فضل التبكير إلى المسجد وإدراك تكبيرة الاحرام

0 862

من الظواهر السلبية التي سادت في غالب المجتمعات الإسلامية ظاهرة التأخر عن الصلاة في المسجد، حيث لا يأتي الرجل إلى المسجد إلا عند سماعه للإقامة، فيفوته جزء من الصلاة ، وقليل هم الذين يدركون تكبيرة الإحرام ، وأقل منهم الذين يأتون بعد الأذان ، أما من يأتي قبل الأذان فهذا هو النادر.
وقد ورد في فضل التبكير إلى الصلاة وفضل من أدرك تكبيرة الإحرام مع الإمام أحاديث منها :
ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا ) رواه البخاري ومسلم.

ـ التهجير: التبكير إلى الصلاة    ـ لاستهموا: أي طلبوا القرعة   ـ الحبو: المشي على اليدين والركبتين  ـ العتمة : صلاة العشاء

قوله: (ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ). قال النووي رحمه الله : " والتهجير هو التبكير إلى الصلاة أي صلاة كانت "، ونحوه قال ابن عبد البر رحمه الله
وذهب بعض أهل العلم إلى أن المراد بالتهجير الإتيان إلى صلاة الظهر في أول الوقت لأن التهجير مشتق من الهاجرة وهي شدة الحر نصف النهار وهو أول وقت الظهر، والصحيح الأول وعليه أكثر العلماء.

ومن فوائد التهجير إلى المسجد تحصيل أجر انتظار الصلاة ، والمكث في المسجد ، ودعاء الملائكة ، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت تحبسه ، وتصلي - يعني عليه الملائكة - ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ما لم يحدث فيه) رواه البخاري ومسلم.
وتحصل به فضيلة الصلاة في الصف الأول، وفضيلة إدراك التأمين مع الإمام، فقد جاء في الحديث الصحيح :( إذا أمن الإمام فأمنوا ، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري ومسلم.

وأما إدراك تكبيرة الإحرام في جماعة فهو دليل على حرص الإنسان على التبكير إلى الجماعة، وقد ورد ما يبين فضل إدراك التكبيرة مع الإمام كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق ) رواه الترمذي.

وفي هذا الحديث الحث على المحافظة على تكبيرة الإحرام في كل الصلوات الخمس، ولا شك أن الحرص على إدراك هذه التكبيرة  كل هذه المدة دليل على قوة في دين الشخص ، كما أن أقل ما يحصله من هذا الحرص تربية نفسه على المحافظة على هذه الشعيرة العظيمة.

ومثل هذه الأجور لا يحرمها إلا مغبون قد حرم نفسه الخير والثواب،  فهذه الفضائل مما تحفز المرء على الحرص والمحافظة والرغبة الأكيدة.

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة