:110)

تاسعا: العمل على تحقيق الوحدة الإسلامية: وإيجاد الترابط بين المسلمين، والسعي للم الشمل، وجمع الكلمة وتوحيد الصف، وإقامة الخلافة أو على الأقل إيجاد وحدة في التوجهات والأفكار والمواقف بين الحكومات والشعوب الإسلامية تتبنى الوجهة الإسلامية ومراد الله عز وجل والسعي لإقامة الحق والعدل في ربوع الأرض.

عاشرا: مقاومة الأفكار الهدامة التي تهدد هوية الأمة وعقيدتها كالتنصير والعلمنة واللبرلة والعولمة والغزو الثقافي، والقصور والتجزئة في فهم الإسلام، وذلك بالإلحاح في نشر العقائد الإسلامية الصافية، ومقاومة الجهل الديني والفساد الأخلاقي والعودة بالناس إلى حظيرة الدين القويم الذي كان عليه النبي الأمين والصحب الميامين رضوان الله عليهم أجمعين.
هي إذا في خلاصتها دعوة لإصلاح الأرض بإصلاح الخلق، وفق مراد الرب سبحانه وتعالى.

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة