- اسم الكاتب:إسلام ويب
- التصنيف:الحديث الشريف
من أشق المصائب على الإنسان في صحته فقد بصره، لذلك وعد الله عز وجل من صبر على هذه المصيبة أن يجزيه الله الجنة ، وقد ورد هذا الوعد الإلهي الصادق في الحديث القدسي:
عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله سبحانه وتعالى: ( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة يريد عينيه). رواه البخاري
وفي لفظ آخر، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله تبارك وتعالى: (إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة) رواه ابن حبان
غريب الحديث:
حبيبتيه: أي عينيه، كما في الحديث، وهو من تفسير الصحابي، والمراد بالحبيبتين المحبوبتان، لأنهما أحب أعضاء الانسان إليه، لما يحصل له بفقدهما من الأسف على فوات رؤية ما يريد رؤيته من خير فيسر به، أو شر فيجتنبه.
كريمتيه: أي عينيه الكريمتين عليه، وكل شيء يكرم عليك فهو كريمك وكريمتك.
دلالة الحديث: دل هذا الحديث على فضل من ذهب بصره، فصبرواحتسب الأجر والثواب من الله تعالى، حيث ابتلاه بأحب الأعضاء إليه، فعوضه بذلك الجنة، وهذا أعظم العوض، لأن الالتذاذ بالبصر يفنى بفناء الدنيا والالتذاذ بالجنة باق ببقائه.
وكما عليه أن يعلم أن ابتلاء الله له بذهاب حبيبتيه في الدنيا ليس من سخطه عليه، بل إما لدفع مكروه، أو لكفارة ذنوب، أو لرفع منزلة ، فإذا تلقى ذلك بالرضا تم له المراد، وعليه أن يتأسى بمن سبقه من الأنبياء والأولياء الذين حصل لهم هذا البلاء فصبروا عليه ورضوا به، بل عدوه نعمة، ومن ثم لما ابتلي به حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنشد:
إن يذهب الله من عيني نورهما ... ففي لساني وقلبي للهدى نور
عقلي ذكي وقولي غير ذي خطل ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور
فوائد الحديث:
ـ البشارة العظمى لمن فقد بصره وتعويضه عنه بالجنة.
ـ فيه أن حاسة البصر من أحب الحواس إلى الإنسان لما يحصل له بفقدهما من الأسف على فوات رؤية ما يريد رؤيته.