- اسم الكاتب: إسلام ويب
- التصنيف:خواطـر دعوية
{إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} ... إذا أصابت رحمة الله عبدا فلا ممسك لها ، وإذا نزلت هدايته بإنسان فلا راد لها ، وأعظم نعم الله نعمة الإيمان التي يمن بها على من يشاء من خلقه منة منه وحده، وتفضلا منه سبحانه، ولا يعرف قيمة هذه النعمة إلا من حرم طعمها ثم ذاقها، هنالك يعرف الفرق بين الكفر والإيمان وبين الهداية والغواية، وينطق حاله ولسانه بما نطق به ربنا في كتابه من قبل : {بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين} .. هذا ما ستشعر به حين تقرأ هذه القصة التي نقلتها مجلة [يابان تايمز] عن إحدى اليابانيات اللاتي من الله عليهن بالهداية حيث تقول :
نشأت في جو تكنولوجي متقدم في اليابان حيث عشت في بيئة مستقرة ومسالمة، وقد أنعم علي الله بأسرة محبة ومهتمة بأفرادها، كما كنت متفوقة في دراستي وناجحة في حياتي، وكانت كل السبل مهيأة أمامي لكي أحيا حياة سهلة ومريحة.
كانت أسرتي تدين بالبوذية مثل العديد من الأسر اليابانية، لكن قناعاتي بالبوذية كانت ضعيفة منذ طفولتي، ولم تكن أسرتي تعير هذا الأمر أي اهتمام.
كان رأسي يمور بأسئلة عديدة عن الكون والوجود وظللت على هذه الحال حتى بلغت العشرين من عمري حيث أنهيت دراستي الجامعية وبدأت أعمل، وكنت أتمنى أن أجد راحة البال والاستقرار وأن يشغلني العمل عن الأسئلة التي كانت تطاردني، لكنني ظللت أعيش حالة الخواء الروحي.
قيض الله لي في عام 1988م أن أعمل مترجمة للغة اليابانبة في شركة سياحية في مصر لمدة عام، وهناك بدأت رحلة البحث ودراسة الإسلام، وتعرفت على العديد من الأسر المسلمة، كما زرت العديد من المساجد والمواقع الإسلامية.
عندما عدت إلى اليابان بعد انتهاء فترة عملي بمصر قررت مواصلة دراستي للإسلام لعلني أجد إجابات شافية للأسئلة التي تدور في رأسي.
كانت المعلومات البسيطة التي أعرفها عن الإسلام من المدرسة والجامعة والتي كنت أسمعها من خلال القنوات الفضائية ليست قليلة فحسب، بل كانت مشوهة أيضا، شأني شأن معظم أفراد الشعب الياباني الذين لا يعرفون عن الإسلام إلا ما تبثه وكالات الإعلام المتحيزة من أن المسلمين أرهابيون وميالون إلى العنف، وأن العالم الإسلامي عالم متخلف لم يلحق بركب الحضارة الإنسانية.
بعد عودتي إلى اليابان ذهبت إلى المركز الإسلامي في طوكيو وأخذت منهم نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية، وظللت أتردد على المركز لمدة ثلاث سنوات، قرأت خلالها العديد من الكتب الإسلامية، وبمرور الأيام زادت معرفتي بالإسلام وازدادت قناعاتي بأنه هو الدين الحق، ووجدت إجابات واضحة ومقنعة للأسئلة التي كانت تطاردني.
تأثرت بالمكانة التي أعطاها الإسلام للمرأة، حيث أن الإسلام كرم المرأة وحماها وأمر باحترامها واحترام مشاعرها وكرامتها وأعطاها من الحقوق ما لم تنله قبل الإسلام ولا بعده، وقد فوجئت كثيرا حيث أنني كنت أظن خلاف ذلك.
بدأت بعد ذلك أعيش في حالة انعزال ووحدة للتأمل واتخذ القرار الصائب وكنت أدعو الله أن يهديني وأن يأخذ بيدي، وبدأت أتفكر في مخلوقات الله، وجدت قدرة الله تتمثل في مخلوقاته وكونه البالغ التنظيم.
ساعدتني تلك الفترة على أن أحس بالإيمان يتسرب إلى قلبي وشعرت بسعادة غامرة تملأ روحي.
بعد ذلك قيض الله لي مرة أخرى أن أعمل في دولة إسلامية، وكانت هذه المرة في إندونيسيا التي عملت فيها لمدة عام، وشعرت بمدى تغلغل الإيمان في نفوس الإندونيسيين، كما لاحظت أنهم ملتصقون إلى درجة كبيرة بالإسلام، وقد ساعدني من تعرفت إليهم على فهم الإسلام بطريقة أوضح وأكبر وازداد حبي للإسلام وإيماني به.
بعد أن عدت إلى اليابان كنت قد قررت اعتناق الإسلام وواجهتني صعوبات كبيرة في إقناع أسرتي بذلك القرار الذي اتخذته حيث إنهم رفضوا ذلك بشدة، لكنني كنت قد صممت على اعتناق الإسلام مهما كانت الحواجز بيني وبينه، وقد كان حيث اعتنقت الإسلام وبدأت في أداء الصلوات الخمس بانتظام وبدأت في دراسة القرآن وقراءته وحفظ آيات منه تعينني على أداء صلاتي بشكل صحيح.
بعد ذلك سافرت إلى مصر في عام 1991م وأشهرت إسلامي في مسجد جامعة الأزهر وقد رحب بي المصلون جدا وهنأوني وبكى بعضهم من شدة الفرح والتأثر.
بقيت في مصر لفترة من الزمن وتزوجت من أحد المصريين ورزقني الله منه بطفلة جميلة أسميتها مريم، وأنا أعيش حاليا في سعادة شديدة وأداوم بانتظام على قراءة القرآن ويساعدني زوجي على ذلك وأتوجه لله بالحمد والشكر على ما أنعم به علي من الإيمان.
ــــــــــ