إعلام خالٍ من العنف

0 533

يقول الكاتب محمد المخزنجي: " حقا ما دخل العنف في شيء إلا شانه، وما دخل الرفق في شيء إلا زانه"، فشبكات التواصل الاجتماعي في بداية ظهورها كان الهدف منها التواصل بين الأفراد مهما كانت المسافة بعيدة بينهم حتى لو كانوا في دول مختلفة، أما الآن فقد أصبحت أداة لأيادي خفية تريد إلحاق الضرر بالمجتمعات من خلال فيديوهات ورسائل تسوغ للعنف وبطريقة غير مباشرة حتى يصبح شيئا عاديا، حتى الألعاب الإلكترونية الخاصة بالأطفال لم تسلم، سمعنا عن كثير من الألعاب منها لعبة الحوت الأزرق، ففي البداية تبدو لعبة عادية يقوم الطفل باللعب فيها وكل مرحلة فيها أوامر يجب عليه التنفيذ حتى ينتقل للمرحلة الأخرى، وفي المرحلة الأخيرة يطلب منه أن يقوم بقتل نفسه !، فالإعلام الآن أصبح خطرا على المجتمع إذا لم نحسن استخدامه.

أنواع العنف في الإعلام الجديد:

أولا: العنف الإلكتروني
هو استخدام شبكة الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بقصد الإضرار بالآخرين من خلال التلفظ بالسب والشتم والقذف، والعنف الإلكتروني يختلف عن العنف التقليدي في عدة جوانب هي:
1. من الصعب على الضحية معرفة الفاعل في العنف الإلكتروني لأنه يستطيع إخفاء هويته وأحيانا قد يتستر تحت هوية شخص آخر، كما أنه في استطاعته أن يخفي المحتوى الذي يظهر العنف على خلاف العنف التقليدي.
2. دائما العنف الإلكتروني ينفذ عن بعد فلا يتطلب المواجهة مباشرة بين الخصوم على عكس التقليدي، كما أنه يكون بشكل افتراضي غير حقيقي لذا نجد الضحية لا يعلم به إلا حين يبلغه زميله بعد فترة زمنية عن وجود محتوى على الإنترنت يشهر به.
3. لا حاجة لاستخدام الأسلحة في العنف الإلكتروني بل يكفي استخدام الحاسوب أو الهاتف المحمول عن طريق شبكة الإنترنت أو برامج التواصل الاجتماعي.
4. لا يسبق العنف الإلكتروني تفكير وتخطيط كما في العنف التقليدي، بل يتم دون التفكير بعواقب الأمور.
5. العنف الإلكتروني لا يحده زمان ولا مكان بل يمكن تنفيذه في أي وقت وأي مكان على خلاف العنف التقليدي.
6. العنف الإلكتروني قد يكون دافعا للعنف التقليدي .
7. من الصعب على الضحية أن يتخلص من الآثار المترتبة على العنف الإلكتروني لأن المحتوى العنيف قد يكون محفوظا على الأجهزة وليس فقط شبكات التواصل، ولكن العنف التقليدي محدود وينتهي خلال فترة زمنية قليلة.
8. امتناع ضحية العنف الإلكتروني عن إبلاغ الجهات المختصة خوفا من الفضيحة وخصوصا القضايا الخاصة بالشرف.

ثانيا: الإرهاب الإلكتروني

وهو استخدام الإنترنت بشكل عدواني غير قانوني، منظم ومخطط له سابقا بغرض معين وبقصد ترويع الآخرين وتخويفهم وتهديدهم، والإرهاب الإلكتروني يختلف عن الإرهاب التقليدي في عدة جوانب هي:
1. أنه جريمة إرهابية عابرة للدول والقارات .
2. لا حاجة للقوة لارتكابه بل كل ما يحتاجه هو جهاز الحاسوب يحتوي على البرامج اللازمة ومتصل بشبكة الإنترنت.
3. يصعب على الجهات الأمنية اكتشاف منفذ الجرائم لنقص الخبرة لديهم.
4. من السهولة اتلاف الدليل الرقمي وتدميره فيصعب اثبات الجريمة.
5. الإرهاب الإلكتروني يكون نتيجة تعاون عدة أشخاص وليس شخص واحد، ويكون بينهم على الأقل شخص واحد لديه العلم الكافي والخبرة في مجال الحاسوب.

دور شبكات التواصل الاجتماعي في انتشار ظاهرة العنف:
تمتلك شبكات التواصل الاجتماعي مثل ( الفيسبوك، تويتر، الانستغرام، اليوتيوب) عدة مميزات تشجع مستخدمي الإنترنت على الإقبال عليها وذلك لأنها سهلة الاستخدام، كما تتيح للمستخدمين مشاركة ردود الفعل بين بعضهم البعض عن طريق المحادثة، يتيح للجميع الإبداء برأيه بانفتاح في كل مكان وكل وقت، ومع أن هذه الشبكات كان الغرض من إنشائها هو التواصل بين الأفراد إلا أنها أصبحت أداة لنشر العنف بينهم والأفكار المتطرفة والهدامة ونشر الشائعات والسب والشتم.

كيف يمكننا الحد من أو مكافحة العنف في مواقع التواصل الاجتماعي ؟
على الجهات الأمنية وضع رقابة على المواقع لتقلل من ظاهرة العنف، كما يجب على الجهات المختصة توعية الشباب بالخدمات التي يقدمها الانترنت، وعلى الأسرة أن تراقب سلوك أبنائها حتى يعالجوا العنف لديهم، توعية الشباب بالإسلام وأنه دين الوسطية والاعتدال يقول تعالى: ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) [البقرة: 143] ، عدم نشر الفيديوهات التي تحتوي على مقاطع عنف وقتل حتى لا يألفه الشباب.
 

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة