- اسم الكاتب:إسلام ويب
- التصنيف:تاريخ و حضارة
كان أبو عمرو الداني إماما متفننا واسع المعرفة، كثير الاطلاع، اهتم بعلوم القرآن، وعلوم الحديث، واللغة، والفقه؛ إلا أنه أبدع كثيرا في علوم القرآن، مع تبحره في النحو ومذاهبه.
قال ابن بشكوال: "كان أبو عمرو أحد الأئمة في علم القرآن: رواياته وتفسيره ومعانيه، وطرقه وإعرابه، وجمع في ذلك كله تواليف حسانا مفيدة، وله معرفة بالحديث وطرقه، وأسماء رجاله ونقلته، وكان حسن الخط، جيد الضبط، من أهل الذكاء والحفظ، والتفنن في العلم، دينا فاضلا، ورعا سنيا".
قال ابن عبيد الله الحجري، قال عنه بعض الشيوخ: "لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه، وكان يقول: ما رأيت شيئا قط إلا كتبته، ولا كتبته إلا وحفظته، ولا حفظته فنسيته، وكان يسأل عن المسألة مما يتعلق بالآثار وكلام السلف، فيوردها بجميع ما فيها مسندة من شيوخه إلى قائلها".
قال الذهبي: "إلى أبي عمرو المنتهى في تحرير علم القراءات، وعلم المصاحف، مع البراعة في علم الحديث والتفسير والنحو، وغير ذلك".
وقال أيضا: "برع في القراءات، والحديث ورجاله، والعربية وغير ذلك وصنف التصانيف البديعة"...... إليه المنتهى في إتقان القراءات، والقراء خاضعون لتصانيفه، واثقون بنقله في القراءات، والرسم، والتجويد، والوقف والابتداء، وغير ذلك".
وقال ابن خلدون: "بلغ الغاية فيها -أي في القراءات-، ووقفت عليه معرفتها، وانتهت إلى روايته أسانيدها، وتعددت تآليفه فيها، وعول الناس عليها وعدلوا عن غيرها".
قال ابن الجزري: ومن نظر كتبه علم مقدار الرجل، وما وهبه الله تعالى فيه، فسبحان الفتاح العليم، ولا سيما كتاب جامع البيان فيما رواه في القراءات السبع.
وكان رحمه الله متبحرا في اللغة، واسع الاطلاع على النحو، محيطا بمذاهب النحويين واختلافهم، وله عناية خاصة بكتاب سيبويه، فإنه أحسن الاستشهاد به في مواضع من كتبه.
كان الإمام أبو عمروالداني مالكي المذهب، قال عن مذهبه:
اسمه ونسبه:
أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي - ولاء- الأندلسي، القرطبي ثم الداني، ويقال له ابن الصيرفي أيضا.
مولده:
ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة (371هـ)، ولد بدانية، ونشأ تحت رعاية والده رحمه الله تعالى في بلد العلم والمعرفة والدين قرطبة حاضرة الأندلس، وأعظم مدنها في ذلك الوقت، ومستقر خلافة الأمويين، وكانت يومئذ مركز العلم والمعرفة حيث كانت عامرة بالعلماء الأجلاء في شتى أنواع العلوم والمعرفة ما بين مقرئ وقارئ، ومحدث، ومفسر، وأديب، وواعظ، وخطيب.
وكانت وفاته سنة (444هـ).
شيوخه:
انكب الداني على قراءة الكتب وملازمة الشيوخ، وقد تتلمذ على خيرة علماء عصره، وفي مقدمتهم والده الذي أخذ عنه القراءات القرآنية، ومن شيوخه: أبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب، صاحب البغوي، وأحمد بن فراس المكي، وعبد الرحمن بن عثمان القشيري الزاهد، وعبد العزيز بن جعفر بن خواستي الفارسي، نزيل الأندلس، وخلف بن إبراهيم بن خاقان المصري، وحاتم بن عبد الله البزاز، وكثير من الشيوخ لا يكادون يجمعون تحت حصر.
قال الداني متحدثا عن شيوخه:
وجملة الذين قد كتـبت
عنهم من الشيوخ إذ طلبت
من مقرئ وعالم فقـيه
ومـعرب محـدث نبـيـه
سبعون شيخا كلهم سني
مـوقـر مبـجل مرضـي
تلاميذه:
من تلاميذه: ولده أبي العباس أحمد بن عثمان بن سعيد، وأبي داود سليمان بن أبي القاسم نجاح(وهو أجل تلاميذه قدرا)، وعلي بن عبد الرحمن بن الدش، يحيى بن أبي زيد بن البياز، وأبي الذواد مفرج الإقبالي، محمد بن المفرج البطليوسي، وأبي بكر بن الفصيح، محمد بن مزاحم، و الحسين بن محمد بن مبشر، و خلف بن إبراهيم الطليطلي، محمد بن فرج المغامي، وأعداد كبيرة غير هؤلاء، نهلوا من علم الداني، وكانوا بعده أقمار يهدون الناس.
مؤلفاته
قال الذهبي: "بلغت تواليف أبي عمرو مائة وعشرين كتابا"، وقد جمع الدكتور قدوري الحمد كتب الداني في ثبت واحد وسماه: "فهرست بتصانيف الإمام أبي عمرو الداني"، وأثبت بالأدلة أن مؤلفات الإمام الداني فاقت 120 مؤلفا.
من هذه المؤلفات: