- اسم الكاتب:إسلام ويب
- التصنيف:الحديث الشريف
الصلاة في الإسلام لها منزلة عظيمة ومكانة كبيرة، حيث إنها في المرتبة الثانية بعد الشهادتين من حيث أركان الإسلام، وأداؤها يحتاج إلى طهارة كاملة، وهي أحد شروط الصلاة، والتي يعبر عنها بالوضوء، ومن فرائضه غسل الرجلين إلى الكعبين مع الإسباغ ، ومن أخل بهذه الفرائض ولم يسبغ الوضوء فقد عرض وضوءه للنقص أو البطلان، وجاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة وعائشة رضي الله تعالى عنهم قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ويل للأعقاب من النار ). رواه البخاري.
وسبب ورود هذا الحديث ما رواه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : ( تخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر سافرناه، فأدركنا وقد أرهقنا الصلاة، صلاة العصر، ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوته : ويل للأعقاب من النار . مرتين أو ثلاثا ). رواه البخاري، وفي رواية قال : ( رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة حتى إذا كنا بماء بالطريق تعجل قوم عند العصر فتوضؤوا وهم عجال ، فانتهينا إليهم وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويل للأعقاب من النار). رواه مسلم الأعقاب : جمع عقب ، وهو مؤخرة القدم . عجال: من العجلة،وفي رواية عند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( أسبغوا الوضوء ، فإن أبا القاسم صلى الله عليه وسلم قال: ويل للأعقاب من النار)، والمقصود بالوعيد : ويل لأصحاب الأعقاب الذين يهملون غسل أعقابهم في الوضوء ؛ لأن الأعقاب إذا عذبت تعذب أصحابها.
وفي هذا الحديث مسائل:
ـ وجوب غسل الأقدام إذا كانت مكشوفة ، وفيه رد على أهل البدع الذين يقولون بمسح الأقدام وإن كانت مكشوفة.
ـ وفيه أن هذا الوعيد على ترك غسل الأعقاب لا يمكن أن يكون على أمر مستحب أو مسنون ، بل على ترك واجب.
ـ وفيه دليل على أن من ترك شيئا من أعضاء الوضوء فإنه يأثم ، وبالتالي لا تصح صلاته، وخصت الأعقاب بالذكر لصورة السبب، فيلتحق بها ما في معناها من جميع الأعضاء التي قد يحصل التساهل في إسباغها.
كما استنبط بعض أهل العلم على أن العالم ينكر ما يرى من التضييع للفرائض والسنن، ويغلظ القول في ذلك ويرفع صوته للإنكار.
ـ وفيه فائدة إعادة الكلام وتكراره مرتين أو ثلاثا، للتأكيد عليه وبيان أهميته ليفهم، وكان هذا هديه صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة إذا أراد أن يفهم عنه ما يريد .