استحباب البدء بالمسجد للقادم من سفر

0 700

 جرت عادة الناس إذا رجعوا من السفر أن تكون وجهتهم مكان إقامتهم وسكناهم، غير أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم كان على خلاف ذلك، وهو أنه يبدأ بالمسجد فيصلي فيه ركعتين ثم يجلس إلى الناس أو يدخل بيته.

فعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: (كان عليه الصلاة والسلام إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس) رواه البخاري ومسلم
وفي رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل من حجته دخل المدينة فأناخ على باب مسجده ثم دخل فركع فيه فركعتين ثم انصرف إلى بيته)  قال نافع: فكان ابن عمر كذلك يصنع

وفي هذه الأحاديث استحباب للمسافر إذا قدم من سفر أو حج ودخل البلد أن يبدأ ببيت الله تعالى إكراما له، قال ابن القيم رحمه الله: " والسنة للقادم من السفر أن يدخل البلد على وضوء وأن يبدأ ببيت الله قبل بيته فيصلي فيه ركعتين ثم يجلس للمسلمين عليه ثم ينصرف إلى أهله" .

وهذا الفعل ليس خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم، لأنه قد أمر جابرا رضي الله عنه حين قدم المدينة أن يفعل ذلك كما عند الطيالسي في مسنده أنه قال: ( كنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قدمنا المدينة قال لي : ائت المسجد فصل فيه ركعتين )، قال المهلب : الصلاة عند القدوم سنة وفضيلة فيها معنى الحمد لله على السلامة والتبرك بالصلاة أول ما يبدأ به في حضره ، ونعم المفتاح هي إلى كل خير ، وفيها يناجى العبد ربه تعالى وذلك هدي رسول الله وسنته ، ولنا فيه أكرم الأسوة .

ومن علم بهذه السنة استحب له أن يعمل بها إحياء لها واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم .

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة