- اسم الكاتب:نور الهدى سعد
- التصنيف:زوج .. وزوجة
الرسول (صلي الله عليه وسلم) حدد معيارا واضحا للخيرية ، ومقياسا عمليا يعرض عليه الزوج نفسه ويقيمها .
كلمات الحب والمشاركة فى الأعباء ووضع الزوجة على رأس قائمة الأولويات مظاهر للخيرية فى رأى الزوجات ، كان النبى (صلى الله عليه وسلم) متعاونا مع زوجاته المتفرغات فما بال رجالنا لا يتعاونون مع نسائهم العاملات ؟
هل تريد أن تكون الأفضل ؟ هل تريد أن تكون الأخير ؟ لن تجيب إلا بنعم ، لكن كيف ستكون كذلك ؟ وأى الطرق ستسلك فى مسعاك للأفضلية والخيرية ؟ كى لا نختلف فى تقديرنا للأمر ، أو نختلف فى تحديد المعايير وجه رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أنظار المؤمنين إلى ميزان التفاضل الذى يرضاه الله ورسوله فقال عليه الصلاة والسلام: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى، وكان عليه الصلاة والسلام فى هذا المضمار، كما كان فى كل وجوه الخير، القدوة السامية والنموذج الراقى.
تقف الزوجات مواقف متباينة فى خيرية أزواجهن، لكن المطلب الذى يجتمعن عليه هو الكرم العاطفى، والمشاركة فى أمور الحياة، استطلعنا آراء زوجات كثيرات، وكانت محصلة آرائهن.
خيرية المشاركة
أم خالد: زوجى يرى أن الحب ليس كلمة تقال، لكنه الترجمة العملية لكل معانى الحب، والاهتمام والمسارعة فى تلبية احتياجاتى أنا والأبناء، والتخفيف عنى باعتبارى امرأة عاملة، كما أنه يقوم ببعض الأعمال المنزلية عندما أكون متعبة أو فى حالة وضع، وكلما شكرته أو أثنيت عليه قال لى: إن الإسلام ليس دين شعارات لكنه دين عملى.
فى الدنيا والآخرة
أم مريم : فى رأيى أن الخير لأهله هو الذى يسعى لإسعاد أهله فى الدنيا والآخرة، ففى الدنيا يسعدهم بحبه ورعايته وطموحه لدفعهم إلى الأمام ماديا ، واجتماعيا، وعلميا، وفى الآخرة بمتابعتهم فى الأخلاق والعبادات والمعاملات والسعى لتعليمهم الدين وتحفيظهم القرآن الكريم.
أفضلية وإنفاق
هدى على : يرتبط مفهوم خيرية الزوج بالقوامة، فكلما كان قواما بحق زاد اقترابه من دائرة الخيرية التى يقصدها عليه الصلاة والسلام فى حديثه.
فالزوج الخير هو الذى يوظف ما منحه الله من طاقات فى إسعاد أسرته، وتحمل المسؤوليات التى يثقل على الزوجة وحدها تحملها مثل: التعاون فى التسوق، متابعة الأبناء دراسيا، القيام بالواجبات الاجتماعية تجاه أسرتى الزوجين، وبإيجاز شديد فإن الزوج الذى تشعر زوجته بأنها عاجزة عن الاستعانة به فى المهمات الثقيلة ؛ لأنه خذلها أكثر من مرة أو لأنه يستسهل إلقاء العبء عليها هو رجل يغامر برصيده عندها الذى يقل ويتراجع.
إسعاد الأهل
آمال عبد السلام: أرى أن الزوج الخير هو الذي لا يدخر وسعا فى سبيل إسعاد أهله، ولا يبخل بأى شيء يستطيع تقديمه سواء ماديا أو معنويا وحتى وقته لتتوازن الحياة وتتحقق السعادة فى الدنيا والآخرة.
أهم أولوياته
أمينة عثمان : أعتقد أن اختصاص الخيرية للأهل لأن الإنسان لا ينتظر من الأهل شكرهم، ومن يقوم بالأعمال الخيرة للآخرين وينسى أهله فهو منافق، زوجى إنسان خير يهتم ببيته وأمه وإخوته، ويهتم بى لكنه أحيانا يشعرنى أنى فى آخر القائمة ، لذا أتمنى أن يشعرنى بأننى أهم أولوياته، ولو لم تكن هذه هى الحقيقة، وأن يكون هناك مبرر عند رفضه طلباتى على أن يكون الرفض بمنطقية ولطف.
محمد عليه الصلاة والسلام أفضل الأزواج
هذه كانت صورا مختصرة لنظرة الزوجات لملامح الزوج الخير، فكيف كان محمد (عليه الصلاة والسلام) أفضل الأزواج، كما كان خير البشر، يقول الشيخ منصور الرفاعى عبيد - وكيل وزارة الأوقاف للمساجد وشؤون القرآن سابقا - الإسلام دين رحمة وحب وتسامح ومعاملة باللطف والإحسان، وكان الرسول (عليه الصلاة والسلام ) هو النموذج البشرى الذى طبق هذه الأخلاقيات، وحولها إلى الواقع العملى، كان عليه الصلاة والسلام رحيما محسنا رؤوفا، وكانت فيه كل المعانى التى تؤصل العلاقة الطيبة بينه وبين جميع الناس ابتداء بأهله عليه الصلاة والسلام، فالإنسان بلا أسرة لا يشعر بالانتماء إلى مجتمعه، لأنه يستمد القيم من قيم أسرته، وعندما يكبر الإنسان، ويبدأ فى بناء أسرة يقول له الإسلام قف واسمع لزوجتك شريكة حياتك، واعلم أنكما معا تبنيان المستقبل، وتحلقان في المجد، إذا ركبتما موجة الحب والتفاهم، ومن هنا وضع الرسول عليه الصلاة والسلام المبدأ الكريم خيركم خيركم لأهله ذلك لأن الأسرة السليمة المتماسكة التى يغلفها الحب يعم ذلك كله على الوجود من حولها؛ لأن الرحمة تبدأ صغيرة فى قلب الإنسان، ثم تكبر لتسع الدنيا .
وقد عقب رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) على جملته خيركم خيركم لأهله بقوله: وأنا خيركم لأهلى ليعلم كل من يبحث عن الخيرية أن ما عليه إلا أن يتبع خطى نبيه عليه الصلاة والسلام، وقد سئلت السيدة عائشة (رضى الله عنها): ماذا يصنع الرسول عليه الصلاة والسلام إذا دخل بيته؟ قالت: كان إذا دخل بيته بساما ضحاكا، يرفع هذا، ويحط ذاك، يقم بيته يكنس، ويخصف نعله، ويرقع ثوبه ويخدم أهله ، وما قال لشيء أف قط. فلننظر إلى ما يفعله رسولنا الكريم فى بيته، وهو الإمام والقائد والمصلح، وحامل أعباء الأمة لكنه إذا ما دخل بيته ترك كل ذلك وراء ظهره، ودخل على أهله بساما ضحاكا، فمن منا عنده من الأعباء ما يوازى أو يقارب ما كان عند رسولنا الكريم.
لذا أيها الزوج المسلم إذا كان بيتك فى حاجة إلى عطف ورعاية وحنان، فابدأ به أولا ولا تصنع الخير للناس وبيتك أحوج إليك، ولتلاحظ أن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، كان على ذلك المستوى الراقى من التعامل الطيب مع أهله، والتعاون المطلق، وقد كانت زوجاته ملازمات للمنزل، فما بالك تهمل التعاون مع زوجتك، و قد تكون امرأة عاملة تشقى خارج المنزل لتقود معك سفينة الحياة فى هذه الظروف الصعبة، فكن لها نعم السند والمعين فى كل صغيرة وكبيرة، ولتتذكر دائما قوله عليه الصلاة والسلام: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى .