البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
[ ص: 292 ] عبد الله بن رباح

9500 - حدثنا إبراهيم بن نصر ، نا موسى بن إسماعيل ، نا سليمان - يعني ابن المغيرة - عن ثابت ، عن عبد الله بن رباح قال : وفد وفد إلى معاوية رحمه الله وأنا فيهم ، وأبو هريرة ، وذلك في رمضان ، فكان بعضنا يصنع لبعض الطعام ، فكان أبو هريرة ممن يكثر فيدعو إلى رحله ، فقلت : ألا أصنع طعاما ثم أدعوهم إلى رحلي ، قال : ثم لقيت أبا هريرة من العشاء ، قال : قلت : الدعوة عندي الليلة ، قال : سبقتني ؟ قلت : نعم ، فدعوتهم فهم عندي ، فقال أبو هريرة : ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار ؟ قال : أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دخل مكة ، قال : فبعث الزبير على إحدى المجنبتين ، وبعث خالد بن الوليد على المجنبة الأخرى ، وبعث أبا عبيدة على الحسر ، والحسر الذين ليست عليهم أداة وقد وبشت قريش أوباشها وأتباعها . قالوا : نقدم هؤلاء ، فإن كان لهم ساكنا معهم ، وإن أصيبوا أعطينا فأخذوا بطن الوادي ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبة ، فنظر فرآني ، فقال : يا أبا هريرة قلت : لبيك رسول الله قال : أترى إلى أوباش قريش وأتباعها ، ثم قال : اهتف بالأنصار ولا يأتيني إلا أنصاري . فهتف بهم فجاؤوا حتى أطافوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أترون إلى أوباش قريش وأتباعهم ، ثم قال بيده على الأخرى : احصدوهم حصدا حتى توافوني بالصفا . قال أبو هريرة : فانطلقنا ، فما يشاء أحد منا أن يقتل منهم من شاء إلا فعل ، وجاء أبو سفيان فقال : يا رسول الله أبيحت أو أبحت خضراء قريش ، لا قريش بعد اليوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أغلق بابه فهو آمن ، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، قال : فغلق الناس أبوابهم ، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى [ ص: 293 ] انتهى إلى الحجر فاستلمه ، ثم طاف بالبيت وفي يده قوس قد أخذ بسية القوس ، فأتى على صنم إلى جنب البيت ، فجعل يطعن بها في عينه ويقول : جاء الحق وزهق الباطل ، ثم انطلق حتى أتى الصفا حيث ينظر إلى البيت ، فرفع يديه وجعل يحمد الله ويدعو ، والأنصار تحته يقول بعضهم لبعض : أما الرجل فأدركته رغبة في قومه ورأفة لعشيرته ، قال : وقال أبو هريرة : وجاء الوحي وكان إذا جاء لم يخف عليهم ، فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقضي الوحي ، فلما قضى الوحي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر الأنصار ، أقلتم : أما الرجل فأدركته رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته " ، قالوا : قد قلنا ذاك ، قال : كلا ، إني عبد الله ورسوله ، هاجرت إلى الله وإليكم ، المحيا محياكم ، والممات مماتكم " ، فأقبلوا إليه يبكون ويقولون : والله ما قلنا الذي قلنا إلا ضنا بالله ورسوله ، قال : فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية