لكي لا تذبل زهرة الحب بين الزوجين

0 1860

الحب الحقيقي لا يقتله الزواج، إنما يتم التعبير عنه بصور أخرى تلحظها وتشعر بها المرأة الواعية، ويدركها ويلمس حرارتها الزوج النبيه، وكل يعبر عن حبه بأسلوب أو بآخر. فالحب الزوجي هو حب من نوع خاص، وله نكهة خاصة، وهو روح الزواج ومداد حياته التي من دونها تصبح العلاقة الزوجية جافة ناشفة كأوراق الخريف اليابسة.

• من المهم جدا الحرص على ترسيخ السكن النفسي لدى الطرفين، فالزواج هو رحلة البحث عن السكن النفسي والألفة وراحة البال، فلتكن لشريكك صدرا حانيا وقلبا عطوفا، وليجد منك البسمة والمعونة والطاعة في غير معصية الله، قال تعالى: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} [البقرة: 87].

• الحياة الزوجية تحتاج إلى نوع من التضحية، وتقديم قدر من الموازنة والمسايرة، والكثير من الواقعية؛ فلا يمكن أن تتطابق صفات ما قبل الزواج مع ما بعده؛ فإذا اكتشف الزوج أن ثمة فجوة ما اجتماعية أو فكرية أو ثقافية في زوجته فعليه أن يبذل قصارى جهده، ويسخر كل مساعيه من خلال التفاهم والتحاور؛ لسد الهوة المتشكلة بين الواقع وبين ما هو متخيل، ونفس الأمر ينطبق على الزوجة؛ فعدم التغلب على هذه الحالة يخلق الشعور بالإحباط واليأس والكآبة وفقدان التوازن، خصوصا إذا انعدم الأمل في حدوث تغيير؛ وهو ما يخلق بيئة خصبة لكل أنواع الخلافات والمشاحنات.

• الحب مثل أي علاقة إنسانية يطرأ عليها التغيرات والتطورات، والزوجان الواعيان يستطيعان الاحتفاظ بحرارة الحب ليس بالكلمات المعسولة فقط وإنما بالنوايا الطيبة والتصرفات الإيجابية.
• علاقة الحب تفقد بريقها عندما نتوقف عن استثمارها وتنميتها باستمرار، فبعد فترة من الحياة الزوجية نشعر بالأمان تجاه الطرف الآخر ونهجر التعامل معه برومانسية أو عفوية، وقد نكف عن التواصل معه، لنستيقظ صباح يوم ونجد أنفسنا متورطين في علاقة زوجية جافة كئيبة لم نكن نتصورها يوما ما.

• كثيرا ما نسمع أناسا يشكون من أن من حولهم لا يعبرون لهم أبدا عن حبهم، أو لا يفعلون ذلك إلا نادرا، ولكننا لم نسمع شخصا واحدا اشتكى من أن الآخر كثيرا ما يقول له: أحبك .. فالحب إذا لم يتم التعبير عنه بشكل جيد فإنه مع الوقت يخبو ويضعف وربما يهرم أو يموت؛ لذلك علينا أن نستدعي هذا الحب ونحركه، علينا أن نبذل الوسائل المعينة لإثارة معانيه، وأول هذه الوسائل أن نقول لمن نحب أحبك.
• بعد الزواج والشعور بالأمان تجاه العلاقة يغفل الشريكان عن بعض التصرفات الصغيرة التي تثير مشاعر الحب، مثل تبادل نظرات الحب والإعجاب، والتلفظ بعبارات حب بسيطة بين الفينة والأخرى.
• جميعنا ينتظر الثناء عندما نقوم بعمل جيد، وذلك ينطبق على علاقة الحب بين الزوجين، فالشريك يحب سماع عبارات الثناء من شريكه، تلك العبارات التي تبعث السعادة بداخله وتدفعه لمبادلته نفس التصرف.

