- اسم الكاتب:إسلام ويب
- التصنيف:إعجاز القرآن الكريم
يقول سبحانه في وصف آخر أطوار حياة الإنسان: {ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون} (يس:68) تخبر هذه الآية الكريمة أن من طال عمره تنكس في خلقه، أي: انقلب حاله، وارتدت قواه، وتراجعت قدراته متجهة نحو الضعف والوهن، وصار كمن انتكس وانقلب رأسا على عقب، ويكشف هذا الوصف القرآني الدقيق العلم بحالة عامة من التدهور والارتداد، تتسع لتشمل كافة التغيرات الظاهرة والخفية؛ وذلك لاستيعاب لفظ {الخلق} لكافة التركيبات والأنشطة البدنية.
ومنذ نزول القرآن الكريم إلى زمن غير بعيد لم يكن معروفا سوى التغيرات الظاهرة في الهيئة، ومع توفر التقنيات، وتقدم الدراسات، لم تخرج التغيرات الخفية المكتشفة حديثا عن الوصف القرآني الجامع {ومن نعمره ننكسه في الخلق} وينسجم هذا الوصف المطابق للواقع مع نظائر عديدة تتعلق بوصف مراحل العمر عامة، أو مرحلة الشيخوخة خاصة، وبهذا يكشف القرآن العلم بخفايا التكوين في بيان معجز، لا يعارض الحقائق الخفية، ولا يصدم المعارف السائدة منذ التنزيل.
مجمل أقوال علماء اللغة والتفسير
يذكر أهل اللغة أن (النكس) قلب الشيء على رأسه. والمقام يتعلق بوصف الحالة في أواخر عمر الإنسان بعد بلوغه غاية الكفاءة في مرحلة الشباب؛ ولذا التعبير بفعل (النكس) في الآية الكريمة يعني انقلاب الحال في الخلق. وقد ورد فعل (النكس) في قوله تعالى: {ثم نكسوا على رءوسهم} (الأنبياء:65) وذلك في بيان حال قوم النبي إبراهيم عليه السلام عندما عادوا للإعراض بعد ما غلبتهم حجته، قال الشوكاني: "أي: رجعوا إلى جهلهم وعنادهم، فشبه سبحانه عودهم إلى الباطل بصيرورة أسفل الشيء أعلاه".
وكذلك قوله جل شأنه: {ومن نعمره ننكسه في الخلق} قال الألوسي: "فيه تشبيه" أي تشبيه انقلاب حال من بلغ الشيخوخة بقلب الشيء على رأسه، قال ابن منظور: "فصار بدل القوة ضعفا، وبدل الشباب هرما". وقال أبو السعود: "فلا يزال يتزايد ضعفه، وتتناقص قوته، وتنتقص بنيته، ويتغير شكله وصورته، حتى يعود إلى حالة شبيهة بحال الصبي في ضعف الجسد، وقلة العقل، والخلو عن الفهم والإدراك". وقال البغوي: "أي: نضعف جوارحه بعد قوتها، ونردها إلى نقصانها بعد زيادتها". ولفظ {الخلق} هنا تعبير عن البنية والجوارح، أو الخلقة، قال ابن كثير: "هو الضعف في الخلقة" لأن الخلق يستعمل بمعنى المخلوق، وفي لغة العرب التي نزل بها القرآن أن يسمى المفعول باسم المصدر، فيسمى المخلوق خلقا لقوله سبحانه: {هذا خلق الله} (لقمان:11) وقوله تعالى: {فانظروا كيف بدأ الخلق} (العنكبوت:20) والمبدوء الشيء المخلوق، وهذا نظير قوله تعالى: {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير} (الروم:54).
قال ابن كثير: "والمراد من هذا الإخبار عن الضعف والكبر، ودلائله الظاهرة والباطنة" وأكد ابن كثير في موضع آخر على اشتمال النص الكريم الدلالة على تغيرات باطنة للشيخوخة بالإضافة إلى التغيرات الظاهرة؛ فقال: "تتغير الصفات الظاهرة والباطنة". ورجح الألوسي اختلاف زمان ابتداء تغيرات الشيخوخة، ونص عبارته: "والحق أن زمان ابتداء الضعف وانتقاص البنية مختلف؛ لاختلاف الأمزجة والعوارض".
و(الشيخوخة/Senescence) حالة متدرجة، لا مفر منها من التدهور والانهيار، تصيب الأجهزة والأعضاء والأنسجة والخلايا كافة، فتضعف قدرتها على التكيف والحفاظ على التوازن عند التعرض للضغوط، ويمر بها كل كائن حي عند الهرم وفقا لنوعه في طول الأجل، إذا لم تعجل بموته عوارض بيئية، أو مرضية؛ ولذا فالنظرة الحديثة أنها حالة تدمير ذاتي مبرمج، يفسح المجال لأجيال جديدة وأنماط تحافظ على استمرار الحياة وتنوعها. والشيخوخة ليست حالة مرضية، وإنما هي مرحلة تكثر فيها الأمراض، وحينئذ تصبح شيخوخة مرضية، وتفاصيل ذلك يعتني بها علم جديد، اسمه علم الشيخوخة (Gerontology).
فقوله عز من قائل: {ومن نعمره ننكسه في الخلق} يتضمن الإخبار بأسلوب معجز بليغ عن حالة عامة من التدهور والارتداد، تتسع لتشمل كافة التغيرات الخفية للشيخوخة، التي لم يعرف أحد عنها شيئا عند التنزيل، وكشفتها الدراسات العلمية حديثا، والنص الكريم ورد ضمن منظومة من النصوص تعالج موضوع مراحل العمر عامة، أو الشيخوخة خاصة في تكامل وائتلاف بلا اختلاف.
يقول سبحانه: {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير} (الروم:54) وصف سبحانه التغير في القوة على طول العمر مع التذكير بأن الإنسان قد خلق ضعيفا ابتداء، وكأنه بهذا قد رسم منحنى تصويريا، تستبين فيه درجة القوة في مختلف مراحل العمر قبل أن يستخدم ذلك الأسلوب في الدراسات العلمية الحديثة، والقوة تبلغ أوجها في مرحلة الشباب، ثم يعكس الاتجاه، ويبدأ الارتداد والانقلاب والانتكاس، ليكون سمة مرحلة الشيخوخة؛ ولذا وصفها القرآن بالضعف، والعجيب أنه التزم بتمييزه عن الضعف الأول بإضافة (الشيب) كما قال تعالى: {ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة}.
قال أهل التفسير: قوله تعالى: {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة} يعني أنه خلقكم ضعفاء، ثم جعلكم أقوياء، ثم جعلكم ضعفاء في حال الشيخوخة؛ حيث تتغير الصفات الظاهرة والباطنة. ومعنى من {ضعف} أي: من نطفة ضعيفة، وقيل: أي في حال ضعف.
وقال تعالى حكاية عن نبيه زكريا عليه السلام: {قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا} (مريم:4) التدرج في الشيب يجعل ضعف الشيخوخة في تنام مع انعدام الأمل في استرداد قوة الشباب، وذلك مقابل تدرج الضعف الأول نحو القوة، والتصوير في وصف (الشيب) بالنيران المشتعلة، لبيان استيعابه لأغلب الرأس، يفيد أن المقام للمبالغة والاستيعاب؛ وهكذا يجعل نسبة الوهن للعظم كذلك، وليست لقصر الوهن عليه، وكأنه قال: (نال الوهن مني أصلب شيء) فمن باب أولى كل ما دونه صلابة، وبذلك يعم الوصف بالوهن أغلب البدن، فتأمل الدقة في التعبير وغاية البيان باعتماد هذا الأسلوب التصويري.
قال المفسرون: قوله تعالى: {قال رب إني وهن العظم مني} أي: ضعف، وأراد أن قوة عظامه قد ذهبت لكبره، {واشتعل الرأس شيبا} يعني انتشر الشيب فيه، كما ينتشر شعاع النار في الحطب، وهذا من أحسن الاستعارات، ولا ترى كلاما أفصح من هذا، وفيه من فنون البلاغة، وكمال الجزالة ما لا يخفى. وتخصيص {العظم} لأنه دعامة البدن، وأصل بنائه؛ ولأنه أصلب ما فيه، فإذا {وهن} كان ما وراءه أوهن، {واشتعل الرأس شيبا} شبه الشيب في بياضه وإنارته بشواظ النار وانتشاره وفشوه في الشعر باشتعالها، وأسند الاشتعال إلى الرأس الذي هو مكان الشيب مبالغة، والمراد من هذا الإخبار عن الضعف والكبر ودلائله الظاهرة والباطنة.
