1216 (ع) : الحسن بن أبي الحسن واسمه يسار
[ ص: 96 ] البصري ، أبو سعيد ، مولى زيد بن ثابت ، ويقال : مولى جابر بن عبد الله ، ويقال : مولى جميل بن قطبة بن عامر بن حديدة ، ويقال : مولى أبي اليسر ، وأمه خيرة مولاة أم سلمة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم .
قال محمد بن سعد : واسم أبي الحسن يسار ، يقال : إنه من سبي ميسان ، وقع إلى المدينة ، فاشترته الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك ، فأعتقته ، وذكر عن الحسن أنه قال : كان أبواي لرجل من بني النجار ، فتزوج امرأة من بني سلمة ، فساقهما
[ ص: 97 ] إليها من صداقها فأعتقتهما ، وولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب ، فيذكرون أن أمه كانت ربما غابت فيبكي ، فتعطيه أم سلمة ثديها ، تعلله به إلى أن تجيء أمه ، فدر عليه ثديها فشربه ، فيرون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك .
ونشأ الحسن بوادي القرى ، وكان فصيحا .
رأى علي بن أبي طالب ، وطلحة بن عبيد الله ، وعائشة ، ولم يصح له سماع من أحد منهم ، وحضر يوم الدار ، وله أربع عشرة سنة ، وكان كاتبا للربيع بن زياد الحارثي ، والي خراسان من جهة عبد الله بن عامر ، في عهد معاوية بن أبي سفيان ، وكان له من الإخوة : سعيد بن أبي الحسن ، وعمار بن أبي الحسن ، وكان عمار من البكائين ، حتى صار في وجهه جحران من البكاء فيما ذكر عمرو بن علي .
روى عن :
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب (ع) ولم يدركه ،
وأحمر بن جزء السدوسي (دق) ،
والأحنف بن قيس (خ م ق) ،
وأسامة بن زيد الكلبي (س) ، على خلاف فيه ،
والأسود بن سريع (س) ،
وأسيد بن المشمس (ق) ،
وأنس بن حكيم الضبي (دق) ،
nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك (ع) ،
وثوبان (س) ، ولم يلقه ،
وجابر بن عبد الله الأنصاري (ع) ،
وجارية بن قدامة التميمي (عس) ،
وجندب بن عبد الله البجلي (خ م ت س ق) ،
وجندب الخير الأزدي قاتل الساحر (ت) ،
وحريث بن قبيصة (ت س) ، ويقال : قبيصة بن [ ص: 98 ] حريث (د س ق) ،
وأبي ساسان حطين بن المنذر الرقاشي (د س ق) ،
وحطان بن عبد الله الرقاشي (م د ت س) ،
وحمران بن أبان مولى عثمان بن عفان (ت) ،
ودغفل بن حنظلة النسابة (تم) ،
والزبير بن العوام (س) ،
وزياد بن رياح (م) ،
وسعد بن عبادة ، مرسل
(د س) ، وسعد بن هشام بن عامر الأنصاري (م د س) ،
وسعد مولى أبي بكر الصديق (ق) ،
وسلمة بن المحبق (د س ق) ،
وسمرة بن جندب الفزاري (خ ع) ،
وصعصعة بن معاوية التميمي (بخ س ق) ، عم الأحنف بن قيس ،
وضبة بن محصن العنزي (م د ت) ،
وعائذ بن عمرو المزني (م) ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وعبد الله بن عباس (د ت س) ،
وعبد الله بن عثمان الثقفي (د س) ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر بن الخطاب (س ق) ،
nindex.php?page=showalam&ids=13وعبد الله بن عمرو بن العاص (س) ،
وأبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري (س ق) ،
وعبد الله بن مغفل المزني (ع) ،
وعبد الرحمن بن سمرة القرشي (ع) ،
وعتبة بن غزوان (ت) ،
وعتي بن ضمرة السعدي (بخ ت س ق) ،
وعثمان بن أبي العاص الثقفي (د ت ق) ، وقيل : لم يسمع منه ،
nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان بن عفان (بخ ق) ،
وعقبة بن عامر الجهني (د س ق) ،
وعقيل بن أبي طالب (س ق) ،
وأخيه علي بن أبي طالب (ت س) ،
وعمار بن ياسر (د) ، ولم يسمع منه ،
nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر بن الخطاب (د) ، ولم يدركه ،
وعمرو بن تغلب (خ س ق) ،
وعمرو بن العاص (س) ،
وعمران بن الحصين (د ت س) ،
وقيس بن عاصم المنقري (بخ) ،
وقيس بن عباد (د س) ،
ومطرف بن [ ص: 99 ] عبد الله بن الشخير (س ق) ،
nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية بن أبي سفيان (س) ،
ومعقل بن سنان الأشجعي (س) ، وقيل : لم يسمع منه ،
ومعقل بن يسار المزني (ع) ،
والمغيرة بن شعبة (د) ،
وأبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي ،
والنعمان بن بشير (س) ،
وأبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي (خ ع) ،
ونفيع أبي رافع الصائغ (خ م د س ق) ،
والهياج بن عمران البرجمي (د) ،
nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة (خ ع) وقيل : لم يسمع منه ،
وابن المغيرة بن شعبة (م) ،
وأمه أم الحسن خيرة (م ع) .
روى عنه :
أبان بن صالح (ق) ،
وأبان بن أبي عياش ،
وأبان بن يزيد العطار ،
وإسحاق بن الربيع (ق) أخو حمزة العطار ،
وأبو موسى إسرائيل بن موسى (خ س) ،
وإسماعيل بن مسلم العبدي ،
وإسماعيل بن مسلم المكي (ت ق) ،
وأشعث بن براز الهجيمي البصري ،
وأشعث بن سوار المكي (ت ق) ،
وأشعث بن عبد الله بن جابر الحداني الأعمى (ع) ،
وأشعث بن عبد الملك الحمراني (خت ع) ،
وإياس بن دغفل الحارثي (د) ،
nindex.php?page=showalam&ids=12341وأيوب السختياني (خ م س) ،
وبريد بن أبي مريم السلولي (سي) ،
وبسطام بن مسلم العوذي (ل) ،
وبشير بن المهاجر (س) ،
وبكر بن عبد الله المزني (م د ت س) ،
وتمام بن نجيح الأسدي (ت) ،
وثور بن زيد المدني (د) ،
nindex.php?page=showalam&ids=15627وجرير بن حازم (خ م) ،
وأبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي (خ م مد فق) ،
وحبيب بن الشهيد (خ ت س) ،
وحبيب المعلم (مد) ،
وحريث بن السائب (بخ مد ت) ،
وحزم بن أبي حزم القطعي (خ) ،
والحسن بن [ ص: 100 ] دينار ،
والحسن بن ذكوان ،
وحصين بن نافع (س) ،
وحفص بن سليمان المنقري (بخ) ،
وحكيم الأثرم (س) ،
وأبو غسان حكيم بن عبد الرحمن البصري ،
وحمزة بن دينار (قد) ،
وأبو عمارة حمزة بن نجيح (بخ) ،
nindex.php?page=showalam&ids=15767وحميد الطويل (م د) ،
وحوشب بن عقيل ،
وحوشب بن مسلم ،
وأبو خلدة خالد بن دينار (قد) ،
وخالد بن عبد الرحمن بن بكير ،
وخالد بن مهران الحذاء (م) ،
والخصيب بن زيد (مد) ،
والخليل بن عبد الله (ت) ،
وخيثمة بن أبي خيثمة البصري (ت) ،
nindex.php?page=showalam&ids=15854وداود بن أبي هند (م) ،
والربيع بن صبيح (خت ت) ،
والربيع بن عبد الله بن خطاف (بخ) ،
وربيعة بن كلثوم ،
وزياد بن أبي زياد الجصاص (ت) ،
وزياد الأعلم (خ د س) ،
وزيد بن درهم (قد) والد حماد بن زيد ،
وزيد التميمي (عخ) ،
وسالم الخياط المكي (ت ق) ،
والسري بن يحيى الشيباني (بخ س) ،
وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني (ق) ،
وسعيد بن إياس الجريري (ق) ،
.وسعيد بن أبي خيرة (د س ق) ،
وسالم بن أبي الذيال (بخ) ،
nindex.php?page=showalam&ids=16043وسليمان التيمي (م) ،
nindex.php?page=showalam&ids=16052وسماك بن حرب (خت) ،
وسماك بن عطية (خت م) ،
وسهل بن أبي الصلت السراج (قد) ،
وأبو قزعة سويد بن حجير (س) ،
وسلام بن مسكين (مد) ،
وشبيب بن شيبة المنقري (ت) ،
وشعيب بن الحبحاب ،
وشميط بن عجلان ،
وشيبان بن عبد الرحمن النحوي (م) ،
وصالح بن رستم أبو عامر الخزاز (ق) ،
والصعق بن حزن [ ص: 101 ] (مد) ،
وضابي بن عمرو البصري ،
وطارق بن أبي الحسناء (قد) ،
وطالوت بن أبي الحجاج القرشي ،
وطريف أبو سفيان السعدي ،
وأبو سفيان طلحة بن نافع ،
وعباد بن راشد (خ د س ق) ،
وعباد بن ميسرة المنقري (س فق) ،
وعبد الله بن جابر البصري (ت) ،
وأبو حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان (بخ) ،
nindex.php?page=showalam&ids=16453وعبد الله بن عون (خ م ق) ،
وعبد الحميد بن مهران (ت) ،
وعبد السلام بن أبي الجنوب (ق) ،
وعبد العزيز بن مهران (ت) ،
وعبد المؤمن بن عبيد الله السدوسي (قد فق) ،
وعبيد بن مهران الوزان (سي) ،
وعبيد الصيد (قد) ،
وعثمان البتي (ت) ،
وعذافر البصري (مد) ،
nindex.php?page=showalam&ids=16571وعطاء بن السائب (س) ،
وعقبة بن خالد العبدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16621وعلي بن زيد بن جدعان (ت س) ،
وعلي بن علي الرفاعي (ت ق) ،
وعمارة بن زاذان الصيدلاني ،
وعمر بن سليم الباهلي (مد) ،
وعمرو بن عبيد (قد فق) ،
وعمران القصير (مد) ،
وعنبسة بن سعيد البصري (د) ،
nindex.php?page=showalam&ids=16732وعوف الأعرابي (خ ت س ق) ،
والعلاء بن خالد القرشي (ق) ،
والعلاء بن زياد العدوي (س) ،
والعلاء بن عبد الله بن بدر (قد) ،
وغالب القطان ،
والفضل بن دلهم (د ت ق) ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة بن دعامة (ع) ،
وقرة بن خالد (خ د) ،
وكثير بن زياد البرساني (مد) ،
وليث أبو المشرقي الواسطي ،
ومالك بن دينار ،
nindex.php?page=showalam&ids=16874ومبارك بن فضالة (خت قد ت ق) ،
ومحرز (مد) ،
ومحمد بن الزبير [ ص: 102 ] الحنظلي (س) ،
وأبو هلال محمد بن سليم الراسبي (بخ) ،
وأبو رجاء محمد بن سيف الأزدي (مد س) ،
وأبو فروة مسلم بن سالم الجهني (س) ،
nindex.php?page=showalam&ids=17096ومطر الوراق (م س) ،
ومعاوية بن عبد الكريم الضال (خت) ،
ومعبد بن هلال (خ م) ،
والمعلى بن زياد (خت م دس) ،
ومنصور بن زاذان (بخ م ع) ،
ومنصور بن عبد الرحمن الغداني (قد) ،
nindex.php?page=showalam&ids=17152ومنصور بن المعتمر (س) ،
والمهلب بن أبي حبيبة البصري (د س) ،
وميمون بن موسى المرئي (ت ق) ،
ونوح بن ذكوان (ت) ،
nindex.php?page=showalam&ids=17240وهشام بن حسان (ع) ،
وأبو المقدام هشام بن زياد (ت) ،
والهياج بن بسام (بخ) ،
وأبو حرة واصل بن عبد الرحمن البصري (م ق س) ،
والوليد بن دينار العبدي (بخ) ،
والوليد بن أبي هشام (س) ،
وابن أخيه يحيى بن سعيد بن أبي الحسن ،
ويحيى بن عتيق (خت) ،
ويحيى بن المختار الصنعاني (س) ،
ويحيى بن مسلم (ت) ،
ويزيد بن إبراهيم التستري (فق) ،
ويزيد بن حازم أخو جرير بن حازم ،
وأبو الفتاح يزيد بن حميد الضبعي ،
ويوسف بن عبدة (بخ) ،
nindex.php?page=showalam&ids=17415ويونس بن أبي إسحاق (خد) ،
nindex.php?page=showalam&ids=17419ويونس بن عبيد (ع) ،
وأبو ربيعة الإيادي (ت) ،
وأبو سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز (مد) ،
وأبو طارق البصري (ت) ،
وأبو عثمان (مد) ،
وأبو هاشم الزعفراني (قد) .
قال موسى بن إسماعيل : سألت محمد بن عبد الله
[ ص: 103 ] الأنصاري ، قلت : الحسن من أين كان أصله ؟ قال : من ميسان .
وقال عبد السلام بن مطهر ، عن غاضرة بن قرهد العوقي : كان أبو الحسن بن أبي الحسن ، مولى أبي اليسر كعب بن عمرو الأنصاري ، وكانت أمه مولاة لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال أبو الحسن المدائني : قال الحسن : كان أبي وأمي لرجل من بني النجار ، فتزوج امرأة من بني سلمة ، فساق أبي وأمي في مهرها ، فأعتقتنا السلمية .
وقال إسماعيل ابن علية ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن : قال لي الحجاج : كم أمدك يا حسن ؟ قلت : سنتان من خلافة عمر ، قال : لعينك أكبر من أمدك .
وقال محمد بن سلام الجمحي : حدثنا أبو عمرو الشعاب بإسناد له ، قال : كانت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، تبعث أم الحسن في الحاجة ، فيبكي وهو صبي ، فتسكته بثديها ، قال : وكانت أم سلمة
[ ص: 104 ] تخرج الحسن إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو صغير ، وكانت أمه منقطعة إليها ، فكانوا يدعون له ، فأخرجته إلى عمر بن الخطاب ، فدعا له ، فقال : اللهم فقهه في الدين ، وحببه إلى الناس .
وقال عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن أمه : أنها كانت ترضع لأم سلمة .
وقال حماد بن زيد ، عن عقبة بن أبي ثبيت الراسبي : كنت عند بلال بن أبي بردة ، فذكروا الحسن ، فقال بلال : سمعت أبي يقول : والله لقد أدركت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فما رأيت أحدا أشبه بأصحاب محمد من هذا الشيخ ، يعني : الحسن .
وقال جرير بن حازم ، عن حميد بن هلال : قال لنا أبو قتادة : الزموا هذا الشيخ ، فما رأيت أحدا أشبه رأيا بعمر بن الخطاب منه يعني : الحسن .
وقال أبو هلال الراسبي ، عن
خالد بن رباح الهذلي : سئل
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك عن مسألة ، فقال : سلوا مولانا الحسن ، قالوا : يا أبا حمزة نسألك ، تقول : سلوا الحسن مولانا ؟ ، قال : سلوا مولانا الحسن ، فإنه سمع وسمعنا ، فحفظ ونسينا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14941القاسم بن الفضل الحداني ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16718عمرو بن مرة : إني
[ ص: 105 ] لأغبط أهل البصرة بهذين الشيخين : الحسن ومحمد بن سيرين .
وقال موسى بن إسماعيل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17116المعتمر بن سليمان : كان
nindex.php?page=showalam&ids=16043أبي يقول : الحسن شيخ أهل البصرة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر : قال لي عمرو بن دينار : أبو الشعثاء عندكم أعلم أو الحسن ؟ قال : قلت : ما تقول ! ؟ إن من عندنا يزعم أن الحسن أعلم من ابن عباس ، قال : وهل كان الحسن إلا من صبيان ابن عباس ؟ قال : فقلت : وهل كان أبو الشعثاء إلا من صبيان الحسن ! ؟ قال : وما هو عندنا بأعلم منه .
قال عبد الرزاق : فقلت لمعمر : أفرطت ، قال : إنه أفرط فأفرطت .
وقال همام بن يحيى ، عن مطر الوراق : كان رجل أهل البصرة جابر بن زيد ، فلما ظهر الحسن جاء رجل كأنما كان في الآخرة ، فهو يخبر عما رأى وعاين .
وقال ضمرة بن ربيعة ، عن
الأصبغ بن زيد : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14835العوام بن حوشب يقول : ما أشبه الحسن إلا بنبي أقام في قومه ستين عاما يدعوهم إلى الله عز وجل .
وقال عبيد الله بن عمر القواريري ، عن هشيم : أخبر مجالد عن الشعبي ، قال : ما رأيت الذي كان أسود من الحسن ، قال :
[ ص: 106 ] فلما فرغ هشيم من الحديث . قال : لا أعلمه إلا مجالد .
وقال أيضا عن هشيم : أخبرنا الأشعث بن سوار ، قال : أردت أن أقدم البصرة لألقى الحسن ، فأتيت الشعبي فسألته . فقلت : يا أبا عمرو إني أريد أن آتي البصرة ، قال : وما تصنع بالبصرة ؟ قلت : أريد أن ألقى الحسن فصفه لي ، قال : نعم ، أنا أصفه لك : إذا دخلت البصرة ، فادخل مسجد البصرة ، فارم ببصرك ، فإذا رأيت في المسجد رجلا ليس في المسجد مثله ، أو لم تر مثله ، فهو الحسن ، قال الأشعث : فأتيت مسجد البصرة ، فما سألت عن الحسن أحدا حتى جلست إليه بنعت الشعبي .
وقال محمد بن فضيل ، عن عاصم الأحول : قلت للشعبي : لك حاجة ؟ قال : نعم ، إذا أتيت البصرة فأقرئ الحسن مني السلام .
قلت : ما أعرفه ، قال : إذا دخلت البصرة فانظر إلى أجمل رجل تراه في عينيك ، وأهيبه في صدرك ، فأقرئه مني السلام ، قال : فما عدا أن دخل المسجد فرأى الحسن ، والناس حوله جلوس ، فأتاه وسلم عليه .
وقال موسى بن إسماعيل ، عن عاصم بن سيار الرقاشي : أخبرتني أمة الحكم ، قالت : كان الحسن يجيء إلى حطان بن عبد الله الرقاشي ، فما رأيت شابا قط كان أحسن وجها منه .
وقال موسى أيضا : حدثنا جرثومة أبو محمد مولى بلال بن أبي بردة ، قال : رأيت الحسن يصفر لحيته في كل جمعة ، أرى أثر الصفرة في يده ولحيته .
[ ص: 107 ] وقال قريش بن حيان العجلي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة يقول : ما جمعت علم الحسن إلى علم أحد من العلماء ، إلا وجدت له فضلا عليه ، غير أنه كان إذا أشكل عليه شيء ، كتب فيه إلى سعيد بن المسيب يسأله .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12118أبو عوانة عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : ما جالست فقيها قط ، إلا رأيت فضل الحسن عليه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15634جعفر بن سليمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16871مالك بن دينار : لقيت معبدا الجهني بمكة ، فقال : لقيت العلماء ، ولقيت الناس فلم أر مثل الحسن .
وقال عبيد الله بن عمر القواريري ، عن
حاتم بن وردان : كنا عند
nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب فسأله رجل عن حديث من حديث الحسن في كذا وكذا ، ثم ضحك فغضب أيوب غضبا ما رأيته غضب مثله ، قال : مم ضحكت ؟ قال : لا شيء يا أبا بكر ، قال : ما ضحكت لخير ، ثم قال أيوب : إنه والله ما رأت عيناك رجلا قط كان أفقه من الحسن .
وقال عبد الرحمن بن المبارك ، عن حماد بن زيد : سمعت أيوب يقول : كان الرجل يجلس إلى الحسن ثلاث حجج ما يسأله عن مسألة هيبة له .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16758غالب القطان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر بن عبد الله المزني : من سره أن
[ ص: 108 ] ينظر إلى أعلم عالم أدركناه في زمانه ، فلينظر إلى الحسن ، فما أدركنا الذي هو أعلم منه ليتمنين الذي رآه أنه ازداد من علمه ، والذي لم يره أنه رآه .
وقال يحيى بن أيوب المقابري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17104معاذ بن معاذ : قلت
nindex.php?page=showalam&ids=12320للأشعث : قد لقيت عطاء ، وعندك مسائل ، أفلا سألته ؟ قال : ما لقيت أحدا - يعني بعد الحسن - إلا صغر في عيني .
وقال موسى بن إسماعيل عن
أبي هلال : كنا في بيت
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، فجاء الخبر أن الحسن توفي ، فقلت : لقد كان غمس في العلم غمسته ، فقال قتادة : لا والله ، ولكن نبت فيه وتحقبه وتشربه ، لا والله لا يبغض الحسن إلا حروري .
وقال موسى أيضا ، عن سلام بن مسكين : سمعت عمران ، قال : قل ما كانا يختلفان في الفتيا ، وفي الشيء - يعني : الحسن وسعيد بن المسيب - .
وقال موسى أيضا : حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري أن أبا سلمة بن عبد الرحمن قال للحسن : ما تفتي به الناس شيء
[ ص: 109 ] سمعته ، أو شيء تقوله برأيك ؟ قال : لا ، والله ما كل ما نفتي به سمعناه ، ولكن رأينا خير لهم .
وقال ضمرة بن ربيعة ، عن أبي همام سعد بن الحسن ، قدم أبو سلمة بن عبد الرحمن البصرة ، فلما رأى تعظيم أهل البصرة للحسن ، قال : يا أبا سعيد إني أرى قوما - يعني أنهم يأخذون برأيه - فاتق رأيك .
وقال محمد بن سلام الجمحي ، عن عبد الله بن عمر الصبيري : قال يونس بن عبيد : إن كان الرجل ليرى الحسن لا يسمع كلامه ، ولا يرى عمله ، فينتفع به .
وقال الجمحي أيضا ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17258همام ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : يقال : ما خلت الأرض من سبعة رهط ، يسقون ، وبهم يدفع عنهم ، قال قتادة : وإني أرجو أن يكون أحد السبعة .
وقال أيضا ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : ما أحد كان أكمل مروءة من الحسن .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=17419يونس ،
nindex.php?page=showalam&ids=15767وحميد الطويل : رأينا الفقهاء فما رأينا أحدا أكمل مروءة من الحسن .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد ، قال : سمعت من سعيد بن المسيب ، والقاسم بن محمد ، وسالم بن عبد الله ،
[ ص: 110 ] وعروة بن الزبير ، ويحيى بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي ، وأم جعدة أم هاني بنت أبي طالب فما رأيت فيهم مثل الحسن ، ولو أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وله مثل أسنانهم ما تقدموه .
