المسألة الثامنة والعشرون : في
التخصيص بالسياق
قد تردد قول
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في ذلك ، وأطلق
الصيرفي جواز التخصيص به ، ومثله بقوله سبحانه
الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم ، وكلام
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في الرسالة يقتضيه ، فإنه بوب لذلك بابا ، فقال : باب الصنف الذي قد بين سياقه معناه ، وذكر قوله سبحانه :
واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر قال فإن السياق أرشد إلى أن المراد أهلها ، وهو قوله :
إذ يعدون في السبت قال الشيخ
تقي الدين بن دقيق العيد في شرح الإلمام نص بعض الأكابر من
[ ص: 461 ] الأصوليين أن العموم يخص بالقرائن القاضية بالتخصيص قال : ويشهد له مخاطبات الناس بعضهم بعضا ، حيث يقطعون في بعض المخاطبات بعدم العموم ، بناء على القرينة ، والشرع يخاطب الناس بحسب تعارفهم . قال : ولا يشتبه عليك التخصيص بالقرائن بالتخصيص بالسبب ، كما اشتبه على كثير من الناس ، فإن التخصيص بالسبب غير مختار ، فإن السبب وإن كان خاصا ، فلا يمنع أن يورد لفظ عام يتناوله وغيره ، كما في
والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ولا ينتهض السبب بمجرده قرينة لرفع هذا ، بخلاف السياق ، فإنه يقع به التبيين والتعيين ، أما التبيين ففي المجملات ، وأما التعيين ففي المحتملات ، وعليك باعتبار هذا في ألفاظ الكتاب والسنة والمحاورات تجد منه ما لا يمكنك حصره . انتهى .
والحق أن دلالة السياق إن قامت مقام القرائن القوية المقتضية لتعيين المراد كان المخصص هو ما اشتمل عليه من ذلك ، وإن لم يكن السياق بهذه المنزلة ، ولا أفاد هذا المفاد فليس بمخصص .