تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
975 - (ت) : جندب الخير الأزدي الغامدي قاتل الساحر يكنى أبا عبد الله له صحبة ، يقال : إنه جندب بن زهير ، ويقال : جندب بن عبد الله ، ويقال : جندب بن كعب بن عبد الله بن حر بن عامر بن مالك بن عامر بن دهمان بن ثعلبة بن [ ص: 142 ] ظبيان بن غامد ، واسمه : عمرو بن عبد الله بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأسود .

روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (ت) ، حد الساحر ضربة بالسيف ، وعن سلمان الفارسي وعلي بن أبي طالب .

روى عنه : تميم بن الحارث الأزدي ، وحارثة بن وهب الخزاعي الصحابي ، والحسن البصري (ت) ، وحيان بن الحارث البارقي ، وعبد الله بن شريك العامري ، وعبد الرحمن بن يزيد ، وأبو السابغة النهدي ، وأبو عثمان النهدي .

قال علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد : جندب الخير هو جندب بن عبد الله بن ضبة ، وجندب بن كعب قاتل الساحر ، وجندب بن عفيف ، وجندب بن زهير ، كان على رجالة علي ، وقتل معه بصفين .

قال أبو عبيد : هؤلاء الأربعة جنادب من الأزد .

وقال أبو عبد الله بن منده : جندب بن كعب قاتل الساحر ، عداده في أهل الكوفة ،

قال علي ابن المديني ، هو جندب بن زهير .

وقال البخاري : جندب بن كعب قاتل الساحر [ ص: 143 ]

وقال الأعمش عن إبراهيم : أراه عن عبد الرحمن بن يزيد أن جندب قتل الساحر زمن الوليد بن عقبة .

وقال أبو القاسم البغوي : جندب بن كعب يقال : إنه قاتل الساحر يشك في صحبته .

وقال أبو القاسم الطبراني : جندب بن كعب الأزدي ، وقد اختلف في صحبته ،

حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، قال : حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي ، قال : حدثنا هشيم ، قال : حدثنا خالد الحذاء ، عن أبي عثمان النهدي : أن ساحرا كان يلعب عند الوليد بن عقبة فكان يأخذ السيف ويذبح نفسه ويعمل كذا ولا يضره فقام جندب إلى السيف ، فأخذه فضرب عنقه ، ثم قال أفتأتون السحر وأنتم تبصرون

أخبرنا بذلك أبو إسحاق ابن الدرجي بالإسناد المذكور أيضا عن الطبراني .

وقال عبد الله بن وهب : أخبرني ابن لهيعة ، عن أبي الأسود : أن الوليد بن عقبة كان بالعراق يلعب بين يديه ساحر فكان يضرب رأس الرجل ، فيقوم خارجا ، ثم يصيح به فيرتد إليه رأسه ، فقال الناس سبحان الله يحيي الموتى فأتاه رجل من [ ص: 144 ] صالح المهاجرين فنظر إليه فلما كان من الغد ، اشتمل على سيفه ، فذهب يلعب لعبه ذلك فاخترط الرجل سيفه فضرب عنقه ، وقال إن كان صادقا فليحي نفسه ، فأمر به الوليد دينارا صاحب السجن ، وكان رجلا صالحا فسجنه ، فأعجبه نحو الرجل ، فقال : أتستطيع أن تهرب قال : نعم قال فاخرج لا يسألني الله عنك أبدا .

وقال أبو الحسن الدارقطني : أخبرنا منصور بن محمد الأصبهاني معلم الأمير ابن بدر ، قال : حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن أحمد بن زيرك ، قال : حدثنا عبد الواحد بن محمد ، قال : حدثنا أبو المنذر هشام بن محمد ، قال : حدثنا أبو مخنف لوط بن يحيى ، قال حدثني خالي الصقعب بن زهير بن عبد الله بن زهير بن سليم الأزدي عن محمد بن مخنف قال : كان أول عمال عثمان أحدث منكرا الوليد بن عقبة كان يدني السحرة ويشرب الخمر ، وكان يجالسه على شرابه أبو زبيد الطائي ، وكان نصرانيا ، وكان صفيا له ، فأنزله دار القبطي ، وكانت لعثمان بن عفان اشتراها من عقيل بن أبي طالب ، وكانت لأضيافه ، وكان يجالس أيضا على شرابه عبد الرحمن بن حبيش الأسدي ، وكان الناس يتذاكرون شربهم وإسرافهم على أنفسهم فخرج بكير بن حمران الأحمري من القصر ، فأتى النعمان بن أوس المزني ، وجرير بن عبد الله البجلي فأسر إليهما أن الوليد يشرب الساعة فقاما ومعهما رجل من جلسائهما فمروا بحذيفة بن اليمان فأخبروه [ ص: 145 ] الخبر فقال ادخلا عليه فانظرا إن أحببتما ، فمضيا حتى دخلا عليه فسلما ، ونظر إليهما الوليد ، فأخذ كل شيء كان بين يديه فأدخله تحت السرير ، فأقبلا حتى جلسا ، فقال لهما : ما جاء بكما؟ قالا : ما هذا الذي تحت السرير؟ ولم يريا بين يديه شيئا فأدخلا أيديهما تحت السرير ، فإذا هو طبق عليه قطف من عنب ، قد أكل عامته فاستحييا ، وقاما فأخذا يظهران عذره ، ويردان الناس عنه ، ثم لم يرعهما من الوليد إلا وقد أخرج سريره فوضعه في صحن المسجد ، وجاء ساحر يدعى بطروني - وكان ابن الكلبي يسميه البشتاني - من أهل بابل فاجتمع إليه الناس فأخذ يريهم الأعاجيب يريهم حبلا في المسجد مستطيلا وعليه فيل يمشي وناقة تخب وفرس يركض والناس يتعجبون مما يرون ، ثم يدع ذلك ويريهم حمارا يجيء يشتد حتى يدخل من فيه ، فيخرج من دبره ، ثم يعود فيدخل من دبره فيخرج من فيه ، ثم يريهم رجلا قائما ، ثم يضرب عنقه ، فيقع رأسه جانبا ، ويقع الجسد جانبا ، ثم يقول : له قم فيرونه يقوم ، وقد عاد حيا كما كان ، فرأى جندب بن كعب ذلك ، فخرج إلى معقل مولى لصقعب بن زهير بن أنس الأزدي وكانت عنده سيوف ، وكان معقل صيقلا ، فقال أعطني سيفا قاطعا ، فأعطاه إياه ، فأقبل فمر على معضد التيمي من بني تيم الله من ثعلبة ، فقال له : أين تريد يا أبا عبد الله؟ قال : أريد أن أقتل هذا الطاغوت الذي الناس عليه عكوف ، قال : من تعني؟ قال : هذا العلج الساحر الذي سحر أميرنا الفاجر العاتي فإني والله لقد مثلت [ ص: 146 ] الرأي فيهما فظننت أني إن قتلت الأمير سيوقع بيننا فرقة تورث عداوة فأجمع رأيي على قتل الساحر ، قال : فاقتله ولا تك في شك فأنت على هدى ، وأنا شريكك ، فجاء حتى انتهى إلى المسجد ، والناس فيه مجتمعون على الساحر ، وقد التحف على السيف بمطرف كان عليه ، فدخل بين الناس فقال أفرجوا أفرجوا ، فأفرجوا له ودنا من العلج ، فشد عليه فضربه بالسيف فأذرى رأسه ، ثم قال أحي نفسك ، فقال الوليد علي به فأقبل به إليه عبد الرحمن بن حبيش الأسدي ، وهو على شرطه ، فقال : اضرب عنقه فقام مخنف بن سليم في رجال من الأزد فقالوا سبحان الله أيقتل صاحبنا بعلج ساحر؟ لا يكون هذا أبدا ، فحالوا بين عبد الرحمن وبين جندب ، فقال الوليد علي بمضر فقام إليه شبث بن ربعي ، فقال : لم تدعو مضر تريد أن تستعين بمضر على قوم منعوا أخاهم منك أن تقتله بعلج ساحر كافر من أهل السواد لا تجيبك والله مضر إلى الباطل ، ولا إلى ما لا يحل ، فقال الوليد انطلقوا به إلى السجن حتى أكتب فيه إلى عثمان ، قالوا أما السجن فإنا لا نمنعك أن تحبسه ، فلما حبس جندب أقبل ليس له عمل إلا الصلاة الليل كله ، وعامة النهار ، فنظر إليه رجل يدعى دينارا ، ويكنى أبا سنان ، وكان صالحا مسلما ، وكان على سجن الوليد ، فقال له : يا أبا عبد الله ما رأيت رجلا قط خيرا منك فاذهب رحمك الله حيث أحببت ، فقد أذنت لك ، قال فإني أخاف عليك هذا الطاغية أن يقتلك ، قال أبو سنان ما [ ص: 147 ] أسعدني إن قتلني ، انطلق أنت راشدا ، فخرج فانطلق إلى المدينة ، وبعث الوليد إلى أبي سنان فأمر به فأخرج إلى السبخة ، فقتل فانطلق جندب بن كعب ، فلحق بالحجاز ، فأقام بها سنين ، ثم إن مخنفا وجندب بن زهير قدما على عثمان ، فأتيا عليا ، فقصا عليه ، قصة جندب بن كعب ، فأقبل علي فدخل معهما على عثمان ، فكلمه في جندب بن كعب ، وأخبره بظلم الوليد له ، فكتب عثمان إلى الوليد أما بعد : فإن مخنف بن سليم ، وجندب بن زهير ، شهدا عندي لجندب بن كعب بالبراءة ، وظلمك إياه فإذا قدما عليك فلا تأخذن جندبا بشيء ما كان بينك وبينه ولا الشاهدين بشهادتهما ، فإني والله أحسبهما قد صدقا ، ووالله لئن أنت لم تعتب وتتب لأعزلنك عنهم عاجلا والسلام .

روى له الترمذي حديثا واحدا .

أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا أبو العز عبد الباقي بن عثمان بن محمد الهمذاني في كتابه إلينا من همذان ، قال : أخبرنا الحافظ أبو جعفر محمد بن الحسين بن محمد المروذي بهمذان ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن النقور ببغداد ، قال : حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح ، قال : حدثنا أبي أبو الحسن علي بن عيسى ، قال : حدثنا أحمد بن بديل ، قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا [ ص: 148 ] إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن جندب الخير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حد الساحر ضربة بالسيف .

رواه عن أحمد بن منيع عن أبي معاوية ، وقال : لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه ، والصحيح عن جندب موقوف

التالي السابق


الخدمات العلمية