كيف أثر العالم الإسلامي في الفن الغربي؟

0 479
  • اسم الكاتب:هيئة الإذاعة البريطانية (البي بي سي) بـ\"تصرف\"

  • التصنيف:المركز الإعلامي

واصل المتحف البريطاني في السنوات الأخيرة تقديم سلسلة من المعارض والفعاليات الثقافية التي تحرص على تعريف المتلقي الغربي بمنجز الحضارات الشرقية، لاسيما تلك التي كانت في منطقة الشرق الأوسط.
ونراه اليوم يفرد معرضا للحديث عن أثر العالم الإسلامي في الفن الغربي ليضاف إلى بعض المعارض السابقة الناجحة التي نظمها من أمثال: "بابل" و "آشور بانيبال" و"الشاه عباس" و"الحج".

حمل المعرض عنوان: "مستلهم من الشرق: كيف أثر العالم الإسلامي في الفن الغربي"، وركز على موضوعات الحوار الحضاري والتأثيرات المتبادلة بين الشرق والغرب بعيدا عن خطابات العداء والصور النمطية المهيمنة في هذا الصدد.
فالخلاصة الأساسية التي يكشف عنها المعرض تتركز في مدى الاحترام المتبادل والإعجاب الذي حظيت به الثقافات الشرقية الإسلامية من القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر في الغرب، ومدى التأثيرات التي تركها الفن الإسلامي وجماليات التجريد والزخرفة والخط العربي والعمارة الإسلامية وأسلوب الحياة في الفن والثقافة الغربية، وهي صورة تبدو مختلفة كليا عن الصور النمطية الطاغية التي تقدم هذا العالم بوصفه مصدرا للتعصب والعنف والغرائز البدائية.

وعلى الرغم من أن مجموعة اللوحات الاستشراقية في القرن التاسع عشر كانت النواة الأساسية للمعرض، فإن القائمين عليه حرصوا على إحاطتها بفيض من التراث الجمالي الملموس والأعمال الحرفية، من السيراميك والزجاجيات والنماذج المعمارية إلى الصور الفتوغرافية والخرائط وكتب الرحلات والمقتنيات والتحف الأثرية من سيوف وخوذ وملابس وأزياء ومنسوجات.
حرص المعرض على تقديم صورة مختلفة نسبيا عن الفن الاستشراقي تغيب فيها تلك النظرة الغرائبية عن شرق الرغبة والشهوانية الممتلئ بالحريم والجواري العاريات.

وإلى جانب هدف القائمين على المعرض المعلن هذا، وقف وراء ذلك عامل عملي تمثل في أن نحو 90 في المئة من اللوحات المعروضة في المتحف كانت من مقتنيات متحف الفن الإسلامي في ماليزيا، التي تمنع التقاليد الإسلامية فيها بالتأكيد تقديم مثل ذلك العري الفنتازي الذي تتميز به لوحات الحريم الاستشراقية.
وبدلا من ذلك، حضر عمل انطوان يينياس ميلينغ، الرحالة والرسام والمعماري، الذي عمل مع السلطان العثماني سليم الثالث، والذي صور فيه الحريم في قصر عثماني.

ويمثل هذا العمل تجسيدا فعليا لذاك المزج بين الواقع والخيال الذي ميز الفن الاستشراقي، فميلينغ هو المصمم الفعلي لقصر السلطانة خديجة (ابنة السلطان مصطفى الثالث واخت السلطان سليم الثالث) لكنه لم يدخل فعليا إلى الحرملك ويرى الحريم في الواقع فملأ المكان بحريم من خياله.
 

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة