- اسم الكاتب:إسلام ويب
- التصنيف:أخطاء في رمضان
تناول السحور من السنن التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في ذلك قوله: (تسحروا، فإن في السحور بركة) رواه البخاري ومسلم. وقد فرط بعض المسلمين في هذه السنة، وأفرط البعض الآخر فيها، فوقعوا في أخطاء نشير إليها تاليا:
أولا: ترك بعض الناس السحور، وهذا خلاف السنة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه السحور، ثم إنه قد حث عليه وجعله فارقا بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، يقول عليه الصلاة والسلام: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة) متفق عليه، ويقول أيضا: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر) رواه مسلم، وبناء على هذين الحديثين ونحوهما، فإن في السحور عونا على الصيام، وأداء الأعمال والطاعات، فلا ينبغي تركه.
ثانيا: تعجيل السحور وتقديمه في منتصف الليل أو قبل الفجر بساعة أو ساعتين، وهو خلاف السنة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عجلوا الإفطار، وأخروا السحور) رواه الطبراني وصححه الألباني. والسنة أن يكون السحور في وقت السحر قبيل طلوع الفجر بقليل؛ ومنه سمي السحور سحورا، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت تسحرا، فلما فرغا من سحورهما قام النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فصلى، فسئل أنس: كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال: (قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية) رواه البخاري.
ثالثا: الاستمرار في الأكل والشرب مع أذان الصبح وهو يسمع النداء، والواجب أن يحتاط العبد لصومه، فيمسك بمجرد أن يسمع أذان المؤذن.
رابعا: الإفراط في تناول طعام السحور، حيث إن الإفراط في تناول السحور يؤدي إلى خمول الجسم، وهذا بدوره يفضي إلى التثاقل عن أداء الواجبات، وهو ما ينافي الحكمة من الصوم، وهي كسر شهوتي البطن والفرج، والسحور إذا كثر فإنه ينافي هذه الحكمة.
قال الحافظ ابن حجر: والصواب أن يقال: ما زاد في المقدار حتى تنعدم هذه الحكمة بالكلية، فليس بمستحب، كالذي يصنعه المترفون من التأنق في المآكل وكثرة الاستعداد لها، ويحصل السحور بأقل ما يتناوله المرء من مأكول ومشروب، وقد أخرج أحمد من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ: (السحور بركة، فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء؛ فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين).
خامسا: النوم بعد تناول السحور مباشرة، وهو من العادات السيئة، حيث إنه يجلب على صاحبه أضرارا صحية، فضلا عما فيها من تضيع لصلاة الفجر مع الجماعة، ومخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المكوث في المسجد بعد صلاة الفجر؛ لذكر الله إلى أن تطلع الشمس.