- اسم الكاتب:إسلام ويب
- التصنيف:مقاصد السور
سورة النجم هي السورة الثالثة والخمسون بحسب ترتيب المصحف العثماني، وهي السورة الثالثة والعشرون بحسب ترتيب نزول السور، نزلت بعد سورة الإخلاص، وقبل سورة عبس. وهي سورة مكية، قال ابن عطية: بإجماع المتأولين. وآياتها ثنتان وستون آية.
تسميتها
سميت (سورة النجم) بغير (واو) في عهد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ففي "الصحيحين" عن ابن مسعود رضي الله عنه، (أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم، فسجد بها) الحديث.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بـ (النجم) وسجد معه المسلمون والمشركون. فهذه تسمية؛ لأنها ذكر فيها (النجم).
وسموها (سورة والنجم) بـ (واو) بحكاية لفظ القرآن الواقع في أولها، وكذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير من "صحيحه" والترمذي في "جامعه".
ووقعت في المصاحف والتفاسير بالوجهين، وهو من تسمية السورة بلفظ وقع في أولها، وهو لفظ (النجم) أو حكاية لفظ (والنجم).
وسموها {والنجم إذا هوى} (النجم:1) كما في حديث زيد بن ثابت في "الصحيحين" (أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {والنجم إذا هوى} فلم يسجد، أي في زمن آخر غير الوقت الذي ذكره ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما. قال ابن عاشور: "وهذا كله اسم واحد متوسع فيه، فلا تعد هذه السورة بين السور ذوات أكثر من اسم".
سب نزولها
قال ابن عطية: "سبب نزولها أن المشركين قالوا: إن محمدا يتقول القرآن ويختلق أقواله، فنزلت السورة في ذلك" أي نزلت للرد على مقالة المشركين.
مناسبتها
مناسبتها لما قبلها أن سورة الطور ختمت بقوله تعالى: {وإدبار النجوم} (النجم:62) وافتتحت سورة النجم بقوله سبحانه: {والنجم} (النجم:1) وأيضا في مفتتحها ما يؤكد الإنكار والرد على الكفرة فيما نسبوه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من الشعر والكهانة والجنون، ومن الزعم بأنه يتقول ويختلق على الله القرآن، ويدعي أنه من عند الله، مما هو مذكور في سورة الطور، كقوله تعالى: {فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون} (الطور:29) وقوله سبحانه: {أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون} (الطور:33).
وقد روى الشيخان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (أول سورة أنزلت فيها سجدة (والنجم) قال: فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسجد من خلفه إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب، فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا، وهو أمية بن خلف)، وروى الشيخان أيضا عن زيد بن ثابت رضي الله عنه (أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم {والنجم} فلم يسجد فيها)، وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالنجم، وسجد المسلمون معه، والمشركون، والإنس والجن).
مقاصد السورة
تضمنت سورة (النجم) جملة من المقاصد، نجملها في التالي:
1- أنها -شأن السور المكية- عنيت بالرسالة وتوكيدها، وتحقيق أن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق فيما يبلغه عن الله تعالى، وأنه منزه عما ادعوه. وإثبات أن القرآن وحي من عند الله بواسطة جبريل عليه السلام.
2- تحدثت عن المعراج الذي كان تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عام الحزن على وفاة زوجه أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وعمه أبي طالب، وما رآه عليه الصلاة والسلام من آيات ربه الكبرى، وعجائبه العظمى في الملكوت الأعلى، عند سدرة المنتهى، التي عندها جنة المأوى.
3- نعت السورة على المشركين عبادة غير الله من الأوثان والأصنام وغيرها من المخلوقات، التي لا تضر ولا تنفع، ولا تسمع ولا تبصر، بل إن بعضها قد صنعوه بأيديهم، وسفهتهم على أن آثروا أنفسهم بالبنين، وجعلوا لله ما يكرهونه ويأنفون منه، وهو البنات.
4- أبطلت قياسهم عالم الغيب على عالم الشهادة، وأن ذلك ضلال في الرأي، قد جاءهم بضده الهدى من الله.
5- توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم للإعراض عن الذين تولوا مدبرين عن دعوته من المشركين الضالين، وإشعاره بحدود وظيفته، وأنه ليس مسؤولا عن تحويلهم من الكفر إلى الإيمان، فالحكمة في الابتلاء من ظروف الحياة الدنيا كشف ما في صدور الممتحنين؛ لتحقيق الجزاء يوم الدين.
6- أخبرت عن الحساب والجزاء يوم القيامة، وبينت أن الإنسان لا يحمل وزر غيره، {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الأوفى} (النجم:39-41).
7- تحدثت عن أن الله هو الذي يحيى ويميت، وأنه إليه المنتهى والمصير، وأنه وحده هو الذي خلق الزوجين الذكر والأنثى.
8- بينت أن مذهب الشرك مذهب باطل ساقط، وأن الدعوة الإسلامية استمرار لما جاء به المرسلون السابقون، إيمانا بالله، ومسؤولية في الحياة الدنيا، وجزاء يوم الدين، وتحذيرا من معجل العقاب، كما حصل للمكذبين الأولين.
9- ذكرت خاتمة السورة أصنافا من العذاب لأمم خالفت أنبياءها وآذتهم، فأنزل الله بهم ما يستحقون؛ وذلك تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ووعد له وللمؤمنين بنصر الله، كما أن فيها وعيدا وتهديدا للمشركين أن يحل بهم ما نزل بغيرهم ممن هم على شاكلتهم.