وقوله عز وجل: {هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون} (غافر:67) عبر القرآن عن بلوغ الإنسان مرحلة الشباب بلفظ (الأشد) ويعني هنا غاية القوة، وفي مقام مرحلة الضعف التي تلي حالة الأشد أتى باللفظ {شيوخا} المشتق من مادة (الشيخوخة)، وهو بهذا الترتيب والتمييز بعد حالة (الأشد) قد وصف مرحلة الشيخوخة ضمنا بالضعف بالنسبة لمرحلة الشباب، أو قمة منحنى القوة بالنسبة للعمر، والقوى تتزايد مع النمو، وعند بلوغ الأشد يقف تصاعد المنحنى، ويستوي بينما تستمر القدرة العقلية والخبرة في تزايد حتى يكتمل الاستواء عند الأربعين، قبل أن يرتد المنحنى، وينعكس الاتجاه، وفي قوله تعالى: {ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما} (القصص:14) وقوله سبحانه: {حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك} (الأحقاف:15) أضاف القرآن إلى بلوغ (الأشد) بلوغ الاكتمال، وذلك بلفظ (الاستواء) وجعل حده {أربعين سنة} لتحقق الحكم السديد والإمامة في العلم، فكأنه بهذا التقرير قد اختار التعبير بالغالب، وهو الأسلوب المعتبر علميا اليوم.
قال المفسرون: {ولما بلغ أشده} أي: المبلغ الذي لا يزيد عليه نشؤه، وقوله تعالى: {واستوى} أي: كمل، و(بلوغ الأشد) في الأصل هو الانتهاء إلى حد القوة، وذلك وقت انتهاء النمو وغايته، وهذا مما يختلف باختلاف الأقاليم والعصور والأحوال. وقوله: {حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة} هو أقصى نهاية بلوغ الأشد في الأغلب، وفي الأربعين يتناهى العقل، فإذا زاد على الأربعين أخذ في النقصان، ومن الناس من يموت قبل أن يخرج طفلا، وآخرون قبل الأشد، وآخرون قبل الشيخوخة، {ومنكم من يتوفى من قبل} أن يبلغ الشيخوخة، {ولتبلغوا أجلا مسمى} أي: ولتبلغوا ميقاتا مؤقتا لحياتكم وأجلا محدودا، لا تجاوزونه، يريد أجل الحياة.
وضعف الشيخوخة نذير الهلاك؛ ولذا عبر عنها القرآن حكاية عمن بلغها، أو وصفها بأسلوب يفيد الاسترحام، كقوله: {مسني الكبر} (الحجر:54) وقوله: {وأصابه الكبر} (البقرة:266) وقوله: {وقد بلغني الكبر} (آل عمران:40) وقوله: {وقد بلغت من الكبر عتيا} (مريم:8) وقوله: {وأبونا شيخ كبير} (القصص:23) وللتدهور في البنية والوظائف وصف القرآن الشيخوخة بأنها {أرذل العمر} (النحل:70) ومن أهم ملامح التدهور إصابة المخ، وتناقص المهارات العقلية، والكفاءات الذهنية، والعلم بالذات والموجودات، مما قد يفسر سبب اختيار تلك الوظيفة العليا، التي تختص بالتكليف لتبرير الوصف، قال تعالى: {والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير} (النحل:70) وقال سبحانه: {يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا} (الحج:5).
والله سبحانه يسن تشريعا للأبناء، يكشف العلم بالمخلوقات، يراعي فيه حالة الضعف البدني والعقلي عند الآباء عند بلوغهم الكبر، قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} (الإسراء:23-24) ونلحظ في هذا التعبير غاية العناية والرأفة والرحمة بكبار السن، حتى إن القرآن قد قرن الإحسان بالوالدين عند الكبر بوحدانية الله، وهي قضيته الكبرى.
قال أهل العلم: (الأرذل) من كل شيء الرديء منه، ولا يرجى له بعده عود من النقصان إلى الزيادة، ومن الجهل إلى العلم، كما يرجى مصير الصبي من الضعف إلى القوة، ومن الجهل إلى العلم، وإيثار فعل (الرد) على الوصول والبلوغ ونحوهما؛ للإيذان بأن بلوغه والوصول إليه رجوع في الحقيقة إلى الضعف بعد القوة {لكي لا يعلم بعد علم شيئا} (النحل:70) من المعلومات، أي: لينسى ما يعلم، أو: لئلا يعلم زيادة علم على علمه، وهذه عبارة عن قلة علمه، لا أنه لا يعلم شيئا البتة، فالمراد المبالغة، وفائدة ذلك الإيذان بأن بلوغ الأشد أفضل الأحوال.
وفي قوله تعالى حكاية عن امرأة إبراهيم عليه السلام: {قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب} (هود:72) أضاف القرآن إلى عجزها عن الإنجاب سببا آخر لاستعجابها بقولها: {وهذا بعلي شيخا}، و(البعولة) من الذكورة والفحولة، ولا يوصف بها سوى الذكر، فكأنه أخبر ضمنا عن تحول نشاطه إلى الضعف عندما أصبح شيخا، وأما لفظ {عجوز} المشتق من (العجز) فقد قصره على وصف الأنثى المقطوع بعجزها عن الإنجاب بتجاوزها سن الحيض، كما قال تعالى: {إلا عجوزا في الغابرين} (الشعراء:171) ولذا رافق اللفظ {عجوز} الوصف {عقيم} لانقطاع الأمل في الإنجاب بانقطاع الحيض في قوله: {فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم} (الذاريات:29) و(الشيخ) غير مقطوع الأمل، ووصفه هنا يتعلق ببيان ضعف النشاط لا زوال الخصوبة، والعجيب أن القرآن لم يصف (الذكر) أبدا باللفظ (عجوز) بينما لغة التخاطب منذ التنزيل إلى اليوم تجيز القول: (هذا رجل عجوز) فانظر إلى أي مدى قد بلغت في القرآن الدقة في التعبير.
ويمكن في وقتنا الحاضر تقديم الأدلة على أن الشيخوخة مقدرة، وفق برنامج يعكس العلم والحكمة في الخلق، ومن تلك الأدلة اكتشاف حد لعدد انقسامات الخلية. وتؤيد الأبحاث العلمية الحديثة أن الشيخوخة ليست إلا وجها من الموت المبرمج للجسم، وأما اكتشاف الموت المبرمج للأعضاء الخلوية الدقيقة، والموت المبرمج للميتوكوندريا فقد أضافا مزيدا من الأدلة على أن الأحداث الحيوية مقدرة لتسلك سلوكا حكيما لا عن مصادفة، حيث تذوي الأعضاء الخلوية الدقيقة أو الميتوكوندريا عندما تصبح ضارة أو غير ذات فائدة، ومثله اكتشاف ظاهرة الموت المبرمج للخلية؛ فبعض الخلايا تسلك مسلكا اجتماعيا عجيبا للدفاع عن الجسم عندما يغزوها فيروس، فتستدعي عمليات مقدرة موجودة آلياتها بداخلها، تجعلها تموت ومعها الفيروس مدفون في أحضانها، وقد تبين أن ذلك الأسلوب المقدر الفريد يتبعه الجسم للتخلص من الخلايا، أو حتى الأنسجة التي أصبحت ضارة به، أو على الأقل غير ذات فائدة، وبالمثل أمكن لأبي ذنيبة التخلص من ذيله ليصبح ضفدعا خفيف الحركة، قادرا على القفز، وأمكن للشجر أن يسقط أوراقه مبكرا في الخريف؛ لأنها ستكون غير ذات فائدة في الشتاء، ويوفر ما ستستهلكه من الغذاء، فهل يمكن أن ينسب ذلك السلوك الواعي إلى الخلايا، أو إلى الكائنات نفسها، أو إلى المصادفة، أم هو أحد مظاهر التقدير المبثوث على المستويات من حكيم عليم بكل المخلوقات؟ إن المصادفة لا يمكن أن تقيم نظاما ثابتا ذا أحداث تتكرر بانتظام، ولا سبيل سوى الإقرار بحكمة الله وعنايته المتجليتين في كل حين ومكان في أنفسنا وما حولنا، وأما وحدة أصول الموجودات واختصاص كل نوع بتقدير موحد رغم التمايز فشاهد عيان على قدرة الله ووحدانيته.
إن أول من تنبه لظاهرة الشيخوخة كعلم مستقل هو الطبيب الفرنسي (شاركوت/ Charcot) عام 1881م، ولم يتبعه أغلب الباحثين إلا في القرن العشرين، ولذا نعجب أن يولي القرآن الكريم موضوع الشيخوخة عنايته قبل ذلك بأكثر من اثني عشر قرنا، ولا نجد لهذا نظيرا في أي كتاب آخر ينسب اليوم للوحي غير القرآن الكريم، وإن إدراك خفايا الشيخوخة في عصرنا حيث توفرت التقنيات إنما هو شهادة للقرآن: {أنه الحق} (البقرة:144) {وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل * لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون} (الأنعام:66-67).
* مادة البحث مستفادة من موقع (الهيئة العالمية للكتاب والسنة www.eajaz.org) بتصرف.