- اسم الكاتب: إسلام ويب
- التصنيف:أركان الدعوة
لا حديث في الجامعة الأمريكية في القاهرة هذه الأيام إلا عن أستاذ علم الأجناس صاحب الوسامة الزائدة، وأحد أبرز الأساتذة في مجاله.
لكن الضجة التي يثيرها حاليا ليست لأي من السببين (لا لوسامته ، ولا لأستاذيته)، وإنما لأنه أسلم أمام شيخ الأزهر.. فبعد 35 عاما من الحياة والبحث والتدريس في العالم العربي الإسلامي نطق الدكتور دونالد كول (سابقا) عبد الله طالب دونالد كول (حاليا)، بالشهادتين في مشيخة الأزهر الشريف التي لا تبعد عن مقر عمله في الجامعة الأمريكية في القاهرة سوى 20 دقيقة، لكنها تبعد عن تكساس آلآف الأميال وتفصلهما فجوة حضارية فكرية أخذة في الاتساع.
كان إشهار "عبد الله طالب كول" إسلامه مفاجأة للكثيرين من طلابه ومعارفه، لكن أصدقاءه المقربين توقعوا ذلك، وإن كان توقعهم تأخر بعض الشيء. صديق قريب منه باغته حين أخبره بإشهاره إسلامه قبل أيام بقوله: "حقيقي؟" هذا غريب.. كنت أعتقد أنك أسلمت قبل سنوات".
قال عبد الله كول: تمكنت من الفرار من المشاركة في حرب فيتنام، وبدلا منها أمضيت الفترة بين عامي 1968و 1970 في ربوع المملكة العربية السعودية، والحمد لله الذي مكنني من العيش في الرياض القديمة، حيث كان أذان الصلاة المنطلق من مآذانها الألف من القوة بحيث يدفعني دفعا إلى التفاعل معه".
يتذكر عبد الله كول الليلة الأولى من الشهور الـ18 التي أمضاها مع البدو في الربع الخالي والمنطقة الشرقية، إذ وجد نفسه يقوم من دون تفكير إلى صلاة الجماعة: "لم أكن مسلما وقتها، لكني في قرارة نفسي كنت على يقين بأن الإله الخاص بهم هو ربي أنا كذلك". لكن الحياة في "بيركلي" الأمريكية - التي عاد إليها - كانت مختلفة، صحيح أن العبارة الأولى التي تفوه بها في المحاضرة الأولى التي ألقاها هي أن الإسلام دين جميل، لكنه سرعان ما عاد إلى العالم الإسلامي، وهذه المرة إلى مصر، تحديدا إلى الجامعة الأمريكية في القاهرة، لكنها كانت في السبعينات مكانا علمانيا بحتا، كما يقول: "حتى اللغة العربية نادرا ما كانت تسمع في ممرات الجامعة، كان الإسلام في الجامعة تاريخ وفن وعمارة، ورحلات ميدانية إلى المتحف والمساجد القديمة.
وفي الثمانينات تسلل عدد من أصحاب الذقون ومرتديات الزي الإسلامي إلى حرم الجامعة، فحدث ما لم يكن في الحسبان: طالب الطلاب بمصلى يصلون فيه، وكنت مراقبا للوضع آنذاك، لكني في قرارة نفسي كنت سعيدا لما يحدث، وربما هذا بسبب خلفيتي عن الإسلام في السعودية".
ومنذ أسلم أقبل عبد الله كول على الفروض والصلاة في أحد المساجد، ونظرا لمظهره الغربي البحت، بعينيه الزرقاوين وبشرته الشقراء، سألته "الحياة" عن رد فعل المصلين تجاهه، قال: "داخل المسجد نقف جميعا سواسية،لكن الأمر يختلف في المقهى".
وعن يوم إسلامه أمام شيخ الأزهر يقول: "استقبلني شيخ الأزهر بنفسه، وأسلمت على يده، وحين سألني عن رحلتي إلى الإسلام وسبب استغراقها وقتا طويلا، أوجزت في الرد، فقال: أنت أستاذ جامعي، ونحب أن نسمع منك باستفاضة، فاستفضت وبكى صديقي المصري الذي اصطحبني تأثرا".
كان أجداد عبد الله كول بين المستوطنين الأوروبيين الأول في فيرجينيا، وقد فروا من الاضطهاد الديني والكبت السنياسي، وجاهدوا لتأسيس مجتمع جديد يرتكز على الاحترام والحرية "وأنا أسير على خطاهم، لقد هاجروا عبر المحيطات والقارات، وكذلك أنا. هم اتبعوا الإنجيل المقدس، لكنهم لم يعرفوا القرآن، أما أنا فعرفته، ومهمتي حاليا هي نشره".
في غضون أيام سيتوجه مسلمنا الجديد إلى الولايات المتحدة، وهو ليس قلقا من ردود فعل أصدقائه وأقاربه، لكنه سعيد بأن الفرصة ستكون متاحة لينظر إلى الإسلام في أمريكا من وجهة نظر مسلم.