البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
8799 - حدثنا سلمة بن شبيب وأحمد بن منصور قالا : نا إبراهيم بن الحكم بن أبان قال : حدثني أبي عن عكرمة ، عن أبي هريرة ; أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينه في شيء قال عكرمة أراه قال : في دم ، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ثم قال : أحسنت إليك ؟ قال الأعرابي : لا ، ولا أجملت . فغضب بعض المسلمين وهموا أن يقوموا إليه ، فأشار النبي صلى الله عليه وسلم أن كفوا ، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم وبلغ إلى منزله دعا الأعرابي إلى البيت فقال له : إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك فقلت ما قلت فزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقال : أحسنت إليك ؟ فقال الأعرابي : نعم ، فجزاك الله من أهل وعشير خيرا .

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنك كنت جئتنا فسألتنا فأعطيناك فقلت ما قلت وفي أنفس أصحابي عليك من ذلك شيء ; فإذا جئت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب عن صدورهم قال : نعم . قال : فحدثني الحكم أن عكرمة قال : قال أبو هريرة : فلما جاء الأعرابي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن صاحبكم كان جاءنا فسألنا فأعطيناه فقال ما قال وإنا قد دعوناه فأعطيناه ، فزعم أنه قد رضي ، أكذلك ؟ قال الأعرابي : نعم ، فجزاك الله من أهل وعشير خيرا .

قال أبو هريرة : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه ، فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورا ، فقال لهم صاحب الناقة خلوا بيني وبين ناقتي ، فأنا أرفق بها وأعلم بها ، فتوجه إليها صاحب الناقة ، فأخذ لها من قتام الأرض ودعاها حتى جاءت واستجابت ، وشد عليها رحلها واستوى عليها ، وإني لو أطعتكم حيث قال ما قال لدخل النار
.

[ ص: 295 ] وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد .

التالي السابق


الخدمات العلمية