- اسم الكاتب:إسلام ويب
- التصنيف:خواطـر دعوية
شهر شعبان شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله، وفي ليلة النصف منه تعرض القلوب عليه سبحانه، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ عند ابن حبان والطبراني فقال: (يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان؛ فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن). وفي حديث أبي ثعلبة الخشني قال عليه الصلاة والسلام: (يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان؛ فيغفر للمؤمنين، ويمهل الكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه)[حسنه الألباني في صحيح الجامع].
فأخبر أنها ليلة يتفضل الله فيها بالمغفرة على عباده ولكنه علق هذه المغفرة على أمرين: الأول: طهارة القلوب عن الشرك.
والثاني: سلامته وطهارته من البغضاء والحقد والغل.
وهذا الحديث فيه رسائل هامة للمسلمين:
. رسالة من النبي صلى الله عليه وسلم لمراقبة الإيمان، ومراجعة التوحيد، وصيانة القلوب من كل شوائب الشرك الأكبر والأصغر.
. رسالة لقطع تعلق القلوب بالأموات، وساكني الأضرحة وأصحاب القبور، والطواف حولها ودعاء أهلها من دون الله، والظن أنهم ينفعون أو يضرون، بحجة أنهم أقطاب أو أوتاد أو أولياء أطهار أبرار نجعلهم واسطة فيما بيننا وبين الله، يدخلون بنا عليه ويقربونا إليه زلفى.
. رسالة لتطهير القلوب من النفاق، والأعمال من الرياء، ورؤية الناس وطلب مدحهم وحمدهم.
. رسالة ودعوة للمحبة والتآلف والمودة والتعاطف، وتنقية القلوب وتطهيرها من الأحقاد والأضغان والشحناء والبغضاء.
. رسالة لكل من كان بينه وبين إخوانه وأشقائه شقاق أو قطيعة بسبب ميراث أو خلاف دنيوي.
. رسالة لكل من كانت بينه وبين جاره في السكن مشاكل بسبب الأولاد أو قضايا الجوار.
. رسالة لمن كانت بينه وبين زملائه في العمل إحن أو ضغينة.
رسالة إلى كل هؤلاء جميعا: سامح تسامح، واغفر يغفر لك، وتجاوز ليتجاوز الله عنك.
. رسالة من الله تعالى لكل المسلمين وأمر بوحدة الصف ولم الشمل، والاجتماع وعدم الفرقة {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}، {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم}، {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}، واتحدوا فـ{إنما المؤمنون إخوة}.
. رسالة من الرسول صلى الله عليه وسلم لأتباعه ومحبيه: (لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا) (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، ...، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه).
. رسالة لمن ينشد السعادة ويسعى إليها: اعلم أن السعادة ليست في الحسد والشحناء والحقد والبغضاء؛ إنما السعادة في سلامة الصدر وحسن الظن.
. رسالة إلى طالبي الجنة.. الجنة إنما ينالها أصحاب القلوب الطاهرة والنفوس الزكية، كما قال الرجل الذي أخبر النبي أنه من أهل الجنة ثلاث مرات: (لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا، ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه)، وقد قال الله عن أهل الجنة {ونزعنا ما في صدورهم من غل}.
رمضان وطهارة القلب
. رسالة لمن أراد أن يعبد الله في رمضان حق العبادة، ادخلوا على رمضان بقلوب طاهرة ونفوس زكية، حتى تستطيعوا أن تتعبدو الله بيسر وسهولة، فإن السير إلى الله بالقلوب قبل الأبدان، وإذا ثقل القلب بهذه الأمور أثقل النفس، وأقعد البدن.
. رسالة إلى الذين يطلبون المغفرة والمثوبة ليلة النصف باختراع عبادات وصلوات وأذكار ودعوات، كصلاة ليلة النصف ودعاء ليلة النصف، وأشباهها من المبتدعات: إن ما عند الله لا ينال بالبدع المحدثات، وإنما ينال باتباع السنة والتزام هدي سيد السادات، فكل ما كان خلاف هديه فمردود {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، و(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).
. رسالة في الختام لكل من أراد العفو من الله والمغفرة فليجتهد في تخليص توحيده وتطهير قلبه من الشرك، ثم تخلية القلب عن كل ضغينة، وتطهيره عن كل رذيلة، وتخليصه من كل قطيعة، وحمايته عن كل شحناء وصيانته عن كل بغضاء، فهذا القلب الذي يستحق العفو والمغفرة، وإن بات طيلة الليل على فراشه بعد أداء الفرائض.