الشيخ عبد الله ناصح علوان

0 1137


هو الشيخ الداعية المربي عبد الله ناصح علوان أبو سعد ، ولد رحمه الله تعالى في بلدته حلب سنة 1347هـ = 1928م، وأكب على طلب العلم منذ صغره فتلقى العلوم الطبيعية والشرعية فيها وحصل على الثانوية الشرعية سنة 1949 هـ على يد أساتذة أكفاء وعلماء مبرزين.
انتقل بعد ذلك إلى الأزهر في مصر حيث أكمل تعليمه العالي وحصل على شهادة كلية أصول الدين في سنة (1952م) كما حصل على شهادة تخصص التدريس وهي تعادل الماجستير سنة 1954 هـ، وأخرج من مصر في العام نفسه.

وكان له في دمشق مصاحبة وتأثر بالشيخ الدكتور مصطفى السباعي والشيخ نايف عباس وسواهما من الشيوخ رحم الله الجميع.
بعد ذلك عاد إلى بلدته حلب فعين فيها مدرسا لمادة التربية الإسلامية في مدارس الدولة. ثم تفرغ للعمل الدعوي في المساجد فكان شيخا وخطيبا ومعلما وقدوة للشباب وقد كان همه الأول رحمه الله تعالى هدايتهم وإرشادهم إلى دينهم فلم يكن له من نفسه حظ وكان يتمنى أن يرى الأمة الإسلامية في أحسن حال وكان يتألم كثيرا لانحطاط الأمة وضياعها وتفرق كلمتها. وهو واحد من الدعاة الذين أفنوا عمرهم في الدعوة إلى الله تعالى والكتابة لشباب الصحوة الإسلامية .
حصل الشيخ على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من باكستان ، كما عمل أستاذا في جامعة الملك عبد العزيز بجدة .

**مؤلفاته***
ترك الشيخ العديد من الآثار العلمية والدعوية والتربوية منها:
1. التكافل الاجتماعي في الإسلام
2. تعدد الزوجات في الإسلام
3. صلاح الدين الأيوبي
4. تربية الأولاد في الإسلام - كتاب مشهور في موضوعه -
5. إلى كل أب غيور يؤمن بالله
6. فضائل الصيام وأحكامه
7. حكم التأمين في الإسلام
8. أحكام الزكاة
9. أخلاقيات الداعية
10. ثقافة الداعية
11. دور الشباب في حمل رسالة الإسلام
12. صفات الداعية النفسية
13. آداب الخطبة و الزفاف
14. الإسلام شريعة الزمان والمكان
15. الإسلام والجنس
16. الإسلام والقضية الفلسطينية
17. إلى ورثة الأنبياء والدعاة إلى الله
18. بين العمل الفردي والعمل الجماعي
19. تعدد الزوجات في الإسلام
20. حتى يعلم الشباب
21. حرية الاعتقاد في الشريعة الإسلامية
22. حكم الإسلام في التأمين
23. حكم الإسلام في وسائل الإعلام
24. نظام الرق في الإسلام
25. حين يجد المؤمن حلاوة الإيمان
26. دور الشباب في حمل رسالة الإسلام
27. شبهات و ردود حول العقيدة الربانية و أصل الإنسان
28. قصة الهداية 2 مجلد
29. القومية في ميزان الإسلام
30. معالم الحضارة الإسلامية و أثرها في النهضة الأوربية
وغيرها من المؤلفات النافعة بالإضافة إلى المحاضرات والمقالات التي كان ينشرها في المجلات والصحف الإسلامية وقد كان جل مواضيعها الحث على العمل الدعوي والإصلاح والخروج من ظلمات الانحطاط والوهن إلى عز الإسلام ونوره.

قال في مقدمة كتابه تربية الأولاد في الإسلام رحمه الله تعالى: (ويوم يقرر المسلمون وعلى رأسهم العلماء ورجال الدعوة إلى الله التخلص من حب الدنيا والركون إليها والتمتع بلذائذها ويجعلون هداية الناس، وإصلاح المجتمع، والسعي إلى إقامة حكم الله في الأرض أكبر همهم ومبلغ علمهم وغاية الغايات ومنطلق العزائم والنيات. ويوم يتحررون من الجبن والخوف وكراهية الموت، ويوقنون من قرارة نفوسهم أن الأرزاق بيد الله، وأن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم وما أخطأهم ما كان ليصيبهم، وأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوهم بشيء لم ينفعوهم إلا بشيء كتبه الله عليهم.
يوم يوقن المسلمون بهذا ويتحررون من أسباب الضعف والوهن فعندئذ ينطلقون في ميادين الدعوة إلى الله وفي مجالات التربية والتوجيه والإصلاح مبلغين رسالات ربهم لا يخشون أحدا سواه بل واثقين كل الثقة أنه سبحانه سينصرهم).

ظلت الدعوة إلى الله ديدن الشيخ وهمه حتى آخر عمره وقد أصيب وهو في الستين من عمره بمرض في كبده ففتك به، ولكن الشيخ لم يضعف ولم يستسلم للمرض بل مضى يؤلف ويكتب وهو على سرير المرض... وكثيرا ما كان يخلع ثوب المستشفى ويستبدل به ملابسه العادية وييمم وجهه تجاه قاعات الجامعة لإلقاء المحاضرات ثم يعود للمستشفى.
وقد كانت حجرته في المستشفى منبر علم للسؤال والاستشارة إلى أن وافاه أجله في الخامس من محرم لعام 1408هـ الموافق له 29 آب 1987م.

** قالوا عنه***
يقول فيه الأستاذ الأديب الشيخ الطنطاوي في تقديمه لرسالته النافعة ( إلى ورثة الأنبياء):
( إنه - ولا أزكيه على الله ولا أريد أن أقصم له ظهره أو عنقه - مثال المجاهد المكافح في النصف الثاني من هذا القرن العشرين الذي شهد ويشهد أعتى الحملات على الإسلام ورجاله... أقول: ورجاله... الرجال الذين صدعوا بالحق، ولم يبالوا بظالم، أو داعر، أو ديوث خان دينه وباع أمته بدنيا سواه وكان حذاء يحتذيه الملعونون الطغاة البغاة، ثم لا يلبثون أن يخلعوه بعد أن يفتضح أمره وتكون شتيمته على كل لسان...).

وقد رثاه شاعر طيبة محمد ضياء الدين الصابوني فقال :
قالوا قضى الشيخ علوان فقلت لهم .. .. ذاكم أبو سعد ألا يانفس فاعتبري
ما كنت أحسب أن الموت يرصده .. .. حتى دهاه ، ونمضي نحن بالأثـر
إني لأذكر أعواما بصحـــبته .. .. فأنثني و دموع العين كالنهــر
عرفته فعرفت الفضل شيــمته .. .. عف الضمير سديد الرأي و النظر

رحم الله تعالى الشيخ عبد الله ناصح علوان العالم العامل وهيأ للأمة الإسلامية أمثاله وأثابه على كل ما قام به من خدمة لهذا الدين إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة