قصة مثل: وافق شن طبق

0 2

ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻓﻦ ﺑﻴﺎﻧﻲ ﻳﻘﺮﺏ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ، ويحوله إلى محسوس يلمسه الناس، ﻭﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ بإﻳﺠﺎﺯ ﺍﻟﻠﻔﻆ، ﻭﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ، ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ، ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺸﻴﻮﻉ.
ولقد اعتنى العرب بالأمثال عناية كبيرة لأهميتها في حياتهم، وهم أمة الفصاحة، والبلاغة، والأمثال تعتبر شكلا من الأشكال الفنية التي تجسد أعلى درجات البلاغة، والفصاحة، وأصل المثل التشبيه، والتصوير، ويرد للعظة، والاعتبار.
وما يميز الأمثال أنها شائعة بين الألسن، والمثل قد يغنيك عن كثير من التفصيل، وينساب بطلاوته وفكرته للأذهان فيكون مفهما للمراد بصورة لطيفة.

وتكشف الأمثال عن الحقائق، وتعرض الغائب في معرض الحاضر، ويضرب المثل للترغيب في الممثل به؛ حيث يكون الممثل به مما ترغب فيه النفوس، ويضرب المثل للتنفير؛ حيث يكون الممثل به مما تكرهه النفوس أيضا.

ومن الأمثال الطريفة المثل العربي: " وافق شن طبقة"
وقصة المثل كما جاء في كثير من كتب الأدب:
كان شن من دهاة العرب وعقلائهم، فقال: والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها، فبينما هو في بعض مسيره إذ وافقه رجل في الطريق، فسأله شن: أين تريد؟ فقال: موضع كذا، يريد القرية التي يقصدها شن، فوافقه حتى أخذا في مسيرهما، قال له شن: أتحملني أم أحملك؟ فقال له الرجل: يا جاهل أنا راكب، وأنت راكب، فكيف أحملك أو تحملني؟ فسكت عنه شن.

وسارا حتى إذا قربا من القرية، إذا بزرع قد استحصد، فقال شن: أترى هذا الزرع أكل أم لا؟ فقال له الرجل: يا جاهل ترى نبتا مستحصدا فتقول أكل أم لا؟ فسكت عنه شن.
حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة فقال شن: أترى صاحب هذا النعش حيا أو ميتا؟ فقال له الرجل: ما رأيت أجهل منك، ترى جنازة تسأل عنها أميت صاحبها أم حي؟ فسكت عنه شن.

فأراد مفارقته، فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله، فمضى معه، فكان للرجل بنت يقال لها طبقة، فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه، فأخبرها بمرافقته إياه، وشكا إليها جهله، وحدثها بحديثه.
فقالت: يا أبت، ما هذا بجاهل، أما قوله "أتحملني أم أحملك"، فأراد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا.
وأما قوله "أترى هذا الزرع أكل أم لا" فأراد هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا.
وأما قوله في الجنازة فأراد هل ترك عقبا يحيا بهم ذكره أم لا.

فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة، ثم قال أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه؟
قال: نعم فسره، ففسره، قال شن: ما هذا من كلامك فأخبرني عن صاحبه، قال: ابنة لي، فخطبها إليه، فزوجه إياها، وحملها إلى أهله.
فلما رأوها قالوا: "وافق شن طبقة"، فذهبت مثلا.

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة