ادفعي زوجك نحو النجاح

0 911

يقولون: "وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة" هل فكرت يوما أن تكونى تلك المرأة العظيمة التى تجعل من زوجها رجلا عظيما؟ كثيرات يتمنين ذلك، لكن فئة قليلة منهن من سعين لتحقيق تلك الأمنية الغالية بشكل عملى، ونحن نأخذ بيدك على طريق النجاح لك ولزوجك عبر السطور القادمة، ونقدم لك أسرار النجاح، وما هو دورك المنتظر لتيسير تلك الأسرار أمام زوجك، كما عرضها الأستاذ: عادل فتحى عبد الله، فى كتابه "ادفعى زوجك نحو النجاح".

ـ ذكرى زوجك دائما باستحضار النية الصالحة فى كل عمل، ولا تدفعيه لشيء فوق طاقته، فيلجأ لطريق حرام، أو فيه شبهة لتلبية طلبك، ولتكن وصيتك دائما له كوصية تلك المرأة الصالحة التى قالت لزوجها: "اتق الله فينا، ولا تطعمنا إلا حلالا، فإننا نصبر على الجوع فى الدنيا، ولا نصبر على النار فى الآخرة".

- اقتربى من الواقعية فى وضع الأهداف، فإذا رأيت أن زوجك يضع أهدافا خيالية فاجذبيه إلى الواقعية برفق وهدوء، واتبعى المرحلية فى وضع الأهداف وتحقيقها، فالهدف الكبير يمكن أن ينقسم إلى عدة أهداف جزئية، كلما تحقق هدف منها كونى عونا كزوجك على تحقيق الثانى وهكذا ، ولا تتعجلى فى تحقيق تلك الأهداف، ولا تترددى فى التنازل عن بعض الأشياء التى تريدينها لنفسك فى سبيل مصلحة الأسرة.

ـ طالما حدد الإنسان أهدافه، لابد من التخطيط السليم المنضبط لتحقيق تلك الأهداف، ويحتاج التخطيط السليم إلى المعرفة التامة بالعمل، فعليك إذا توفير الجو الملائم للزوج لمساعدته على إنجاز مهمة التخطيط للعمل، وهو هادئ النفس ، مرتاح البال ، ساعديه فى حصر كل ما يحتاج إليه لإنجاز العمل الذى يقوم به، وشاركيه فى وضع خطة خمسية يتم فيها إنجاز شيء مهم للأسرة كل خمس سنوات.

ـ أمر الله (سبحانه وتعالى) بإحسان العمل وإتقانه فى كل الظروف والأحوال، وقد قال الرسول (عليه الصلاة والسلام): "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"، فساعدى زوجك على الإتقان، وشجعيه على ذلك.

ـ أكسبى زوجك الثقة بالنفس، فامتدحى فيه الصفات الحسنة، وذكريه بنجاحاته السابقة التى حققها فى حياتك معه، أو قبل زواجكما، اكتشفى مواهبه، فكثير من الناس لا يدرك حقيقة مواهبه، ويدله عليها الآخرون، شاركيه فى الوقوف على سلبياته ومحاولة مناقشتها وعلاجها؛ لأنك أقرب الناس إليه، ولا تنسى أن تبدى له النصيحة فى ثوب جميل رقيق.

ـ لا تغفلى أبدا عن أن الوقت هو الحياة، وحسن استغلال الوقت مهمة أكيدة من مهماتك، ومما يعينك على ذلك تحديد الزيارات للأقارب والأصحاب قبلها بوقت كاف، وعدم اتخاذها مجالا لإضاعة الوقت، ومحاولة حل المشاكل الداخلية للأسرة مثل مشكلات الأولاد البسيطة دون إضاعة وقت الزوج فى مثل هذه الأمور، يمكنك أن تقومى ببعض الأعباء التى يقوم بها الزوج مثل شراء احتياجات المنزل حتى توفرى له الوقت لاستئناف عمله أو للراحة، واستبدلى الأوقات المهدرة فى المكالمات الهاتفية، ومشاهدة التلفاز بمساعدة زوجك قد استطاعتك.

ـ إن أى نجاح فى الدنيا مبتور إذا لم يتصل بفعل الخيرات، ولا نعنى الفروض التى فرضها الله تعالى علينا، فأمرها مفروغ منه، بل نعنى ما يتقرب به الإنسان المسلم من النوافل والصدقات وأعمال البر، ويقر علماء النفس حتى الغربيين ما لفعل الخيرات من أثر عظيم على النفس يدفعها للنجاح؛ حيث يترك فعل الخيرات فى النفس راحة واطمئنانا، وسعادة لا يعادلها أى أثر ، لذا ادفعى زوجك دفعا حنونا نحو كل الخيرات.

ـ كثير من الناس يسعى فى مجالات عديدة، ويعمل أعمالا كثيرة لكنها لا تكون ذات قيمة فيضيع وقته هباء لسبب بسيط هو أنه لم يمض فى تلك الأعمال حتى النهاية، إن هناك أعمالا كثيرة، إما أن تكون كاملة أو لا تكون، من أجل ذلك ساعدى زوجك على أن يكون من أصحاب النفس الطويل بعدم الإلحاح عليه بطلباتك التى تفوق قدرته، فيضطر لترك عمله للانتقال إلى آخر دون أن يحقق شيئا فيه، فيفقد التفوق فى كليهما.

ـ لا تخلو الحياة أبدا من العقبات والعراقيل، ولكن العقل الواعى السائر نحو النجاح يعتمد دائما على همة عالية تدفعه لتخطى العقبات، والصبر عند الملمات، وهذا سيد الخلق (عليه الصلاة والسلام) يخاطبه ربه (عز وجل) قائلا: {يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر} إنها دعوة لنفض غبار النوم، وخوض معترك الحياة لإعمار الكون، ولكى يكون زوجك عالى الهمة يجب أن تكونى أنت كذلك أولا.

ـ اعلمى أن الإنسان لا يحتاج فى حياته شيئا أكثر من الصبر، وفى الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "واعلم أن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا"، فالصبر هو السبيل إلى الغاية المنشودة، ولا يقصد بالصبر احتمال الشدائد فحسب، بل هو الصبر الجميل الذى لا تصاحبه الشكوى إلا لله، ولا يخالطه الجزع والسخط، صبر يقترن دائما بالرضا بالقضاء والثقة فيما عند الله، وأنه خير وأبقى.


**نجاح فاشل***
ـ أخيرا، يجب أن توقنى بالحقيقة التى تقول ليس كل الناجحين سعداء، بل هناك ناجحون نظنهم فى قمة السعادة، وهم تعساء يتمنون زوال تلك النجاحات، فالنجاح الذى يأتى على صحة الإنسان الجسمية والنفسية والأخلاقية هو فى الحقيقة نجاح مدمر ، والفشل خير منه، فاحذرى من دفع زوجك للنجاح فى أمر يعانى منه أكثر من معاناته فى الفشل.

إن الحياة توازن بين أشياء عديدة، الإخلال بشيء منها يدفع الحياة نحو الكدر والفشل والخسارة، ذلك التوازن لن يوضحه أروع ولا أجمل من حديث رسولنا الحبيب (صلى الله عليه وسلم): "إن لربك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، فأعط كل ذى حق حقه".

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة