تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
1024 - (م مد س) : الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ، واسمه عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي المكي المعروف بالقباع ، ويقال : الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة .

روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (مد) مرسلا وعن عمر بن [ ص: 240 ] الخطاب ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وحفصة بنت عمر (م س) ، وعائشة بنت أبي بكر الصديق (م) ، وأم سلمة أمهات المؤمنين ، وعن أم المؤمنين (م) ، قال بعض الرواة أراها حفصة .

روى عنه : أبان بن القاسم ، وابن أخيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة ، وسعيد بن جبير ، وأبو قزعة ، سويد بن حجير الباهلي (م) ، وعامر الشعبي ، وعبد الله بن أبي أمية بن الحارث ، وعبد الله بن عبيد بن عمير (م) ، وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، وعبد ربه بن أبي أمية (مد) إن لم يكن أخا عبد الله بن أبي أمية ، فإنه هو ، وعبد الرحمن بن سابط (م) ، وعكرمة بن خالد المخزومي ، ومجاهد بن جبر المكي ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، والوليد بن عطاء بن خباب (م) .

وروى سالم بن أبي الجعد (س) ، عن أخيه ، عن ابن أبي ربيعة ، عن حفصة .

قال الزبير بن بكار : والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة الذي يقال له : القباع استعمله عبد الله بن الزبير على البصرة فمر بالسوق فرأى مكيالا فقال إن مكيالكم هذا لقباع ، فسماه أهل البصرة القباع قال وأم الحارث بن عبد الله بنت أبرهة حبشية .

[ ص: 241 ] وذكر محمد بن سعد في الطبقة الأولى ممن روى عن عمر من أهل مكة ، وقال في موضع آخر : أمه أم ولد وكان قليل الحديث .

وقال الهيثم بن عدي ، قال ابن عياش : الأشراف من أبناء النصرانيات الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي .

وقال الزبير بن بكار حدثني يحيى بن محمد ، قال حدثني المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة قال سبا عبد الله بن أبي ربيعة سبحا الحبشية ، وكانت نصرانية ، وسبا معها ست مائة من الحبش ، وهو عامل على اليمن ، لعثمان بن عفان فقالت : لي إليك ثلاث حوائج قال ما هي قالت : تعتق هؤلاء الضعفاء الذين معك قال ذلك لك فأعتق لها ست مائة من الحبش فقالت : ولا تمسني حتى تصير إلى بلدك ودارك ففعل ، وقالت : ولا تحملني على أن أغير ديني قال ، وذلك لك فقدم بها فولدت الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ، فلما ماتت حضر القرشيون وغيرهم من الناس لشهودها ، فقال : أدى الله الحق عنكم إن لها أهل ملة هم أولى بها منكم فانصرفوا عنها .

وقال أيضا : حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال لم يكن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة يدري أن أمه على النصرانية حتى [ ص: 242 ] ماتت ، وحضر لها الناس فخرجت إليه مولاة له فسارته ، وقالت اعلم أنا وجدنا الصليب في عنق أمك حين جردناها لغسلها فقال للناس : انصرفوا أدى الله الحق عنكم فإن لها أهل ملة هم أولى بها منكم فانصرف الناس ، وكبر الحارث بما فعل من ذلك عند الناس .

أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا الوزير أبو القاسم علي بن طراد بن محمد الزينبي ، قال : أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد ابن المسلمة ، قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص ، قال : أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي ، قال : حدثنا الزبير بن بكار فذكره .

وقال البخاري : أخبرنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان ، قال : حدثنا حماد عن الشعبي أن الحارث بن أبي ربيعة ماتت أمه نصرانية فشيعها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال وزاد عبدان عن ابن المبارك قال : قال سفيان خرج عليهم فقال : إن لها أهل دين غيركم ، فقال معاوية : لقد ساد هذا .

أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي ، قال : أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل ابن الحرستاني ، قال : أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسن ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري فذكره .

[ ص: 243 ] وقال محمد بن سعد أيضا استعمل عبد الله بن الزبير الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة على البصرة ، وكان رجلا سهاكا ، فمر بمكيال بالبصرة ، فقال : إن هذا لقباع صالح فلقبوه القباع ، وكان خطيبا عفيفا ، وكان فيه سواد لأن أمه كانت حبشية نصرانية فماتت فشهدها الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ، وشهدها معه الناس ، فكانوا ناحية وجاء أهل دينها فولوها وشهدها منهم جماعة كثيرة ، وكانوا على حده وفيه يقول : أبو الأسود الديلي لعبد الله بن الزبير . أمير المؤمنين أبا بكير أرحنا من قباع بني المغيرة . حمدناه ولمناه فأعيا علينا ما تمر له مريره . سوى أن الفتى بلح أكول وسهاك مخاطبه كثيره . كأنا حين جئناه أطفنا بضبعان تورط في حظيره .

قال فعزله عبد الله بن الزبير عن البصرة ، وكانت ولايته عليها سنة واستعمل مكانه مصعب بن الزبير ، فقدم البصرة ، ثم تهيأ للخروج إلى المختار بن أبي عبيد .

وقال الحميدي ، عن سفيان بن عيينة : سمعت أبي يقول [ ص: 244 ] أول من وضع وزن سبعة الحارث بن أبي ربيعة يعني العشرة عدد سبعة وزنا .

روى له مسلم وأبو داود في "المراسيل " والنسائي ولم يسمه .

التالي السابق


الخدمات العلمية