البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
[ ص: 315 ] عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عمر

6175 - حدثنا جعفر بن محمد بن الفضل ، نا محمد بن عثمان الدمشقي ، حدثني الهيثم بن حميد ، حدثني حفص بن غيلان ، عن عطاء بن أبي رباح قال : كنا مع ابن عمر بمنى ، فجاءه فتى من أهل البصرة يسأله عن شيء فقال : سأخبرك عن ذلك ، كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود ومعاذ وحذيفة وأبو سعيد الخدري ورجل آخر سماه وأنا ، فجاءه فتى من الأنصار فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس فقال : يا رسول الله ، أي المؤمنين أفضل ؟ قال : أحسنهم خلقا ، قال : فأي المؤمنين أكيس ؟ قال : أكثرهم للموت ذكرا ، وأحسن له استعدادا قبل أن ينزل بهم . أو قال : به ، أولئك الأكياس .

ثم سكت الفتى وأقبل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لم تظهر الفاحشة في قوم قط إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم ، ولا نقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدوهم وأخذوا بعض ما قد كان في أيديهم ، وإذا لم يحكم أئمتهم بكتاب الله جعل الله بأسهم بينهم . قال : ثم [ ص: 316 ] أمر عبد الرحمن بن عوف أن يتجهز لسرية أمره عليها فأصبح قد اعتم بعمامة كرابيس سوداء ، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فنقضها فعممه وأرسل من خلفه أربع أصابع ، ثم قال : هكذا يا ابن عوف فاعتم ، فإنه أعرف وأحسن ، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا أن يرفع إليه اللواء فحمد الله ، ثم قال : اغزوا جميعا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله ، لا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، فهذا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته فيكم .


التالي السابق


الخدمات العلمية