البرد يضاعف معاناة اللاجئين السوريين

0 1147

يصارع ملايين اللاجئين والنازحين السوريين من أجل البقاء على قيد الحياة في مواجهة عاصفة ثلجية قاسية تجتاح دول المنطقة.

ويبدو أن قدر الكثير منهم أن يقفوا وحدهم في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة أمام هجمة البرد، كما ترك عشرات الآلاف منهم للموت دون تدخل دولي جدي، حيث بدأت دول عدة تفرض إجراءات مشددة على استقبال اللاجئين السوريين.

وقد ناشدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دول العالم الإسراع إلى مساعدة أكثر من ثلاثة ملايين سوري لجؤوا إلى دول الجوار هربا من الصراع في بلدهم.

ويتجاوز عدد اللاجئين السوريين في لبنان المليون شخص، وقد توفي عدد منهم جراء العاصفة الثلجية التي تجتاح دول المنطقة وتحاصر نحو مائة ألف لاجئ سوري في شمال شرقي لبنان.

ندرة الإغاثات
للاطلاع على جانب من أوضاع هؤلاء اللاجئين، أوضح مراسل الجزيرة من عرسال إيهاب العقدي في حلقة الجمعة 9/1/2015 من برنامج "حديث الثورة" أن معاناة اللاجئين السوريين تتمثل في قلة الإغاثات وندرتها بعد تخفيض الأمم المتحدة قيمة المساعدات التي تقدمها بنسبة الثلث.

وهناك معاناة من نوع آخر تتمثل في عدم تنسيق المنظمات الأخرى فيما بينها لتغطية جميع اللاجئين في المناطق المختلفة، وأشار إلى أن أعداد اللجئين تزايدت عن العام الماضي، الأمر الذي ترتبت عليه الكثير من الالتزامات على المجتمع الدولي.

وقال المراسل إن عدد اللاجئين السوريين في عرسال تجاوز 1.3 مليون لاجئ، الأمر الذي يحتاج إلى مجهودات ضخمة وخطط طوارئ حقيقية لتقديم الخدمات المناسبة لهم.

"معاوية حرصوني: الوضع الإنساني حرج جدا، ومعظم الطرقات قطعت، وهو ما صعب عمليات التدخل"

كارثة إنسانية
من بيروت أوضح رئيس اتحاد الهيئات الإغاثية في لبنان حسام الغالي أن الجهات الداعمة والمانحة ينبغي أن تتحرك قبل أن تزهق أرواح المزيد من الأطفال، وقال إنهم قاموا في الاتحاد بتقديم الدعم الذي يستطيعونه في حدود إمكاناتهم، ودعا الجهات الخارجية والحكومية إلى تقديم الدعم الكافي لتفادي هذه "الكارثة الإنسانية".

وأكد الغالي أن درجة الحرارة تبلغ نحو عشر درجات تحت الصفر نهارا، وتصل بالليل أحيانا إلى 16 درجة تحت الصفر.

وأوضح أن معظم الدول العربية لا تحول الأموال الإغاثية إلى لبنان بحجة مكافحة "الإرهاب"، مؤكدا أن عدم تدفق الأموال يمكن أن يؤدي إلى كارثة إنسانية، ودعا الحكومة اللبنانية إلى رفع الجمارك عن المواد الإغاثية وتسهيل إجراءات دخولها، كما طالب بتخفيف القيود القانونية والأمنية على دخول اللاجئين إلى البلاد.

وضع حرج
معاوية حرصوني مدير التواصل مع الجمعيات والمنظمات الإغاثية في وحدة تنسيق الدعم التابعة للائتلاف السوري المعارض، أوضح أن الوضع الإنساني حرج جدا، وأن معظم الطرقات قطعت مما صعب عمليات التدخل.

وأشار حرصوني إلى أن استجابة المجتمع الدولي والدول العربية جاءت متأخرة جدا، مؤكدا أن الحالة الإنسانية في عرسال تعتبر صعبة جدا، وأن العاصفة الثلجية تسببت في انهيار 30% من المخيمات.

وعبر عن أسفه لعدم تقديم أي من الدول العربية والغربية وعودا بتقديم مساعدات تعين على تجاوز الكارثة، باستثناء دولة قطر التي قدمت دفعات مقدرة من الأموال.

نقمة واحتجاج
مراسل الجزيرة عمر الحوراني تحدث بدوره عن جانب من معاناة السوريين في ريف درعا جنوبي البلاد وعكس صورة قاتمة ومأساوية من مخيم بريقة، وأوضح أن المواد الغذائية ووسائل التدفئة قد نفذت في المخيم.

وأشار إلى أن حالة من النقمة تسود سكان المعسكر احتجاجا منهم على ما وصفوه بالتجاهل الدولي والعربي لمأساتهم، وأكد أن أوضاع المواطنين في جنوب سوريا تعتبر سيئة بشكل عام وزادها البرد وانعدام مصادر الدخل سوءا.
 

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة