البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
5991 - حدثنا علي بن المنذر ، نا محمد بن فضيل ، حدثني أبي ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر في ناحية المدينة قال : فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع فاه على جبين رسول الله فجعل يقبله ويقول : بأبي أنت وأمي ، طبت حيا وطبت ميتا ، قال : فلما خرج مر بعمر وهو يقول : والله ما مات رسول الله ، ولا يموت حتى يقتل المنافقين ، فقال : وقد كانوا استبشروا بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا رؤوسهم ، فمر به أبو بكر فقال : أيها الرجل ، أربع على نفسك ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات ، ألم تسمع الله يقول : إنك ميت وإنهم ميتون ، [ ص: 246 ] وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون قال : وأتى المنبر فصعد فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، إن كان محمد إلهكم الذي تعبدون فإن إلهكم قد مات ، وإن كان إلهكم الله الذي في السماء فإن إلهكم حي لا يموت ، قال : ثم تلا : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل حتى ختم الآية .

قال : ثم نزل وقد استبشر المؤمنون بذلك واشتد فرحهم وأخذ المنافقين الكآبة .

قال عبد الله بن عمر : والذي نفسي بيده لكأنما كانت على وجوهنا أغطية فكشفت .

وهذا الحديث إنما ذكرناه لأن أبا بكر - رحمة الله عليه - قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعدما مات . ولا نعلم روى هذا الحديث عن نافع إلا فضيل بن غزوان ، ولا نعلم رواه عن فضيل إلا ابنه محمد بن فضيل .

التالي السابق


الخدمات العلمية