شجع طفلك تكسبه لصفك

0 1366

يعزز التشجيع ثقة الطفل بنفسه، ويمنحه الشعور بالفخر، كما يساعده على تكرار الأعمال التي تلاقي استحسانا من القيمين عليه كأولياء الأمر والأساتذة ..
وغالبا ما يرتبط مستوي الإبداع لدى الطفل بتوفير جو من التشجيع والأمان ومدح الإنجازات،‏ مما يكسبه نوعا من الثقة والتفاؤل والرضا، وذلك علي عكس ما يحدث بالنسبة لمن تعرضوا للنقد عند الفشل‏ ..
فعوامل البيئة والتربية والإعداد والمران كلها عناصر أساسية حتى بالنسبة لمن منحتهم العناية الإلهية قدرا كبيرا من المواهب، أما الوراثة فإنها لا تقدم سوي البذرة التي يجب أن تغرس في التربة الملائمة ثم تولى بالرعاية والتهذيب إلي أن تنضج وتتفتح‏.‏

( التشجيع، المديح، التعزيز )
• التشجيع: هو العملية التربوية التي يتم فيها التركيز على نقاط التميز لدى الطفل بهدف بناء الثقة وزرع مفهوم إيجابي عن ذاته. (مثال): طفل لعب بالمكعبات، وبنى قصرا كبيرا، نقول له: "أنت قمت ببناء قصر جميل وكبير استخدمت فيه عدد كبيرا من المكعبات مختلفة الأشكال".
• المديح: نوع من الجائزة، وهو عبارة عن إصدار حكمك على الطفل، والمديح يعتمد على التنافس، ويقدم في حالة الفوز، حيث يجازى الطفل على جودة العمل والإتقان من وجهة نظر المربي، ويهتم بالنتيجة، وهو محاولة لدفع الطفل نحو الإنجاز معتمدا على المؤثرات الخارجية أكثر من الرغبة الداخلية. (مثال): نقول للطفل في المثال السابق "رائع لقد بنيت بيتا متقنا، أنت ممتاز لأنك اتبعت تعليماتي بشكل دقيق".
• التعزيز: هو مكافأة تعطي لطفل استجاب لمتطلبات معينة، ويؤدي إلى تكرار هذا السلوك، وزيادة احتمال ظهوره في المرات القادمة. (مثال) في هذه الحالة يقول المربي: "لقد أنهيت بناء البيت، يمكنك الآن الخروج للعب مع أصدقائك في الحديقة كما وعدتك".

إرشادات تهمك
• تعتبر حاسة اللمس ( الملاطفة، المعانقة، التقبيل ..) عاملا حيويا لنمو مخ الطفل، فاللمسات تستثير إفراز هرمونات النمو الضرورية، وتعزز وتشجع الوظائف الموجهة من المخ مثل زيادة الوزن والمهارات الحركية والنوم المريح الهادئ وتخفيض الضغط وزيادة النشاط .. المس واحتضن طفلك جيدا، ضع عينيك في عينيه، ابتسم في وجهه وأعطه المزيد من المحبة والحنان.

• شدد خبراء الصحة النفسية والعقلية على ضرورة قضاء 75% من وقت فراغ الطفل في أنشطة حركية، وقضاء 25% في أنشطة غير حركية، وهذا مفيد أيضا في البعد عن الفضائيات وتأثيرها السلبي على الأطفال .. بادر بالعب واستغل كل الفرص للعب مع طفلك، امرح معه، قم بألعاب تخيلية وأدوار تمثيلية .. إنك لا تحتاج إلى لعبة غالية الثمن ليلعب بها طفلك، يمكن استعمال الأدوات المتوفرة في البيت من أثاث، أواني المطبخ، جهاز الهاتف والعلب .. شجع طفلك في اكتشاف الأشياء من حوله وكيفية التعامل معها.

• عندما تعلق على أداء الطفل، فعليك أن تعي أهمية عدم إطلاق أحكام مباشرة على ما قام به من عمل، فكثيرا ما نصدر تعليقات إيجابية على شكل مديح، لكنها في الواقع تعليقات تعكس رأيك وتقويمك أكثر من كونها عوامل مساعده لبناء ثقة الطفل بنفسه. لذا عليك أن تستخدم الكلمات أو العبارات التي تعبر عن التشجيع الفعلي.
فمن العبارات التي تحمل معاني القبول: تعجبني الطريقة التي عالجت بها الموقف.. بما أنك غير مرتاح، ما الذي تعتقد أن بإمكانك القيام به لكي تطمئن.. بم تشعر تجاه كذا وكذا.. تبدو مستمتعا وأنت تلعب.
ومن العبارات التي تحمل معاني الثقة في قدرة الطفل: لأني أعرفك جيدا، أنا متأكد أنك تستطيع القيام بهذا العمل.. أنا واثق أنك ستتغلب على تلك الأزمة.. لدي ثقة في حكمك على الأمور.. أعرف أن هذا شيء صعب، لكنني متأكد من قدرتك على القيام به.. سوف تتمكن من معرفة الطريقة الصحيحة.

ومن العبارات التي تحمل معاني المشاركة والتقدير: شكرا، لقد ساعدتني كثيرا.. كان جميلا منك أن تتذكر.. أنا أقدر جدا ما قمت به لأنه يسهل عملي كثيرا.. إنك تعرف كيف تضع المكعبات في مكانها الصحيح، هل يمكنك القيام بذلك الآن؟.
ومن العبارات التي تشير إلى استحسان الجهد المبذول: انظر إلى ما أحرزته من تقدم باهر (كن محددا في توضيح هذا التقدم بالتفصيل).. أنت اليوم جلست وقتا أطول بهدوء في الحلقة.. يبدو أنك قضيت وقتا طويلا في هذا.
ومن العبارات التي تشير إلى التعلم من الأخطاء: لقد أخطأت، إذن ماذا ستفعل بصدد هذا الأمر؟.. إذا لم تكن راضيا عن تصرفاتك، ماذا ستفعل؟
ومن العبارات التي تشير إلى تحمل المسؤولية: إن الأمر يرجع إليك.. سأتقبل قرارك.. يمكنك أن تقرر بنفسك.

• امدح أطفالك على كل محاولة فيها جرأة حميدة، كافئ أقل مبادرة للشجاعة فيهم حتى ولو بدرت في السنوات الأولى. أظهر الشجاعة أمامهم وتحدث عنها، ولتكن شخصيتك نموذجا لهم، ويحسن بك أن تخبر أطفالك بالصعوبات التي مرت بحياتك دون تبجح، بل بطريقة نزيهة تجعلهم يعلمون أن هناك أشياء صعبة حتى على الناس الكبار. علمهم أن الشجاعة هي أن تفعل ما هو صحيح وضروري.. أن تبادر إلى عون الآخرين.. أن تفكر في اتخاذ القرار الصحيح قبل مواجهة الموقف.. وأن تستعين بالله تعالى قبل الشروع في أي عمل.

• والدا الطفل الواثق من نفسه يحددان له الأهداف التي يجب أن يسعى إليها، ويحرصان على أن يعرفا طفلهما مدى تقديرهما لجهوده، وعندما يعمل الطفل جاهدا لتحقيق ما يريده أبواه، فلابد من مكافأته على محاولاته، مهما تكن درجة نجاحه أو إخفاقه فيهما، فإن مجرد بذل الجهد يجب أن يلقى ما يستحقه من الإطراء.

• إذا واجهنا سلوك الاستطلاع أو التساؤل لدى الطفل بالتشجيع والدعم سيستمر فيه، ويترتب على ذلك نمو معارفه وخبراته. أما إذا واجهناه بالإهمال أو السخرية! فإن الطفل سيكف عن ذلك، ويعنى هذا توقف عقله عن العمل ومن ثم يتوقف الذكاء والقدرات العقلية عن النمو .. ينبغي عدم الاستهانة بخواطر الأطفال وتساؤلاتهم مهما كانت، مع الإجابة الصحيحة الواعية عن استفساراتهم بصدر رحب وبما يتناسب مع سنهم ومستوى إدراكهم، ولهذا أثر كبير في إكساب الطفل القيم والأخلاق الحميدة، وتغيير سلوكه نحو الأفضل.

• من الخطأ أن يعتبر الآباء حديث الأبناء عن مشاعرهم الخاصة سلوكا سلبيا.. فلا يقال لهم مثلا لا تبك أو " خليك رجل " أو كوني مهذبة .. فهذا يرسخ في أذهانهم أن التعبير عن العواطف هو نوع من الضعف أو قيمة سلبية.

• مرحلة الطفولة المتأخرة - التي تسبق سن الدخول في مرحلة المراهقة - يجب تدريب طفلك فيها علي الاعتماد علي نفسه وتنمية مهاراته الفكرية، وحسن اختيار البدائل قبل اتخاذ القرار، مثل: فكر ثم قرر.. تشاور أنت وزملاؤك.. اختر اللون الذي تفضله.. أجل طلبك لحين تتحسن ظروفنا المادية. 
 

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة