- اسم الكاتب:اسلام ويب ( د. خالد سعد النجار )
- التصنيف:المركز الإعلامي
رائحة الفم الكريهة أو ما يعرف بـ بخر الفم حالة مرضية تهم كل إنسان، فهي تؤثر على علاقات الفرد الاجتماعية والمهنية، وطالما فرقت بين الأزواج والزوجات، ففي الولايات المتحدة الأمريكية مابين 50 - 80 مليون شخص يعانون من الرائحة المنبعثة من الفم، وتنفق أمريكا وحدها 850 مليون دولارا كل سنة لغسول الفم أو لمزيلات الرائحة بطعم النعناع أو بخاخات الفم.
وبالرغم من أن الفم مدخل لأنواع مختلفة من المأكولات والمشروبات، وبالرغم من كونه مدخل الهواء ومخرج النفس، إلا أن الله سبحانه وتعالى زوده باللعاب واللسان اللذين يقومان بعملية التنظيف الذاتية وإخراج النفايات العالقة بالأسنان وغسل الفم بالكمية المطلوبة من اللعاب، نتيجة لهذا التناغم من إبداع الخالق فإن رائحة الفم تكون عادة لا تكاد تشم، شأنها شأن الكثير من الروائح المختزنة داخل الجسم (الدم، البراز، والبول) التي لا تفوح إلى الخارج.
اختبر نفسك
تتنوع رائحة الفم بتنوع الأسباب المسببة لها، وأهم هذه الروائح:
رائحة تعفن تتكون أساسا نتيجة عدم الاعتناء بنظافة الفم والأسنان.
رائحة حموضة وجود هذه الرائحة في الفم غالبا ما يدل على أن هناك خللا ما في المعدة، أو نقص كمية اللعاب كما في بعض الحالات المرضية.
رائحة شبيهة برائحة السمك وهي غالبا تدل على وجود خلل شديد في الكبد لعدم تمكنه من التخلص من السموم الطيارة التي تنطرح عن طريق الرئة بواسطة هواء الزفير.
رائحة شبيهة برائحة الأسيتون أو طلاء الأظافر تظهر غالبا عند الإصابة بمرض السكـــر.
رائحة تشبه رائحة البول تظهر في حالات الفشل الكلوي.
وبما أنه لا يستطيع أحدنا أن يكشف وحده عما إذا كان عنده بخر فم أم لا ، فإليك طرقا بسيطة لتختبر نفسك:
ـ أولا: تؤخذ قطعة من الخيط السني ويمرر بين الأسنان الخلفية العلوية والسفلية .. انتظر لمدة 45 ثانية ثم شمها ولاحظ رائحتها.
ـ الاختبار الثاني: تؤخذ قطعة من القماش ثم تقشط وتمسح أبعد نقطة تصلها في اللسان ثم مرة ثانية انتظر 45 ثانية وشمها.
ـ الاختبار الثالث: العق رسغك النظيف ثم انتظر برهة ثم شمها .. هذا الاختبار يمكن أن يعطيك فكرة سريعة وقريبة إلى حد ما من الواقع.
أشهر الأسباب
• إهمال نظافة الفم والعناية به: 75% من حالات البخر سببها عدم مراعاة القواعد الصحية الواجب اتباعها في الاعتناء بنظافة الفم والأسنان، والمفتاح لفهم سوء الرائحة هو مركبات الكبريت الطيارة التي تنتج من تفكيك الأحماض الأمينية بفعل نوع من البكتيريا المحللة تتواجد بالفم، علما بأن عمليات التفكيك هذه تحدث على نطاق ضيق في الحالات الطبيعية ولا تؤدي إلى انبعاث الرائحة الكريهة. لكن إهمال تنظيف الفم، لاسيما بعد تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات، يعطي تلك البكتيريا كمية كبيرة من الغذاء وبالتالي يزداد نشاطها التحليلي.
ويزيد من سرعة التخمر وجود القلح، وهو تلك الرواسب التي تشبه الجبس حول الأسنان. ذات لون أصفر مسمر وتكون مليئة بالجراثيم، حيث تجد الجراثيم في هذه الأفواه الملجأ الأمين والشروط الحسنة من غذاء وحرارة مناسبة.
ومما هو جدير بالذكر أن جفاف الفم يزيد من رائحته، لذلك نجد الذين يتنفسون من أفواههم أكثر تعرضا لبخر الفم، كما أن تقدم العمر قد يسبب رائحة الفم خاصة مع إهمال النظافة.
• من أهم الأسباب الأخرى: التهابات اللثة، أطقم الأسنان الصناعية، بعد العمليات الجراحية بالفم لتعطل عملية مضغ الطعام العادية.
• التهاب اللوزتين: وهو من أكثر الأسباب شيوعا، حيث تتجمع في جيوب اللوزتين الملتهبتين رواسب ومواد صديدية تجعل رائحة الفم نفاذة جدا.
• التهاب الأنف والجيوب الأنفية: والتي قد تؤدي إلى ضمور الغشاء المخاطي فيه مما يسبب رائحة نفاذة لا تطاق، كما أن الالتهابات الصديدية المزمنة التي تصيب الجيوب الأنفية تسبب نفس الرائحة الكريهة. وهناك العديد من أمراض الجهاز التنفسي أيضا تساهم بدرجات متفاوتة في بخر الفم أهمها التهاب الشعب الهوائية حيث تفقد الشعب الهوائية ليونتها وتمتلئ بالسوائل التي تبقى في حالة ركود، فتنبعث منها رائحة كريهة.
• أكل البصل أو الثوم: فالزيوت الطيارة التي يحتويها البصل أو الثوم تسبب الرائحة الكريهة عقب أكلهما، وتمتص من القناة الهضمية بواسطة الدم ومن ثم تخرج من الفم في هواء الزفير عن طريق الرئتين.
• التدخين: آثار التدخين على الغشاء المخاطي تلاحظ عند المدخنين بصورة شديدة، فيحدث في البداية التهاب الغشاء المخاطي، ويزداد التقرن، وتتضخم الغدد المخاطية في الجزء الخلفي لقبة الحنك، ويمكن أن تنسد أقنيتها المفرغة، ويمكن أن يحدث تقرح وضمور في الحلميات الموجودة على اللسان، وليس هذا مبلغ ضرر الدخان فحسب، وإنما تلك الحالة من بخر الفم التي يشعر بها كل من يقترب من المدخن وتؤدي إلى النفور منه فضلا على تلون الأسنان باللون الأصفر المقزز.
• عسر الهضم: إن عسر الهضم قد يحدث ثقل في المعدة وغثيان ورائحة كريهة لا تطاق تصدر من الفم
أساليب المعالجة
ينحصر العلاج بشكل رئيسي في إزالة المسبب, فإذا كانت الأسباب طبية عامة كأمراض الدم والسكر والرئة فلابد من معالجة هذه الأمراض.
أما الرائحة الناجمة عن أسباب فموية فالمعالجة تعطي نتائج فعالة، وغالبا ما يشفى بالاعتناء بالصحة الفموية، والطريقة الأساسية لتنظيف الأسنان هي تفريشها بالفرشاة والمعجون الذي يحتوي على مادة الفلورايد، واستخدام الخيط السني للتنظيف بين الأسنان مرة أو مرتين في اليوم، ويعتبر استخدام المقشط من الطرق التي تؤدي إلى التخلص من رائحة الفم الكريهة. تقوم فكرة المقشط على إزالة بكتيريا الفم، وخصوصا المركبات البكتيرية التي تسبب الرائحة الكريهة، والتي تعشش في اللسان، وبصورة خاصة في مؤخرته التي يصعب الوصول إليها.
المقشط هو شريط بلاستيكي رفيع وطويل، له حافة مسننة مصممة لتنزلق على اللسان لجرف البكتيريا، ويكفي سحبه إلى الأمام والوراء مرة واحدة أو مرتين في اليوم لصيد البكتيريا ومنعها من التكاثر.
طبيب الأسنان يمكن أن يعالج الأنسجة المريضة والأسنان التالفة، ويقاوم العوامل السيئة التي تسبب تجمع فضلات الطعام.
ويجب اللجوء إلى استعمال غسولات فموية ولاسيما تلك الحاوية على عوامل مضادة للجراثيم فهي تزيل رائحة الفم المزعجة لمدة لا تقل عن ساعتين، وهو إنقاص مؤقت للنفس الكريه.
أما مضادات البخر فهي كثيرة، وتقوم بتأثير كيميائي أو ميكانيكي لتعديل التفاعلات الكيماوية الناتجة عن تفسخ واختمار بقايا الطعام فيما بين الأسنان وضمن النخور السيئة والمناطق الالتهابية في اللثة، ومن هذه الأدوية المواد المؤكسدة، والمواد الماصة كالفحم والكلوروفيل، والحموض، والمواد التي تحرر الكلور، ومن أشهر المواد المؤكسد (الماء الاكسجيني) فمحلوله المائي بنسبة 3% يؤثر موضعيا على الجراثيم .. يستعمل في مكافحة البخر، وفي التهابات الفم واللثة المختلفة.
ومن المواد الماصة، الكلوروفيل ويوجد في النباتات الخضراء مثل الخس والسبانخ، ويتدخل الكلوروفيل في الأكسدة فينشط الخلايا الحية مما يساعد على سرعة التئام الجروح والتقرحات، ويعدل الأجسام الأجنبية التي تعتبر سببا لرائحة الفم.
وأخير لابد أن ننوه إلى أن جفاف الفم سبب مهم للرائحة الكريهة لذلك يفضل الإكثار من تناول الماء ومضغ اللبان لأنه ينشط إفراز الغدد اللعابية، وهناك أنواع جيدة من العلك تحافظ على نكهتها مدة طويلة.