- اسم الكاتب:الشيخ/ أحمد سعيد الفودعي
- التصنيف:اقرأ في إسلام ويب
الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد) .. أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأحبة في الله:
عنوان هذه الخطبة (متى تنتهي الفسحة الدينية)، الفسحة التي سببها الدين، فإن الإسلام سبب لشرح الصدر وطيب النفس وهناء العيش وصلاح الحياة في الدنيا والآخرة، يعيش المسلم منعم الروح، سعيد القلب، ما دام مشتغلا بطاعة الله تعالى.
وهناك فسحة تنالها هذه الروح ويسعد بها هذا القلب ما دام يعيش في ظل الإسلام، هذه الفسحة أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأنها تتقلص وتضيق، بل قد تنتهي عندما يحدث هذا الإنسان ما يفسدها على نفسه، ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما).
لا يزال المسلم يعيش في هذه الفسحة حتى يقارف هذا الذنب، وهو قتل النفس التي حرمها الله سبحانه وتعالى (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما)، فلا يزال المسلم في هذه الفسحة يسعى إلى الله بجد ونشاط، يكثر من الأعمال الصالحة، وتنفعه هذه الأعمال؛ تكفر ذنوبه وترفع درجته وتسعد قلبه، ولا يزال يستكثر منها، وهذا الاستكثار ينقطع حين يصيب الإنسان هذا الذنب العظيم.
ففي سنن أبي دواد، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال المؤمن معنقا صالحا، ما لم يصب دما حراما، فإذا أصاب دما حراما بلح). يقول عليه الصلاة والسلام: (لا يزال المؤمن معنقا صالحا). معنقا: يعني سريع السير إلى الله بكثرة القربات وأنواع الطاعات، لا يزال معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما، فإذا أصاب دما حراما بلح، بلح: يعني أعيي وأهلك، فينقطع به السير، وربما لا يواصله بعد ذلك فيجره هذا الذنب إلى ما هو أقبح منه وأعظم، فإذا أصاب دما حراما بلح، هذا الذنب العظيم الذي ضجت منه الملائكة حين أخبروا بأن الله عز وجل سيخلق هذا الإنسان على هذه الأرض، قال الله لهم كما في سورة البقرة: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء). كان أكبر ما استشكلوه واستعظموه من فعل هذا المخلوق إفساده في الأرض بسفك الدماء، فسفك الدماء أمر عظيم.
عظم الله سبحانه وتعالى أمر الدماء والأنفس فنهى عن قتل الحيوان، وأباح قتل حيوانات محددة، فكيف بالأدمي؛ الذي خلقه الله بيده وأسجد له ملائكته ونفخ فيه من روحه، فكيف بالأدمي المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فكيف بالأدمي المسلم الصالح الذي نال من ولاية الله أعلاها، هذا ذنب عظيم، ولذلك كانت العقوبة تناسب فظاعة الذنب وقبحه، قال الله في كتابه: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)، عقوبات كل واحدة أكبر من التي سبقتها (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما).
ولهذا ذهب بعض علماء السلف من الصحابة ومن بعدهم إلى أن قاتل المؤمن ليس له توبة، لا يتوب الله عز وجل عليه، وعلى رأس هذا الفريق من أئمة المسلمين وعلمائهم الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، فقد قال كما في صحيح البخاري: "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها قتل النفس بغير حق". أو كما قال رضي الله عنه وأرضاه، ورطة لا مخرج منها لمن أراد الله تعالى أن يهلكه بذنوبه، من ورطات الأمور التي لا مخرج منها لمن أوقع نفسه فيها أن يقتل النفس بغير حق، إنه جلب على نفسه مشقة الدارين، مشقة الدنيا بما يطارده من الهم، بما يطارده من القلق، فإن هذه الجريمة لها عقوبة عاجلة.
والله تعالى يخبرنا عن نبيه موسى عليه السلام الذي قتل كافرا، لكنه قتل نفسا لم يؤمر بقتلها قال الله له في سورة طه: (وقتلت نفسا فنجيناك من الغم)، أصابه الغم بعد ذلك القتل، والغم هذا له أسباب متعددة، مرة يكون بسبب الخوف من الانتقام والثأر، ومرة يكون بسبب هم تسليم نفسه إذا تاب، هموم يلحق بعضها بعضا عندما يزاول الإنسان هذا الذنب.