• (لو عادت الأيام لما قبلت بزوج غيرك)، (أحس برضا الله عني أن رزقني زوجا مثلك)، (عسى الله أن يجمعنا الآخرة كما جمعنا في الدنيا) .. إن مثل هذه العبارات تزيد من بنيان العلاقة الزوجية، وتقوي الحب بين الزوجين، وتجعله في حالة توقد دائم، ويدوم ولا يموت.

• الإكثار من تصرفات التودد والمحبة من أعظم الأمور التي تعطي الحب دفعة للأعلى دوما .. إنها تصرفات صغيرة وبسيطة ولكنها ذات قيمة كبيرة وثمن غال: أن يضع أحد الزوجين اللحاف على الآخر إن رآه نائما من غير لحاف. يناوله المسند إذا أراد الجلوس. يضع اللقمة في فيه. يربت على كتفه عند صدور تصرف حسن منه .. كل هذه التصرفات إذا صدرت عن الزوجة لزوجها، أو عن الزوج لزوجته، فإنها تؤكد معاني الحب .
• أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق أن بلال بن أبي بردة قال لجلسائه يوما : ما العروب من النساء؟ قال: فماجوا، وأقبل إسحاق بن عبد الله بن الحارث النوفلي، فقال قد جاءكم من يخبركم، فسألوه فقال: الخفرة [شديدة الحياء] المتبذلة لزوجها، وأنشد: 

                                                                               يعربن عند بعولهن إذا خلوا.. وإذا هم خرجوا فهن خفار

هكذا يجب أن تكون الزوجة الواعية، شديدة الحياء في غيبة زوجها، فإذا خلا كل منهما بالآخر نزعت ثوب الحياء، فالزوجة العاشقة العروب لا تدع مناسبة إلا وأعربت فيها عن حبها لزوجها تلميحا أو تصريحا بطريقة تلقائية غير متكلفة، حتى وإن كانت لا تحبه، فإن التحبب داعية الحب كما قالت علية بنت المهدي أخت هارون الرشيد.
• من أهم ثمار الحب: إزهار بذور المسامحة والعفو وغض الطرف عن الهفوات .. ويتأتى هذا حين يكون الإنسان كبيرا في نفسه لا تؤثر فيه التفاصيل الصغيرة أو تستوقفه، فهو دائما يعفو ويسامح، فهذا يفرض حب الآخرين له رغما عن أنوفهم دون قيد أو شرط.

• كثرة اللوم لا تصدر من ذي خلق كريم، أو طبع سليم، ثم إن ذلك يورث النفرة، ويوجب الرهبة، وإن كان هناك ما يستوجب العتاب كان عتابا لينا رقيقا يدرك به الخطأ دون أن يهدر كرامة، أو ينسى جميلا. وما أحسن أن يتغاضى المرء ويتغافل؛ فذلك من دلائل سمو النفس وشفافيتها وأريحيتها، كما أنه مما يعلي المنزلة، ويريح من الغضب وآثاره المدمرة.
• حينما نقول لا نحاول أن نقولها بملمس الوردة الناعمة، وليس بأشواكها المؤلمة .. لا نجرح الطرف الآخر ونثير مشاكل أكبر، بل نكن هادئين واثقين مؤمنين، بابتسامة طيبة وأدب جم، ومن الممكن أن نفكر في أكثر من أسلوب نبين فيه رأينا المخالف، ونختار أقلها أضرارا وأشدها إقناعا، وأطيبها أثرا في نفس الشريك.
• الزوجان الواعيان عليهما إدراك أن أي مشكلة موقف مشترك بينهما، وأن عليهما مناقشة الأمر بصدق معا، وحتما سيصلان لحل مرضي -بعون الله تعالى- من خلال المناقشة الهادئة، والنية الصادقة.
• لا يغيب عنا الشعور بالمسؤولية تجاه شريك العمر، فما يعد نجاحا لأحدهما هو نجاح لشريكه، وكذلك إخفاق أحدهما هو إخفاق للآخر، وبالتالي تتحد الجهود والأهداف فلا فرق بينها.
 

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة