- اسم الكاتب: إسلام ويب
- التصنيف:حدث في مثل هذا الأسبوع
وفاة المؤرخ الدكتور شوقي أبو خليل 14 رمضان 1431هـ (2010 م)
الدكتور شوقي خليل رائد من رواد مدرسة التاريخ الإسلامي المعاصرين، سخر قلمه في خدمة أمته ودينه وتاريخه؛ وسطر اسمه بحروف من ذهب، بما ترك من عطاء علمي غزير و مؤلفات قيمة محررة و مبتكرة.
ترك الدكتور شوقي أبو خليل إرثا علميا عظيما، أسهم في نشر المعرفة التاريخية والتربوية والإصلاحية، ونافح عن دينه وتاريخ أمته بالفكر المتزن، والدقة العلمية، والعبارة المشرقة، كما كشف زيف مناهج بعض المستشرقين الذين استخدموا البعد الأكاديمي في التضليل المعرفي.
نشأته
ولد الدكتور شوقي أبو خليل في مدينة بيسان، في فلسطين عام 1941م، وتلقى تعليمه في مدارس دمشق التي هاجرت عائلته إليها ، درس فيها المراحل الثلاث حتى حصل على الثانوية.
وبعد حصوله على الثانوية التحق بجامعة دمشق، كلية الآداب، قسم التاريخ، فحصل منها عام 1965م على الليسانس في التاريخ.
وبعد تخرجه عمل مدرسا في ثانويات دمشق، ثم رئيسا لقسم الامتحانات في مديرية تربية دمشق، ثم موجها عاما لمادة التاريخ. و لمكانته العلمية في التاريخ اختير عضوا في مديرية المناهج والكتب المدرسية في وزارة التربية.
ومن خلال عمله التعليمي تابع دراساته العليا، فحصل على الماجستير ثم الدكتوراه في التاريخ والحضارة الإسلامية من أكاديمية العلوم في جمهورية أذربيجان عام 1990م.
عمل أستاذا لمادة الحضارة الإسلاميـة والاستشراق بكلـيـة الدعوة الإسلامية الليبية (فرع دمشق) ما بين (1986-1988م)
ومحاضرا في كلـيـة الشـريعة بجامعة دمشق سنوات(1988-1997م)
واختير أمينا عاما لجامعة العلوم الإسلامية والعربية السودانية في دمشق (1992-1997م)
إضافة إلى عمله مديرا عاما للنشر في مكتبة دار الفكر بدمشق من عام 1991م، إلى حين وفاته رحمه الله عام 2010، وهي الدار التي أصدر منها معظم كتبه الأخيرة.
من كلامه المنثور في كتبه:
- أصبح أكثر الناس أمواتا عن كتاب الله تعالى، وإن كانوا أحياء في معايشهم، وبكما عنه وإن كانوا يتلونه بألسنتهم، وصما عن سماعه، وإن كانوا يسمعونه بآذانهم، وعميا عن عجائبه وعلومه وإن كانوا ينظرون إليه في مصاحفهم، وأميين في أسراره ومعانيه وإن كانوا يشرحونه في تفاسيرهم.
- ليس النصر في الانتساب إلى الإسلام، إنما النصر في تطبيق الإسلام.
- لن تنهض الأمة الإسلامية من هجعتها إلا عندما تتيقن أن العلوم التي دعا إليها الإسلام مفروضة على المسلمين كالصلاة والصوم.
- هل علمت أيها المسلم أن مخططات الاستعمار لهدم الإسلام، إضعاف سلطان الإسلام في نفوس المسلمين بالسخرية من علماء الدين، وتصويرهم بصورة الجهلاء الجامدين تارة، والمنافقين المستغلين لنفوذهم ووظائفهم تارة أخرى، وبث الشائعات حولهم ؟!.
- إن القرآن دعوة لإحياء النفوس الإنسانية، وتزكيتها، وحياتها، على أمثل طريقة تناسبها وتسعدها.
- إذا ما أحبت الأمة الحياة، وكرهت الموت، هانت الكرامة، وكانت الهزيمة، وعلا أسوارها أعداؤها.
- روح المسلم في عرف الإسلام ليست ملكه، إنها أمانة عنده، وهو في كل لحظة على استعداد لبذلها لمن اشتراها، وهذا ما يفسر لنا الكثير من المواقف المدهشة، والمواقف العظيمة التي سجلها المسلمون في فتوحاتهم، والتي استقبلوا بها الموت بشوق وابتسامة.
- كل عالم، طبيب، مهندس، جيولوجي، بيولوجي .. يعمل لقوة هذه الأمة المحمدية ولصمودها بدافع فهم صحيح للإسلام، يرفعه الله درجات، تماما كالعالم الذي يعلم فقه الوضوء، وأركان الصلاة، ومفسدات الصوم.
- كلما ابتعدنا عن الإسلام، ابتعدنا عن النصر والمجد، وجاءت الهزائم لتحل مكان الانتصارات، وكلما التصقنا به كان المجد والنصر معا، وكلما تفاعلنا معه أكثر، كان العز والجاه والسؤدد أكثر، ولقد قالها عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قبل : "ومهما نرد العزة بغيره يذلنا الله " ألا فاعتبروا يا أولي الأبصار.
نظرة لبعض كتبه:
"عوامل النصر والهزيمة عبر تاريخنا الإسلامي"
يتناول هذا الكتاب عوامل النصر والهزيمة عبر التاريخ الإسلامي، فيقف على مقومات النصر، من الإعداد قبل المعركة، إلى معرفة قوة العدو وإمكاناته، والقيام بالتوجيه المعنوي، والتعمية على العدو، والتحام القيادة مع الشعب، والتسلح بالسلاح الوطني، ومتانة العقيدة ووضوحها، وأهلية القيادة، والقتال للمبدأ لا للدنيا، ومتابعة التقدم العلمي والحكمة، وتمتع المجاهدين بالصفات الخلقية والروحية الحسنة.
ويبين عوامل الهزيمة من مخالفة أمر القائد وخرق الخطة العسكرية كما في غزوة أحد، إلى الغفلة عن الله والإعجاب بالكثرة كما في غزوة حنين، والاستقلال بالرأي والإقدام بتهور كما في معركة الجسر، وإثارة المنافقين (الطابور الخامس) الفتن الداخلية، كالذي كان في عهد الخليفتين الراشدين عثمان وعلي، وفي استشهاد الحسين، وفي سيطرة الحمية الجاهلية والعنصرية والعصبية واتخاذ بطانة السوء، وانقلاب النصر إلى هزيمة للحرص على الغنائم، كما في معركة بواتييه (بلاط الشهداء)، ومن تمزق الدولة الواحدة إلى دويلات متعددة ممزقة الشمل متفرقة الكلمة كما في ملوك الطوائف في الأندلس، والجمود وعدم مواكبة التقدم العلمي كما في حصار فيينا، والانهزام أمام المبادئ الدخيلة كندب حظ المرأة الشرقية، واللغط حول قوامة الرجل، وحربة اختيار الزوج، والرد على ذلك بعرض نماذج من نساء مسلمات ، وتأتي خاتمة الكتاب لتضع مسلم اليوم ليختار الهزيمة أو الانتصار.
"أطلس الحديث النبوي"
يشير هذا الكتاب "أطلس الحديث النبوي" إلى أماكن وجود الأقوام والأماكن التي ذكرت في الحديث النبوي الشريف من خلال كتب الحديث الستة البخاري ومسلم وأبى داود والنسائي والترمذي وابن ماجه، ويعد هذا الكتاب عمل جديد غير مسبوق، فهو يخصص شكلا مصورا يوضح المكان المطلوب وبلون متميز، والذى دفع الدكتور "شوقي أبو خليل" إلى كتابة هذا الكتاب أنه كان يطلب منه بين الآونة والأخرى تحديد موقع مر في أحد الأحاديث فيرسم له مصورا يحدد عليه الموقع المطلوب، مما جعله يفكر في تأليف هذا الكتاب حتى يلبى حاجة ملحة عند الكثيرين وأصدر الدكتور شوقي "أطالس" عدة غير هذا الكتاب.
مؤلفاته:
ترك الدكتور شوقي أبو خليل مكتبة عامرة رفد بها المكتبة العربية الإسلامية، متنوعة في التاريخ ورجاله وأحداثه وأطالسه؛ وفي الأديان وخصائصها وحواراتها، وفي الحضارة الإسلامية وعالميتها، وفي الفكر الإسلامي وآفاقه وتجلياته وغير ذلك.
وهذه قائمة بمؤلفاته :
1. القادسية، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1970م.
2. الإسلام في قفص الاتهام، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1970 م. (ترجم إلى الفارسية والانكليزية).
3. اليرموك، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1971م.
4. نهاوند، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1971م.
5. الإنسان بين العلم والدين، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1971م.
6. ذات الصواري، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1970م.
7. آراء يهدمها الإسلام، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1974م.
8. غريزة أم تقدير إلهي، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1975م.
9. من ضيع القرآن؟، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1975م.
10. فتح الأندلس، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1976م.
11. الإسلام وحركات التحرر العربية، دار الفكر، دمشق- بيروت،1977م.