الرسول صلى الله عليه وسلم مع الصحابة خرجوا يريدون مكة معتمرين في عام الحديبية، ولما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة تحت الشجرة كما قال جابر: "بايعناه على الموت، على أن نقاتل حتى نموت"؛ لكن الله تعالى بحكمته حال بينهم وبين دخول مكة وقدر الصلح، وصرف المسلمين في تلك السنة ورجعوا من غير عمرة، لماذا قدر الله هذا وحال بينهم وبين دخول مكة؟ يبينه الله في سورة الفتح فيقول سبحانه: (هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ۚ ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم)، لولا أنه يوجد في مكة أناس من أهل الإسلام رجال ونساء، وإذا دخلتموها ربما قتلتموهم فتصيبكم معرة –مشقة- يصيبكم هذا الغم، وتصيبكم هذه المشقة، وحتى يدفع الله عنكم هذه المشقة؛ أجرى الصلح وأرجعكم عام الحديبية حتى لا يقع هذا المكروه فتصيبكم منهم معرة بغير علم. (ليدخل الله في رحمته من يشاء) أي كانت من الحكم أن أخر الله القتال ليدخل في الإسلام وفي رحمة الله من يدخل. هذا الذنب العظيم جزاؤه العقوبة العظيمة التي أعدها الله تعالى لمن تخوض في دماء الخلق بغير حق، وعلى المسلم أن يعرف عظمة ذلك وقدر ذلك.
نحن نعيش في زمن أخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو من علامات نبوته، أخبرنا بأنه: (لا تقوم الساعة حتى يكثر القتل)، والقتل بين المسلمين، وللأسف قتل المسلم للمسلم في أحيان كثيرة، القتل يكثر كما سماه النبي عليه الصلاة والسلام الهرج، فاستشكل بعض الصحابة إخباره بأن ذلك سيكون في آخر الزمان، قالوا يا رسول الله: "إنا نقتل في العام الواحد كذا وكذا من المشركين، فقال: (ليس قتلكم المشركين ولكنه قتل بعضكم بعضا حتى يقتل الرجل جاره ويقتل ابن عمه ويقتل ذا قرابته). قالوا يا رسول الله: ومعنا عقولنا يومئذ، فقال: (تنتزع عقول هؤلاء القوم ويخلف لهم هباء).
العقول التي تحتكم إلى كتاب الله وتتقيد بما جاء به شرع الله، هذه تحول بين الإنسان وبين الوقوع في هذه الجرائم العظيمة، ولكن حين تخف العقول ويخلق في الناس سفهاء الأحلام الذين يتظاهرون بالغلو في دينهم، ويزعمون أنهم يحرصون عليه وعلى نصرته، حين تخف الأحلام، ويقل العلم، وتغلب الأهواء، يحصل في الأرض هذا الفساد، يكثر القتل حتى يقتل الرجل جاره ويقتل ابن عمه ويقتل ذا قرابته، وأنتم أعلم مني بالحوادث والقصص التي سمتعموها ورأيتموها مصورة، يقتل الواحد قريبه وابن عمه، بل ويتقرب إلى الله بقتل القريب قبل البعيد، لأنه يعتقد أنه يفعل خيرا.
قتل المؤمن جريمة عظيمة، ولتقريب عظمتها وقبحها؛ ضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم المثال بما نعظمه نحن في نفوسنا، إننا جبلنا على تعظيم الدنيا وعلى الاغترار بها وزخرفها، فنراها شيئا عظيما وهي عند الله حقيرة، يقول لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا)، هذه التي تكدحون من أجلها هذه التي تعظمونها، زوالها كلها، (لزوال الدنيا أهوان عند الله من إراقة دم امرئ مسلم). أو كما قال عليه الصلاة والسلام، زوال هذه الدنيا أيسر وأقل من أن يقتل إنسان مسلم بغير حق.
المسلمون اليوم بحاجة إلى أن ينشروا هذا الوعي لا سيما بين الشباب، وأن قتل النفس من أكبر الكبائر وأعظم الموبقات المهلكات، كما أخبر بذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فقال: (اجتنبوا السبع الموبقات. قيل وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق) وعدد السبع.
هذه موبقة من الموبقات، فإن الله تعالى بنى هذا الإنسان وخلقه، ومن ثم فهو يغار سبحانه أن يهدم إنسان هذا البنيان بغير حق، ولم يأذن الله سبحانه وتعالى بإزهاق هذه الروح إلا في أسباب محددة إذا لم يتوفر واحد منها، فإن قتل النفس حرام، قال عليه الصلاة والسلام: (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة).
إذا هناك أسباب متى حصل واحد منها جاز قتل هذا الإنسان بشروطه، ثم هذا القتل ليس متروكا لكل أحد، فلا يجوز أن يباشره آحاد الناس، لأنه لو ترك إلى الناس لعمت الفوضى، ولكن الله بحكمته شرع شرعا محكما متقنا، فجعل إقامة الحدود وقتل المرتد والقصاص من القاتل، كل ذلك من وظائف الحاكم ليسد أبواب الفساد والقتال بين الناس، إذا لم يكن شيء من هذه الأسباب؛ فإن النفس باقية على حرمتها كما ستسمعون ذلك في الحديث القادم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
إخوتي في الله:
من المسائل المهمة التي ينبغي أن يعلمها شباب المسلمين؛ أن من ثبت إسلامه بأن قال لا إله إلا الله فإنه حرام الدم والمال والعرض، ولا يستباح إلا إذا تيقن خروجه عن دين الإسلام، ويكون القاتل له حينئذ مقام الشرع بعد استتابته.
إليكم هذا الخبر الذي حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، في صحيح مسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا من المسلمين إلى قوم من المشركين، فالتقوا، فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله، فتحين الفرصة أحد المسلمين فقصد غفلته فرفع عليه السيف -وهو أسامة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، أسامة بن زيد حب رسول الله وابن حب رسول الله- لما رأى قتل هذا الإنسان في معسكر المسلمين، تحين الفرصة لقتله، ولما قصد غفلته رفع عليه السيف، فلما رأى الرجل السيف فوق رأسه قال: أشهد أن لا إله إلا الله، لكن أسامة رضي الله عنه عاجله بالسيف فقتله، فلما رجعوا إلى رسول الله أخبروه الخبر، فدعا أسامة فقال له عليه الصلاة والسلام: لما قتلته؟ قال: يا رسول الله أوجع في المسلمين، قتل فلانا وفلانا وفلانا، يعدد له القتلى. فقال: فلما رفعت عليه السيف قال لا إله إلا الله، فقال عليه الصلاة والسلام: أقال لا إله إلا الله وقتلته، فقال: إنما قالها خوفا من السلاح. قالها بعدما رأى السيف فوق رأسه، فقال له عليه الصلاة والسلام في هذه الرواية: (فكيف تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة).
إذا قام الناس لرب العالمين، ونصبت الموازين، أول ما يقضى بين الخلق، كما قال عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم: (أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء). إذا نصبت الموازين كان أول السؤال عن القتل، كيف تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة، فجعل أسامة يقول: يا رسول الله استغفر لي. فيقول عليه الصلاة والسلام: (فكيف تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة) لم يزده على هذه الكلمة، قال أسامة: "فتمنيت أني أسلمت يومئذ"، تمنيت أن إسلامي كان بعد أن وقع مني هذا الفعل ليكون الإسلام مكفرا له، فإن الإسلام يجب ما قبله. لم يقبل منه الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الحجة، وهي أنه لم يكن صادقا في قول لا إله إلا الله، إنما قالها خوفا من السلاح، في رواية أخرى في الصحيح أيضا: قال (أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا)، ولذلك يقول العلماء: من ثبت إسلامه بيقين لا يزول عنه هذا الإسلام بالشكل، كل من ثبت إسلامه بعد أن يقول لا إله إلا الله فدمه حرام حتى يفعل مكفرا يقينيا ينقله من الإسلام إلى الكفر.
المكفر اليقيني: هو الخصلة التي لا يختلف فيها علماء المسلمين أنها كفر، أما كل فعل أو قول وقع التردد بين علماء المسلمين في أنه كفر؛ فإنه ليس كفرا يقينا، هو كفر مضمونا، يمكن أن يكون وممكن أن لا يكون، ولا يستباح به الدم الحرام، ولا يجوز أن يقتل المسلم تحت هذه المبررات الواهية، أنه كفر وارتد، أنه خرج من الإسلام، حتى يفعل شيئا يحكم به عند جميع علماء المسلمين أنه كفر، وحتى تزول عنه الشبه، وتقام عليه الحجة، وهذا لا يفعله إلا علماء الإسلام الراسخين فيه، كما قال الله تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم).
أذن الله تعالى بالمقاتلة، في أحيان المقاتلة غير القتل، المقاتلة كاسمها مشاركة، المقاتلة مدافعة لدفع صولة الصائل من المسلمين، قد يصول هذا المسلم ويعتدي فيبيح الله تعالى مقاتلته لا قتله، يبيح مدافعته فيكون للمسلم المعتدى عليه أن يدفع المسلم عن نفسه بالأخف فالأخف، أذن الله لمن اعتدي على ماله أن يدافع المعتدي، جاء رجل -كما في الصحيحين- إلى رسول الله، فقال يا رسول الله: أرأيت الرجل يريد أن يأخذ مالي، قال: لا تعطه مالك، إذا لم تطب نفسك بأن تعطيه لا تعطه مالك، قال: أرأيت إن قاتلني، قال: قاتله، قال: أرأيت إن قتلني، قال: أنت شهيد، قال: أرأيت إن قتلته، قال: هو في النار.
فأباح لك أن تدفع عن نفسك، وأن تدفع عن مالك، وأن تدفع عن عرضك، ولكن هذه المدافعة لا تستلزم القتل، بل المقصود منها الدفع وإزالة الضرر، لكن إذا لم يكن بد من القتل، ولم يتمكن الإنسان من إزالة الضرر عن نفسه إلا به؛ فكما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن قتلك فأنت شهيد، وإن قتلته فهو في النار).
أباح الله لجماعة المسلمين أن تقاتل الفئة الباغية، وهم مسلمون أيضا، (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ۖ فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي). قاتلوها وليس اقتلوها، قاتلوها: ادفعوها عن بغيها، ردوها عن عدوانها، حتى ترجع إلى الصلح. (حتى تفيء إلى أمر الله ۚ فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ۖ إن الله يحب المقسطين).
وكما حرم الله عز وجل النفس المسلمة؛ حرم الله عز وجل النفس الكافرة إلا إذا حاربت: (فمن قتل ذميا أو معاهدا لن يرح رائحة الجنة). هكذا أخبر عليه الصلاة والسلام. فالقتل حرام ممنوع إلا حيث أباحه الله سبحانه بسبب لا يختلف المسلمين فيه أنه سبب لإزهاق الروح، ومما أذن الله تعالى به.
أسأل الله تعالى أن يعصمنا جميعا من الفتن، وأن يدفع عنا الشرور والمكروه، بما شاء وكيف شاء، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات، اللهم اغفر لمن حضر هذه الجمعة ولوالديه، وافتح للموعظة قلبه وأذنيه، أنت ولي ذلك والقادر عليه، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم اخذل الكفرة والمشركين أعداءك أعداء الدين. اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فاجعل كيده في نحره، وأشغله في نفسه، واجعل تدميره في تدبيره، يا قوي يا عزيز. يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا رب العالمين انصر عبادك المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين. اللهم أعنهم ولا تعن عليهم، وانصرهم ولا تنصر عليهم، وكن لهم ولا تكن عليهم، اللهم اغفر لهم ذنوبهم وإسرافهم في أمرهم، وثبت أقدامهم، وانصرهم على القوم الكافرين. يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين نسألك بأسمائك كلها ما علمنا منها وما لم نعلم أن تفرج على المسلمين المستضعفين في كل مكان يا أرحم الراحمين. اللهم اجعل لنا ولهم من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل بلاء عافية.
اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد.
لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:
https://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=451114