البشاشة والتبسم

0 1522

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة) رواه الترمذي، وصححه الألباني.

قال الإمام المناوي: "(تبسمك في وجه أخيك لك صدقة) يعني: إظهارك له البشاشة والبشر إذا لقيته، تؤجر عليه كما تؤجر على الصدقة".

وقال الإمام ابن بطال: "فيه أن لقاء الناس بالتبسم، وطلاقة الوجه، من أخلاق النبوة، وهو مناف للتكبر، وجالب للمودة".

ما أجمل أن تنتشر البسمة في المجتمع المسلم، حتى تخفف كثيرا من الآلام التي يعيشها الناس في حياتهم اليومية، وليس بالضرورة أن يكون المرء خاليا من الأزمات والمشاكل حتى يبتسم؛ إذ كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يبتسم دوما، رغم الأحزان التي كانت تلاحقه من آن لآخر، وكانت البسمة إحدى صفاته التي تحلى بها، حتى صارت عنوانا له وعلامة عليه، وكان لا يفرق في حسن لقائه وبشاشته بين الغني والفقير، والأسود والأبيض، حتى الأطفال كان يبتسم في وجوههم ويحسن لقاءهم، يعرف ذلك كل من صاحبه وخالطه، فعن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال: "ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم" رواه الترمذي، وصححه الألباني، وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: "ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي" رواه مسلم.

وقد بوب الإمام البخاري في "صحيحه": (باب: التبسم والضحك) وجمع أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وكذلك جمع الإمام مسلم في "صحيحه" أحاديث في التبسم، بوب لها الإمام النووي في كتاب الفضائل: (باب: تبسمه وحسن عشرته صلى الله عليه وسلم)، وكل ذلك يدل على البشاشة والابتسامة التي كانت تلازم النبي صلى الله عليه وسلم.

فلنحرص على إشاعة الابتسامة في المجتمع؛ لأنها تغرس الألفة والمحبة بين الناس، بالإضافة إلى كونها سنة نبوية، ووسيلة دعوية، ومفتاحا للقلوب، وكنزا عظيما تنفق منه على أهلك وإخوانك وجيرانك، وكل من تقابله وتدعوه، وصدقة لا تكلفك دينارا ولا درهما، وهي قبل كل ذلك لك صدقة، تدخرها عند الله سبحانه.

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة