- اسم الكاتب:إسلام ويب
- التصنيف:أركان الدعوة
الدعوة إلى الله تعالى قوامها مع الدعوة، "داعية ومدعو".. فالمدعوون ركن من أركان العملية الدعوة.. فمن هم المدعوون وما هي حقوقهم وما هي واجباتهم؟
المدعو: هو كل إنسان مخاطب بالإسلام ومطالب بقبوله والإذعان له.. وهو كل إنسان مكلف (العاقل البالغ) في أي مكان على وجه الأرض، من ذكر أو أنثى أو حر أو عبد؛ لعموم رسالة الإسلام إلى جميع البشرية {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا} ، {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا}(سبأ:28).. وقوله صلى الله عليه وسلم: [وبعثت إلى الناس كافة].
فالدعوة إذا عامة {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون}(البقرة:21)، وعلى الداعي أن يفقه ذلك فيعمل على إيصال دعوته لكل إنسان يمكنه الوصول إليه بأي وسيلة مشروعة، وليبدأ بالأقربين كما أمر الله تعالى نبيه: {وأنذر عشيرتك الأقربين}(الشعراء:214).
البداية بالأقربين
وإنما تكون البداية بالأقربين لأنه أيسر ولأنهم أقرب، ولاحتمال أن يصيروا دعاة يعينوه على إيصال الدعوة للبعيدين.
فيبدأ الداعي بأسرته ومن هو مسئول منه؛ لانه محاسب عليهم [كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته].. وقد كان هذا سبيل الأنبياء.. قال تعالى عن سيدنا إسماعيل: {وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا}، ولقوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا}(التحريم:6).
حقوق المدعو:
للمدعوين حقوق على الدعاة، ينبغي أن يعلمها الدعاة حتى يؤدوا رسالة الله ويبلغوا دعوة الله إلى خلقه.. فمن ذلك:
أن يؤتى المدعو ويدعى ويبلغ رسالة الله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مجالس قريش ويذهب إلى منازل القبائل في موسم الحج يعرض عليهم الإسلام ويقول من يؤويني حتى أبلغ رسالة ربي. وكان لا يسمع بقدوم أحد إلى مكة له اسم وشرف إلا دعاه وعرض عليه ما عنده.. ولم يكتف بذلك بل خرج إلى الطائف ، ودعا أشراف ثقيف وحدث له ما حدث.
لماذا يؤتى المدعو؟
أولا : لأن وظيفة الرسول البلاغ ، وهو يستلزم الانتقال إلى المدعو لاحتمال كون الرسالة لم تبلغه ، أو وصلته بصورة خاطئة، أو لأنه لم ينهض ليأتي لسماعها.
ثانيا: شفقة عليه وحرصا على هدايته، وخوفا عليه من النار.
ثالثا: لأن المدعو في الغالب لن يأتي الداعي ليسمع منه، فإنه في الحقيقة بمثابة المريض الذي لا يشعر بمرضه، فهو لا يبحث له عن علاج ، فلزم أن نأتيه نحن لعلاجه.
رابعا: اقتداء برسول الله.. فقد عاد الغلام اليهودي ودعاه، وأرسل معاذا إلى الثمن وبعث بالرسائل إلى الملوك والرؤساء يدعوهم فيها، كما في رسائله لكسرى وقيصر وملوك العرب ، وبعث مصعبا في أول الرسالة إلى المدينة لينشر فيها الإسلام ويدعو أهلها إليه.
قال الغزالي في الإحياء: "فرض عين على العلماء كافة وعلى السلاطين كافة أن يرتبوا في كل قرية وفي كل محلة فقيها متدينا يعلم الناس دينهم فإن الخلق لا يولدون إلا جهالا، فلابد من تبليغ الدعوة إليهم في الأصل والفرع".
ولا ينبغي للداعية أن يستصغر أمر أحد، أو يتهاون في دعوته لكونه صغيرا أو حقيرا فإنما الغرض إنقاذ نفس من النار كما جاء في قصة زيارة النبي صلى الله عليه وسلم للغلام اليهودي في مرضه، ودعوته له للإسلام فلما أسلم قال عليه الصلاة والسلام: [الحمد لله الذي أنقذه بي من النار]...
واجبات المدعو:
وإذا كنا قد ذكرنا أن للمدعو حقوقا، فكذلك عليه واجبات عند بلوغ الدعوة إليه.. ومن هذه الواجبات:
أولا: قبول دعوة الحق الذي يدعى إليه، واستنقاذ نفسه من النار وغضب الجبار..
ولكن.. ليعلم الداعية أن الناس متفاوتون في قبولهم للدعوة: فمنهم السريع القبول جدا كأبي بكر، وكسحرة فرعون عندما رأوا الآيات. ومنهم البطئ جدا: كما حدث مع سيدنا نوح، وكمسلمة الفتح كأبي سفيان وأمثاله الذين تأخر إسلامهم إلى أن فتح النبي صلى الله عليه وسمل مكة.. وربما يموت بعض المدعوين أو كثير منهم كفارا والعياذ بالله.. وبين هذين الصنفين (السريع القبول والبطيء) تتفوات المراتب صعودا وهبوطا وسرعة وإبطاء.. فعلى الدعاة الصبر الجميل والاستمرار في بذل ا لنصح وإقامة الحجة وبيان الحق وتوضيحه بكل السبل والوسائل المشروعة، وعدم العجلة على المدعوين وسرعة اليأس منهم.
ثانيا: القيام بحق الإسلام الذي قبلوا دعوته؛ فيقيموا حياتهم وسلوكهم على منهجه، ويلتزموا عبادة ربهم كما أمروا.
ثالثا: قيامه بالدعوة إلى ما كان يدعى إليه.. فإنه بعد قبول دعوة الإسلام ينبغي له أن يبلغ هذه الرسالة إلى غيره بالوسائل المتاحة لديه، ولمن قدر على الوصول إليه حسب القدرة والطاقة، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.