- اسم الكاتب:د.محمد عمارة
- التصنيف:خواطـر دعوية
كان الرئيس الأمريكي الأسبق "بوش" أول من أعلن الحرب على "الإرهاب" عقب حادث 11 سبتمبر عام 2001م، وذلك دون تحديد لماهية هذا الإرهاب!
لقد أعلنها "حملة صليبية مقدسة" بالتحديد، وتم الغزو الأمريكي لأفغانستان ثم العراق، وخلال هذه الأحداث كشفت الشهادات الأمريكية عن أن المراد بالإرهاب هو الإسلام، الإسلام الرافض للحداثة الغربية والعلمانية الغربية والقيم الغربية على وجه الخصوص.
لقد كتب المفكر الاستراتيجي الأمريكي "فوكو ياما" في العدد السنوي "للنيوزويك" (ديسمبر 2001 م – فبراير 2002م)، يقول: "إن الصراع الحالي ليس ببساطة ضد الإرهاب، ولكنه ضد العقيدة الإسلامية الأصولية، التي تقف ضد الحداثة الغربية وضد الدولة العلمانية، وهذه الأيديولوجية الأصولية تمثل خطرا أكثر أساسية من الخطر الشيوعي، والمطلوب هو حرب داخل الإسلام، حتى يقبل الحداثة الغربية والعلمانية الغربية والمبدأ المسيحي "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله"!.
ولقد فسر الرئيس الأمريكي الأسبق "نيكسون" في كتابه "الفرصة السانحة" مراد الأمريكان من "الأصولية الإسلامية"، فقال: "إنهم هم الذين يريدون بعث الحضارة الإسلامية، وتطبيق الشريعة الإسلامية، وجعل الإسلام دينا ودولة، وهم وإن نظروا للماضي فإنهم يتخذون منه هداية للمستقبل، فهم ليسوا محافظين، ولكنهم ثوار"!.
وعلى درب هذه الشهادات، قالت "مارجريت تاتشر" - رئيسة الوزراء البريطانية الأسبق- : "إن تحدي الإرهاب الإسلامي إنما يشمل حتى الذين أدانوا أحداث 11 سبتمبر وابن لادن وطالبان، يشمل كل الذين يرفضون القيم الغربية، وتتعارض مصالحهم مع الغرب"!.
وكتب المستشرق الصهيوني "برنارد لويس" في "النيوزويك" (عدد 14 يناير 2004) يقول: "إن إرهاب اليوم هو جزء من كفاح طويل بين الإسلام والغرب، فالنظام الأخلاقي الذي يستند إليه الإسلام مختلف عما هو في المسيحية واليهودية الغربية، وهذه الحرب هي حرب بين الأديان".
وكتب السيناتور الأمريكي "جوزيف ليبرمان" – المرشح نائبا للرئيس في انتخابات عام 2000م – يقول: "إنه لا حل مع الدول العربية والإسلامية إلا أن تفرض عليهم أمريكا القيم والنظم والسياسات التي تراها ضرورية، فالشعارات التي أعلنتها أمريكا عند استقلالها لا تنتهي عند الحدود الأمريكية، بل تتعداها إلى الدول الأخرى"!.
ولأن هذه هي حقيقة الحرب الأمريكية على "الإرهاب"- التي هي بشهادة هؤلاء الشهود من أهلها "حرب على الإسلام"، كتب الصحفي الصهيوني الأمريكي "توماس فريدمان" - من "بيشاور" إبان الغزو الأمريكي لأفغانستان – في "نيويورك تايمز" يقول "إن الحرب الحقيقية في المنطقة الإسلامية هي في المدارس، ولذلك يجب أن نفرغ من حملتنا العسكرية بسرعة، ونعود مسلحين بالكتب المدرسية الحديثة، لإقامة تربة جديدة، وجيل جديد، يقبل سياساتنا كما يحب شطائرنا، وإلى أن يحدث هذا لن نجد أصدقاء لنا هناك"!.
وبعد أن نجحت أمريكا – بالاعتمادات المالية والضغوط الدبلوماسية – في تغيير وتقليص المناهج الدراسية الإسلامية – في مدارس باكستان وكثير من البلاد العربية – نشرت "الهيرالدتريبيون" الدولية مقالا للكاتب الأمريكي "ستانلي أ. فايس" يحدد فيه الخيارات أمام العالم الإسلامي: خيار العلمانية الأتاتوركية – الذي تريده أمريكا – بدلا من خيار الأصولية الإسلامية، فقال: "إن حقيقة الحرب على الإرهاب تكمن في: هل ستقوم الدول الإسلامية باتباع النموذج الاجتماعي السياسي لتركيا، كدولة حديثة علمانية؟ أو نموذج الأصولية الإسلامية؟"!.
تلك هي حقيقة الحرب على الإرهاب، التي أعلنتها أمريكا، والتي جرى تعميمها على النطاق العالمي، والتي وجهت نيرانها – الحربية والفكرية والإعلامية – إلى قوى التحرر الوطني، الساعية إلى تحقيق الاستقلال الحضاري للشرق الإسلامي عن التبعية للنموذج الحضاري الغربي، والتي أكدت الشهادات الغربية الموثقة أنها حرب على الإسلام!.
إنها شهادات وحقائق جديرة بأن يتعلم منها الجهلاء.. وأن توقظ الغافلين البلهاء الذين مازالوا يقتدون بالمعبود اﻷمريكي الذي أباد حضارة الهنود الحمر بالمجازر، وبنى اقتصاده على ظهور عبيد افريقيا، وحاك الدسائس في أنحاء العالم باسم الحرية مسببا مجازر هائلة، ابتداء من هيروشيما، ومرورا بفيتنام وإبادة شعبه.. ومنذ ذلك التاريخ تنتقل الإدارة اﻷمريكية من مجزرة الى أخرى، ومن إبادة شعب إلى آخر؛ متسببة في هلاك للبشر اﻷبرياء.. وما أنتم ببعيد من إبادة الشعب اﻷفغاني، والشعب العراقي، والشعب السوري، و الشعب الفلسطيني الضحية اﻷقدم.