- اسم الكاتب: إسلام ويب
- التصنيف:خواطـر دعوية
حين نريد أن نتغير أو أن نعدل وضعا قائما،أو أن نحل مشكلة تقلقنا؛ كثيرا ما ينصرف تفكيرنا إلى الآخر بحثا عن مخرج للوضع، أو مساعدة على تخفيفه. ولكن المشكلة أن هذا الآخر لن يستطيع أن يقدم شيئا مهما بلغت درجة رغبته - إن وجدت - لأن الأمر يجب أن ينبع من داخلنا. والحل هو ما نستطيع أن نعمله لا ما ننتظر من الآخرين أن يعملوه.
هل يعني هذا أن يعيش الإنسان منفردا؟ يفكر منفردا، ويشعر ويتصرف منفردا.. بل على العكس تماما، قد يكون هذا هو جوهر العمل مع الجماعة، ولكن الرغبة في التغيير إذا لم تكن هاجسا داخليا، يعقبه تصرف موجه نحو هذا التغير المنشود، فإن كل جهد لتحصيله سيكون هباء.
هذا الأمر ينسحب على أشد الأمور تعقيدا وأكثرها بساطة: أنت لا تستطيع أن تغير أستاذك الذي لا يشرح لك المادة بشكل جيد.. ولكنك تستطيع أن تغير استراتيجيتك في دراسة هذه المادة.
أنت لا تستطيع تغيير الأوضاع الاقتصادية، ولكنك تستطيع أن تبحث عن أكثر الحلول ملاءمة لك، وتوفير متطلباتها في نفسك، وحين يدور الأمر حول العلاقات الشخصية تجد أنه يأخذ أبعادا أكثر عمقا وثراء.
أنت لا تستطيع أن تغير أحوال شخص معين ، ولكنك تستطيع أن ترسخ في نفسه حب التغيير لما هو عليه .
فالتغيير الذي تتبناه في نفسك - كموقف إيجابي - سينعكس بعد حين على الطرف الآخر.. وسيغير تدريجيا من نفسه. ومن طريقة تعامله معك في تفاعل مستمر لا يعني استسلام أحد الطرفين للآخر، ولكنه محاولة للتكيف مع الشكل الجديد للعلاقة، الذي ساهمت بجزء كبير في وضعه بعنايتك بالجانب الذي يخصك فيها.
الغريب أننا أحيانا نريد التغيير دون أن نخسر شيئا، وهذا مطلب عسير، فلكل شيء ثمن وتوقعه يخفف من وطأته، فالآخرون الذين تعودوا على أن يروك بشكل ما - قد لا يسرهم أن تغير في أسلوبك، أو حتى فيما اعتادوا عليه، لن يفكروا كثيرا في الأفضل لك، بل سينزعجون من اضطرارهم لتغيير عاداتهم في التعامل معك.
قد تنتقد كثيرا، وستبذل جهدا أكبر، وربما في فترات معينة ستتراكم عليك الضغوط، غير أن وضوح هدفك سيكون - بإذن الله - هاديا لك مع كثير من الدعاء.