- اسم الكاتب:إسلام ويب
- التصنيف:قطوف رمضانية
اشتملت جميع الأديان والشرائع المعروفة في التاريخ على الصوم، وطالبت به جميع من كان يدين بها؛ فمن أقدم الديانات -والتي لا يزال عدد كبير من الناس يدين بها- الديانة الهندية البرهمية، ويحدث عنها الأستاذ (T.M P,Mahadevan) رئيس قسم الفلسفة في جامعة مدارس الهند، وهو يشرح الصوم ومكانته في الشريعة الهندوكية، والمجتمع الهندي:
"ومن الأعياد والأيام المحتفل بها في السنة ما خصصت للصوم، الذي تقصد به تزكية النفس، إن كل طائفة من الطوائف الهندوكية تخصص لنفسها أياما تقضيها في الدعاء والعبادة، ويصومها أكثر أفرادها كذلك، فيكفون عن الطعام، ويسهرون الليل كله، ويبيتون يتلون الكتاب المقدس، ويراقبون الله، ومن أعم هذه الصيام، وأكثرها انتشارا في الطوائف المختلفة (ويكنته إيكاوشي) الذي ينسب إلى (وشنو) فلا يصوم ذلك اليوم أتباع (وشنو) فحسب، بل يصومه أكثر الناس، فيصومون نهاره، ويسهرون ليله.
ومن الأيام ما يصومها النساء فقط، ويدعون الآلهة (مظهر صفات الله النسوية) في مختلف مظاهرها، وتسمى هذه الأيام لأهميتها الخاصة بـ (برت) أو العهد، وقد خصصت لتزكية الروح، وغايتها تغذية الروح بالغذاء الروحاني".
ولا يزال البراهمة يصومون في اليوم الحادي عشر والثاني عشر من كل شهر هندي، وهكذا يبلغ عدد الأيام التي تصام عند البراهمة (24) يوما في كل سنة، إذا حافظوا عليها وتقيدوا بها، وقد فاقت الديانة الجينية في الهند في التشديد في شرائط الصوم وأحكامه، فأتباعها يواصلون أربعين يوما بالصوم.
ويظهر الصوم عند المصريين القدماء بجوار أعيادهم الدينية، وكان صوم اليوم الثالث من شهر (تهسموفيريا) اليوناني خاصا بالنساء عند اليونان، ولا تخلوا الصحف المجوسية عن الأمر بالصوم والحث عليه، ولو لطبقة خاصة، وتدل آية وردت في بعض كتبهم المقدسة على أن صوم خمسة أعوام كان فريضة على الرؤساء الدينيين.
* المقال للأستاذ أبي الحسن الندوي، ضمن كتاب (مقالات الإسلاميين في شهر رمضان الكريم/د.محمد موسى الشريف).