12. هارون الرشيد، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1977م.
13. بلاط الشهداء، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
14. الزلاقة، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
15. الأرك، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
16. العقاب، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
17. فتح صقلية، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
18. عوامل النصر والهزيمة، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
19. مصرع غرناطة، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1980م.
20. الهجرة حديث غير مجرى التاريخ ، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1980م.
21. جرجي زيدان (سلسلة في الميزان) دار الفكر، دمشق- بيروت، 1982م.
22. غزوات الرسول الأعظم، (سلسلة ، عشرة أجزاء) ، صدرت ما بين سنوات 1983م و1984م .
23. "فيليب حتي " في الميزان، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1985م.
24. " كارل بروكلمان " في الميزان، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1987م.
25. عوامل النصر والهزيمة عبر تاريخنا الإسلامي، ط2، دار الفكر ، دمشق- بيروت، 1987م.
26. عمورية ، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1987م.
27. وادي المخازن ، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1988م.
28. أحب أن أكون. سلسلة (1-20) دار الفكر – دمشق، 1989م ، 1991 .
29. " غوستاف لوبون " في الميزان، دار الفكر، دمشق، 1990م.
30. هارون الرشيد، دار الفكر – دمشق، طبعة2، 1991م.
31. في التاريخ الإسلامي، دار الفكر – دمشق، 1991م.
32. بندلي الجوزي في الميزان، دار الفكر، دمشق، 1993م.
33. أحب أن أعرف تاريخ أمتي سلسلة (1- 12) . دار الفكر – دمشق، 1993م ، 1998م.
34. المعارك الكبرى في تاريخ الإسلام (1-15) (سلسلة)، دار الفكر – دمشق، 1993م.
35. الحوار دائما وحوار مع مستشرق، دار الفكر، دمشق، 1994م.
36. الحضارة العربية الإسلامية وموجز عن الحضارات السابقة، دار الفكر، دمشق، 1994م.
37. أطلس التاريخ العربي الإسلامي، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1994م.
38. الإسقاط في مناهج المستشرقين والمبشرين، دار الفكر – دمشق، 1995م.
39. الاسلام نهر يبحث عن مجرى، دار الفكر – دمشق، 1996م.
40. مآثر الإنافة في معالم الخلافة ( تحقيق )، دار الفكر – دمشق، 1997م.
41. تحرير المرأة ممن؟ وفيم حريتها. دار الفكر دمشق، 1998م.
42. أطلس دول العالم الإسلامي (جغرافي- تاريخي-اقتصادي)، دار الفكر، دمشق، 1999م.
43. أطلس القرآن (أماكن -أقوام - أعلام)، دار الفكر – دمشق، 2000م.
44. حكايات من تراث الطفولة (1-84) دار الفكر – دمشق، 2001م، 2003.
45. محطات حضارية من كتاب فتوح البلدان للبلاذري،، دار الفكر – دمشق، 2002م.
46. أطلس السيرة النبوية، دار الفكر – دمشق، 2003م.
47. علماء الأندلس - إبداعاتهم المتميزة وأثرها في النهضة الأوروبية (سلسلة هذا هو الإسلام)، دار الفكر – دمشق، 2003م.
48. أطلس الحديث النبوي، دار الفكر – دمشق، 2004م.
49. مع الحدث (كتيبات)، دار الفكر – دمشق، 2006م.
50. الإسلام عقيدة وسلوك، دار الفكر – دمشق، 2007م.
51. لوحات مضيئة في الحضارة العربية الإسلامية، دار الفكر – دمشق، 2007م.
52. أطلس انتشار الإسلام، دار الفكر 2010 م
وفاته
توفي الدكتور شوقي أبو خليل، يوم الثلاثاء 14 رمضان المبارك 1431هـ، الموافق 24 أغسطس 2010 م، وصلي عليه يوم الأربعاء في جامع طارق بن زياد ودفن في مقبرة بئر التوتة في المهاجرين بدمشق، رحمه الله وغفر له وجعل الجنة مأواه ومثواه.
ذلك هو شوقي أبو خليل، الذي نعاه كثير من الشعراء والأدباء والمؤرخين والمفكرين، وواحد منهم الدكتور وليد قصاب الذي نقتطف من قصيدته هذه الأبيات:
ما مات أهل العلم والآثار أسماؤهم تحيا مدى الأعصار
شوقي بحرف النور خلد اسمه وأضافه بجلالة ووقار
ما مر ثم مضى كأن لم يأتنا أو كان في الدنيا من الأغمار
حيث اتجهت ثماره مزروعة ما غادر الدنيا بغير ثمار