- اسم الكاتب:إسلام ويب
- التصنيف:الحديث الشريف
يعتبر الإثمد من أجود أنواع الكحل ، وهو حجر معروف أسود يضرب إلى الحمرة يكون في بلاد الحجاز وأجوده ما يؤتى من أصفهان، ويؤتى به من جهة المغرب أيضا، وأجوده السريع التفتيت الذي لفتاته بصيص، وداخله أملس ليس فيه شيء من الأوساخ، قال ابن النفيس: وأفضل الإثمد ما كان صفائحيا، سريع التفتت جدا، ولفتاته بريق ظاهر، وكان خالصا من الشوائب والأوساخ، أملس الباطن.
وهذا النوع من الكحل جاءت السنة بالحث عليه والحرص على الإكتحال به لما فيه من الفوائد الصحية للعين وما حولها، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن من خير أكحالكم الإثمد إنه يجلو البصر وينبت الشعر )رواه النسائي وأحمد وصححه الألباني، وعنه أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر ) رواه الترمذي وقال : حسن غريب وصححه الالباني.
ومعنى (يجلو البصر) أي: يحسن النظر ، ويزيد نور العين .(وينبت الشعر) المراد بالشعر هنا: الهدب ، وهو الذي ينبت على أشفار العين.
وعن فوائد هذا النوع من الكحل، قال ابن القيم رحمه الله: في الكحل: ينفع العين ويقويها، ويشد أعصابها ، ويحفظ صحتها ، ويذهب اللحم الزائد في القروح ويدملها ، وينقي أوساخها ، ويجلوها ، ويذهب الصداع إذا اكتحل به مع العسل المائي الرقيق ، وإذا دق وخلط ببعض الشحوم الطرية ، ولطخ على حرق النار: لم تعرض فيه خشكريشة – أي : قشرة - ، ونفع من التنفط الحادث بسببه، وهو أجود أكحال العين، لا سيما للمشايخ كبار السن، والذين قد ضعفت أبصارهم، إذا جعل معه شيء من المسك.
وعند النظر إلى مكونات الاثمد يتبين سر هذا التخصيص والاختيار، ويظهر الاعجاز النبوي في الإكتحال به لما فيه من فوائد صحية، فهو يتكون من تركيبة كيميائية فريدة، فهو في الاصل حجر، ولونه أسود ضارب للحمرة، ويتركب من الكثير من المواد الفعالة مثل الإنتموان، وخامس سلفور الإنتمون، وثالث سلفور الإنتمون، والعديد من السيارات العضوية مثل: الفوادين، والغلوكانتيم، والانتامالين، كما يتضمن على المكونات المعدنية مثل: الصوديوم، والبوتاسيوم .
ويقول الدكتور حسن هويدي إن جلاء البصر بالإثمد إنما يتم بتأثيره على زمر جرثومية متعددة، وبذلك يحفظ العين وصحتها، إذ أن آفات العين التهابية جرثومية، وعندما تسلم الملتحمة من الاحتقان يمكن أن يكون البصر جيدا.
ويقول أيضا إن إنباته للشعر ثابت علميا، إذ أن من خصائص الإثمد الدوائية تأثيره على البشرة والأدمة فينبه جذر الشعرة ويكون عاملا في نموها، لذا يستعملون مركباه (طرطرات الإثمد والبوتاسيوم) لمعالجة بعض السعفات والصلع، تطبق على شكل مرهم بنسبة 2-3% وهذه الفائدة في إنبات الشعر تنفع العين أيضا لأنها تساعد على نمو الأهداب التي تحفظ العين وتزيد في جمالها.