نائل البرغوثي.. الأسير الحر في سجون الاحتلال

0 0

نائل صالح عبد الله البرغوثي (نائل البرغوثي)، الاسم الذي أصبح رمزا للنضال والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي، هو الأسير الفلسطيني الأقدم في سجون إسرائيل، حيث قضى أكثر من أربعة عقود خلف القضبان. ولد نائل في قرية كوبر شمال رام الله عام 1957، وانخرط في النضال الوطني منذ صغره، مما جعله هدفا للسلطات الإسرائيلية التي اعتقلته لأول مرة عام 1978.

بداية المسيرة النضالية
كانت بداية نائل البرغوثي مع الاعتقال بعد اتهامه بالمشاركة في عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي. حكم عليه بالسجن مدى الحياة، لكنه لم يستسلم لواقعه، بل حول سجنه إلى مدرسة للنضال والتعلم. خلال سنوات سجنه، أصبح نائل رمزا للصمود والقيادة بين الأسرى، حيث شارك في العديد من الإضرابات عن الطعام للمطالبة بتحسين ظروف الاعتقال والدفاع عن حقوق الأسرى.

مسيرة طويلة من الصمود
في شهر نوفمبر من العام 2024 أتم نائل البرغوثي 45 عاما في سجون الاحتلال، ليصبح بذلك الأسير الأقدم في التاريخ الفلسطيني. خلال هذه السنوات، عانى من ظروف اعتقال قاسية، بما في ذلك العزل الانفرادي والحرمان من الزيارات العائلية، إلا أن ذلك لم يثنه عن مواصلة نضاله. كان نائل دائما في طليعة النشاطات الاحتجاجية داخل السجون، مما جعله هدفا متكررا لعقوبات إدارة السجون الإسرائيلية.

الإفراج والعودة إلى الأسر
في عام 2011، كان نائل واحدا من الأسرى الذين تم الإفراج عنهم في صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، والتي تمت بوساطة مصرية وأفرجت عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. عاد نائل إلى أهله في قرية كوبر، حيث استقبل استقبال الأبطال. لكن فرحته لم تدم طويلا، ففي عام 2014، أعادت السلطات الإسرائيلية اعتقاله بحجة انتهاك شروط الإفراج، وهو ما اعتبره الفلسطينيون انتهاكا للاتفاقيات وصفقة التبادل.

نائل البرغوثي رمزا للنضال
قصة نائل البرغوثي ليست مجرد قصة أسير، بل هي قصة شعب بأكمله يناضل من أجل الحرية والكرامة. لقد أصبح نائل رمزا للصمود الفلسطيني، حيث يمثل نموذجا للأسير الذي يرفض الاستسلام رغم كل الظروف القاسية. نضاله داخل السجون وخارجها يذكر العالم بأن قضية الأسرى الفلسطينيين هي قضية إنسانية بامتياز، وأنها جزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية الأكبر.

أمل الحرية
تقول إيمان نافع - زوجة البرغوثي - : إنها تلقت مع عدد من محرري صفقة وفاء الأحرار اتصالا يبلغها بقرار الإفراج عنهم. وأضافت أن زوجها نائل اتصل بها وأخبرها بالإفراج عنه وإبعاده إلى خارج فلسطين، دون أن يحدد اليوم على وجه التحديد.

كان إعادة سلطات الاحتلال في عام 2014 الحكم المؤبد على نائل بعد أن حكمت عليه بالسجن 30 شهرا بعد إعادة اعتقاله، صدمة كبيرة لإيمان ونائل في الوقت نفسه، كما مثل قرار إبعاده صدمة أصابت إيمان بحزن شديد، وقد استبق الاحتلال الإسرائيلي الإفراج عنه، بمنع زوجته من السفر للقائه، بعد قرار إسرائيل إبعاده إلى الخارج بشكل دائم عند إطلاق سراحه. هذا فضلا عن مماطلة الاحتلال حتى كتابة هذه السطور عن الالتزام بموعد تحرير الأسرى المقرر الإفراج عنهم.
وتبقى قصة نائل البرغوثي واحدة من آلاف القصص التي تسلط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين، وتبقى شاهدا حيا على جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحقهم.

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة