انتبهي لمشاعر طفلك

0 1769

فتاة صغيره عمرها 11 سنه رأت في أحد الإعلانات أن متجرا للألعاب أعلن عن تخفيضات للعبة أحبتها، وكان ذلك اليوم احد أيام الشتاء الماطر حيث تغمر مياه الأمطار الشوارع وتحاصر المحلات ولكن ذلك لم يمنعها من أن تصحب والدتها وتذهب للمحل لشراء اللعبة رغم المطر والبرد الشديد.

ولكنها عندما ذهبت إلى هذا المتجر فوجئت أن اللعب المعروضة والمخفضة الثمن قد نفدت، فحز ذلك في نفس الطفلة، وبكت بكاء شديدا ورجعت مع والدتها للمنزل مكسورة الخاطر، وجلست في غرفتها تنتحب، فجاءت إليها والدتها وقد أحضرت معها ورقة وقلما وقالت لها: اكتبي خطابا لإدارة المتجر عبري فيه عن حزنك لعدم حصولك على هذه اللعبة التي تحبينها، فكتبت رسالة عتاب أظهرت فيها مشاعرها وألمها لعدم حصولها عل لعبتها المفضلة، ومعاناتها من البرد والمطر وهي في طريقها للمتجر، كما أن أمها أحضرت لها ألوانا وورقا مقوى وطلبت منها أن ترسم مشاعرها على الورقة، ففعلت ورسمت رجلا كث اللحية تقطر من عينيه الدموع فتغطي آخر الورقة.

 بعد أن عبرت البنت عن مشاعرها هدأت وارتاحت نفسيتها وصارت تأكل وتلعب. هكذا يعبر الأطفال عن مشكلاهم ومشاعرهم بالكتابة و بالرسم، فترتاح نفوسهم ويزول منها الحزن والقلق والتوتر، أما عدم الاعتراف بمشاعرهم وتوبيخهم لأنهم لم يحصلوا على ما يريدون فهو أسلوب عقيم أكل عليه الزمن وشرب، بل إنه يزيد الحالة سوءا؛ ويخلق لنا أجيالا يعانون من التعاسة والشقاء. وما هذه الأعداد الهائلة في دور الأحداث والسجون إلا نتاج لتربية سقيمة تركز على العقاب والزجر و الاستهجان والتأنيب والتحقير للطفل وتسفيه رأيه وكتمان مشاعره، فمتى يفيق الأبوان من سباتهما؟؟ ويغيرا من أفكارهما البالية القديمة، و أساليبهما الخاطئة في التربية ورعاية الأطفال.

توكيد الذات
للتعبير عن المشاعر أهمية كبيرة حياة الإنسان؛ إذ إنها لا تقتصر على الإفصاح عما بداخل الإنسان، وإنما تتعدى ذلك إلى ارتباطها بنواحي الحياة الإنسانية وظهور أو انعدام الحرية.

وبما أن التعبير عن المشاعر أحد أساليب التواصل عند الإنسان مع الآخرين؛ لذا فانه يرتبط كثيرا بمستوى الإبداع لدى الإنسان. فنحن نرسل اشارات للمحيطين بنا مع اختلاف هذه الإشارات من خلال التعبير عن مشاعرنا، مع اختلاف طريقة التعبير.

وهناك من يشجع الإنسان علي التعبير عن مشاعره،، وإظهار مشاعره الايجابية وإخفاء السلبية،، معتقدا بان ذلك الصواب،، ولكن ذلك يؤدي إلي كبت في المشاعر وخاصة عند الأطفال. ومن المعروف أن القدرة علي التعبير عن المشاعر من أساليب توكيد الذات،، ولكي يؤكد الفرد ذاته لابد أن يقدر علي التعبير عن مشاعره.

أخطاء الكبار
يقول د. عادل المدني استشاري الطب النفسي: كبت مشاعر الأطفال يجعلهم غير قادرين في الكبر على التعبير عن كل ما يجول بداخلهم من انفعالات. ومن أكثر هذه العادات انتشارا أن يطلب الأبوان من الابن الولد كبت انفعالاته وعدم إظهاره لمشاعر الغضب أو الضيق أو حتى التعبير عن حبه للاخرين بحرية، لأن هذا ليس من شيم الرجال. كما أن بعض الأسر تمنع البنت من التعبير عن انفعالاتها بوضوح أمام الآخرين حتى لا تبدو غير مهذبة.. فالبنت في نظر المجتمع تعد مؤدبة إذا ما اتسمت بالهدوء، لا تناقش، صوتها منخفض، لا تتكلم كثيرا، فيكبر هؤلاء الأبناء غير قادرين على إظهار مشاعرهم للآخرين وخصوصا إذا ما تزوجوا و أنجبوا فيكون رد فعلهم لأى تصرف من الأطراف الأخرى أكبر من حجم الفعل نفسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مجلة الأسرة

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة