البحث الثاني : في حدهما
فقيل في
حد الحقيقة : إنها اللفظ المستعمل فيما وضع له .
فيشتمل هذا الوضع اللغوي ، والشرعي ، والعرفي ، والاصطلاحي .
[ ص: 95 ] وزاد جماعة في هذا الحد قيدا ، وهو قولهم : " في اصطلاح التخاطب " لأنه إذا كان التخاطب باصطلاح ، واستعمل فيه ما وضع له في اصطلاح آخر ؛ لمناسبة بينه وبين ما وضع له في اصطلاح التخاطب ، كان مجازا مع أنه لفظ مستعمل فيما وضع له .
وزاد آخرون في هذا الحد قيدا ، فقالوا : هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أولا ، لإخراج مثل ما ذكر .
وقيل في حد الحقيقة : إنها ما أفيد بها ما وضعت له في أصل الاصطلاح الذي وقع التخاطب به .
وقيل في حدها : إنها كل كلمة أريد بها عين ما وضعت له في وضع واضع وضعا لا يستند فيه إلى غيره .
وأما المجاز : فهو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة ، مع قرينة .
وقيل : هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له أولا على وجه يصح . وزيادة قيد على وجه يصح ; لإخراج مثل استعمال لفظ الأرض في السماء .
وقيل في حده أيضا : إنه ما كان بضد معنى الحقيقة .