وقال حماد بن زيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15689الحجاج بن أرطاة : سألت
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء عن القراءة على الجنازة ، قال : ما سمعنا ولا علمنا أنه يقرأ عليها ، فقلت : إن الحسن يقول : يقرأ عليها ، قال : عليك بذاك ، ذاك إمام ضخم يقتدى به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد أيضا : سمعت
يحيى بن عتيق يقول لأيوب ، - وذكر الحسن - : يا أبا بكر ، ازدرينا علماء الناس بالحسن إذا راضاهم .
وقال ضمرة بن ربيعة ، عن عبد الله بن شوذب ، قال : مطرف بن الشخير : لا أؤمن على دعاء من لا أعرفه ، إلا على دعاء الحسن فإني أثق به .
وقال ضمرة أيضا ، عن رجاء بن أبي سلمة : سمعت يونس بن عبيد يقول : أما أنا فإني لم أر أقرب قولا من فعل الحسن .
[ ص: 111 ] وقال الصلت بن مسعود ، عن إبراهيم بن سعد : سمعت خالد بن صفوان وسألوه : ألك علم بالحسن ؟ قال : أنا أهل خبرة به ، كانت داره ملعبي صغيرا ، ومجلسه مجلسي كبيرا ، قالوا : فما عندك فيه ؟ قال : كان أحد الناس ، وما رأيته زاحم على شيء من الدنيا قط .
وقال زائدة بن قدامة ، عن هشام بن حسان ، قال الحسن : كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يرى ذلك في بصره وتخشعه ولسانه ويده وصلاته وصلته وزهده ، قال : وكان الحسن يقول : لا تجالسوا أصحاب الأهواء ، ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم .
وقال إسحاق بن سليمان الرازي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11960أبي جعفر الرازي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس : اختلفت إلى الحسن عشر سنين أو ما شاء الله ، فليس من يوم إلا أسمع منه ، ما لم أسمع قبل ذلك .
وقال حماد بن زيد ، عن يزيد بن حازم : قام الحسن يوما من المسجد الجامع فذهب إلى أهله فاتبعه ناس ، فالتفت إليهم فقال : إن خفق النعال حول الرجال قل ما يلبث الحمقى .
وقال جعفر بن سليمان : سمعت حوشبا يقول : سمعت الحسن يقول : والله يا ابن آدم ، لئن قرأت القرآن ، ثم آمنت به
[ ص: 112 ] ليطولن في الدنيا حزنك ، وليشتدن في الدنيا خوفك ، وليكثرن في الدنيا بكاؤك .
أخبرنا بذلك أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا القاضي أبو المكارم اللبان ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد قال : حدثنا علي بن مسلم ، قال : حدثنا سيار بن حاتم ، قال : حدثنا جعفر . فذكره .
وبه : حدثنا جعفر ، قال : حدثنا إبراهيم بن عيسى اليشكري ، قال : ما رأيت أحدا أطول حزنا من الحسن ، وما رأيته قط إلا حسبته حديث عهد بمصيبة .
وبه : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، قال : حدثنا أبو حميد أحمد بن محمد الحمصي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا يزيد بن عطاء ، عن علقمة بن مرثد ، قال : انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين ، فأما الحسن بن أبي الحسن فما رأينا أحدا من الناس كان أطول حزنا منه ، وما كنا نراه إلا أنه حديث عهد بمصيبة ، ثم قال : نضحك ، ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا ، فقال : لا أقبل منكم شيئا ، ويحك يا ابن آدم هل لك بمحاربة الله طاقة ؟ إنه من عصى الله فقد حاربه ، والله لقد أدركت سبعين بدريا ، أكثر لباسهم الصوف ، لو رأيتموهم قلتم مجانين ، ولو رأوا
[ ص: 113 ] خياركم لقالوا : ما لهؤلاء من خلاق ، ولو رأوا شراركم لقالوا : ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب ، والله لقد رأيت أقواما كانت الدنيا أهون على أحدهم من التراب تحت قدميه ، ولقد رأيت أقواما يمسي أحدهم ولا يجد عنده إلا قوتا ، فيقول : لا أجعل هذا كله في بطني ، لأجعلن بعضه لله عز وجل ، فيتصدق ببعضه ، وإن كان هو أحوج ممن يتصدق به عليه .
وبه : عن علقمة بن مرثد قال : لما ولي عمر بن هبيرة العراق . أرسل إلى الحسن وإلى الشعبي ، فأمر لهما ببيت ، وكانا فيه شهرا أو نحوه ، ثم إن الخصي غدا عليهما ذات يوم فقال : إن الأمير داخل عليكما ، فجاء عمر يتوكأ على عصا له ، فسلم ثم جلس مفطما لهما ، فقال : إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك يكتب إلي كتبا أعرف أن في إنفاذها الهلكة ، فإن أطعته عصيت الله ، وإن عصيته أطعت الله ، فهل تريا لي في متابعتي إياه فرجا ؟ فقال الحسن : يا أبا عمرو أجب الأمير ، فتكلم الشعبي فانحط في حبل ابن هبيرة ، قال : ما تقول أنت يا أبا سعيد ؟ فقال : أيها الأمير ، قد قال الشعبي ما قد سمعت : قال : ما تقول أنت ؟ قال : أقول : يا عمر بن هبيرة يوشك أن ينزل بك ملك من ملائكة الله فظ غليظ لا يعصي الله ما أمره ، فيخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ، يا عمر بن هبيرة ، إن تتق الله يعصمك من يزيد بن عبد الملك ، ولن يعصمك يزيد بن عبد الملك من الله ، يا عمر بن
[ ص: 114 ] هبيرة لا تأمن أن ينظر الله إليك على أقبح ما تعمل في طاعة يزيد بن عبد الملك نظرة مقت ، فيغلق بها باب المغفرة دونك ، يا عمر بن هبيرة لقد أدركت ناسا من صدر هذه الأمة كانوا والله عن الدنيا وهي مقبلة أشد إدبارا من إقبالكم عليها وهي مدبرة ، يا عمر بن هبيرة إني أخوفك مقاما خوفك الله تعالى ، فقال :
ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد يا عمر بن هبيرة ، إن تك مع الله في طاعته كفاك بائقة يزيد بن عبد الملك ، وإن تك مع يزيد بن عبد الملك على معاصي الله ، وكلك الله إليه ، قال : فبكى عمر وقام بعبرته ، فلما كان من الغد أرسل إليهما بإذنهما وجوائزهما ، فأكثر منها للحسن ، وكان في جائزة الشعبي بعض الإقتار ، فخرج الشعبي إلى المسجد فقال : يا أيها الناس ، من استطاع منكم أن يؤثر الله على خلقه فليفعل ، فوالذي نفسي بيده ما علم منه الحسن شيئا فجهلته ، ولكن أردت وجه ابن هبيرة فأقصاني الله منه . قال : وقام المغيرة بن مخادش ذات يوم إلى الحسن فقال : كيف نصنع بأقوام يخوفوننا ، حتى تكاد قلوبنا تطير ؟ فقال الحسن : والله لئن تصحب أقواما يخوفونك حتى يدركك أمن ، خير لك من أن تصحب أقواما يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف ، فقال له بعض القوم : أخبرنا صفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فبكى ، ثم قال : ظهرت فيهم علامات الخير في السيماء والسمت والصدق ، وحسنت
[ ص: 115 ] ملابسهم بالاقتصاد ، وممشاهم بالتواضع ، ومنطقهم بالعمل ، ومطعمهم ومشربهم بالطيب من الرزق ، وخضوعهم بالطاعة لربهم تعالى ، واستقادتهم للحق فيما أحبوا وكرهوا ، وإعطاؤهم الحق من أنفسهم ، ظمئت هواجرهم ، ونحلت أجسامهم ، واستخفوا بسخط المخلوقين لرضى الخالق ، لم يفرطوا في غضب ، ولم يحيفوا في جور ، ولم يجاوزوا حكم الله في القرآن ، شغلوا الألسن بالذكر ، بذلوا لله دماءهم حين استنصرهم ، وبذلوا لله أموالهم حين استقرضهم ، لم يكن خوفهم من المخلوقين ، حسنت أخلاقهم ، وهانت مؤنتهم ، وكفاهم اليسير من الدنيا إلى آخرتهم .
وقال محمد بن الحسين البرجلاني : حدثني نوح بن يحيى الزراد ، قال : حدثنا قثم العابد ، عن حمزة الأعمى ، قال : ذهبت بي أمي إلى الحسن ، فقالت : يا أبا سعيد ، ابني هذا قد أحببت أن يلزمك ، فلعل الله أن ينفعه بك ، قال : فكنت أختلف إليه ، فقال لي يوما : يا بني أدم الحزن على خير الآخرة ، لعله أن يوصلك إليه ، وابك في ساعات الخلوة لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك ، فتكون من الفائزين ، قال : وكنت أدخل عليه منزله وهو يبكي ، وآتيه مع الناس وهو يبكي ، وربما جئت وهو يصلي ، فأسمع بكاءه ونحيبه ، قال : فقلت له يوما : يا أبا سعيد ، إنك لتكثر من البكاء . قال : فبكى ، ثم قال : يا بني ، فما يصنع المؤمن إذا لم يبك ، يا بني ، إن البكاء داع إلى الرحمة فإن استطعت أن لا تكون عمرك إلا باكيا فافعل ، لعله يراك على حالة فيرحمك بها ، فإذا أنت قد نجوت من النار .
[ ص: 116 ] وقال طالوت بن عباد : حدثنا عبد المؤمن بن عبيد الله ، عن الحسن ، قال : يا ابن آدم ، عملك عملك ، فإنما هو لحمك ودمك ، فانظر على أي حال تلقى عملك ، إن لأهل التقوى علامات ، يعرفون بها ، صدق الحديث ، ووفاء بالعهد ، وصلة الرحم ، ورحمة الضعفاء ، وقلة الفخر والخيلاء ، وبذل المعروف ، وقلة المباهاة للناس ، وحسن الخلق ، وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله ، يا ابن آدم ، إنك ناظر إلى عملك يوزن خيره وشره ، فلا تحقرن من الخير شيئا ، وإن هو صغر ، فإنك إذا رأيته سرك مكانه ، ولا تحقرن من الشر شيئا ، فإنك إذا رأيته ساءك مكانه ، رحم الله رجلا كسب طيبا وأنفق قصدا ، وقدم فضلا ليوم فقره وفاقته ، هيهات ، هيهات ، ذهبت الدنيا بحال بالها ، وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم ، أنتم تسوقون الناس ، والساعة تسوقكم ، وقد أسرع بخياركم ، فماذا تنتظرون ، المعاينة فكأن قد ، إنه لا كتاب بعد كتابكم ، ولا نبي بعد نبيكم ، يا ابن آدم ، بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا ، ولا تبيعن آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا .
أخبرنا بذلك ابن أبي الخير ، عن اللبان ، عن الحداد ، عن أبي نعيم ، عن أبي محمد بن حيان ، عن محمد بن عبد الملك بن رستة ، عن طالوت بن عباد .
وبه : قال أبو نعيم : حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الكاتب ، قال : حدثنا الحسن بن علي الطوسي ، قال : حدثنا
[ ص: 117 ] محمد بن عبد الكريم ، قال : حدثنا الهيثم بن عدي ، قال : حدثنا أبو بكر الهذلي ، قال : كنا عند الحسن ، فأتاه آت فقال : يا أبا سعيد ، دخلنا آنفا على عبد الله بن الأهتم ، فإذا هو يجود بنفسه ، فقلنا : أبا معمر كيف تجدك ؟ قال : أجدني والله وجعا ، ولا أظنني إلا لما بي ، ولكن ما تقولون في مائة ألف في هذا الصندوق ، لم تؤد منها زكاة ؟ ولم توصل منها رحم ؟ قلنا : يا أبا معمر ، فلمن كنت تجمعها ؟ قال : كنت والله أجمعها لروعة الزمان ، وجفوة السلطان ، ومكاثرة العشيرة ، فقال الحسن : البائس ، انظروا أنى أتاه شيطانه فحذره روعة رفاته ، وجفوة سلطانه ، عما استودعه الله إياه ، وعمره فيه ، خرج - والله - منها سليبا حريبا ذميما مليما ، إيها عنك أيها الوارث ، لا تخدع كما خدع صويحبك أمامك ، أتاك هذا المال حلالا ، فإياك وإياك أن يكون وبالا عليك ، أتاك - والله - ممن كان له جموعا منوعا ، يدأب فيه الليل والنهار ، ويقطع فيه المفاوز والقفار ، من باطل جمعه ، ومن حق منعه ، جمعه فأوعاه ، وشده فأوكاه ، لم تؤد منه زكاة ولم توصل منه رحم ، إن يوم القيامة ذو حسرات ، وإن أعظم الحسرات غدا أن يرى أحدكم ماله في ميزان غيره ، أوتدرون كيف ذاكم ؟ رجل آتاه الله مالا ، فأمره بإنفاقه في صنوف حقوق الله ، فبخل به ، فورثه هذا الوارث ، فهو يرى ماله في ميزان غيره ، فيا لها عثرة لا تقال ، وتوبة لا تنال .
[ ص: 118 ] وبه : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن شبل ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو أسامة عن سفيان ، عن عمران القصير ، قال : سألت الحسن عن شيء فقلت : إن الفقهاء يقولون كذا وكذا ، فقال : وهل رأيت فقيها بعينك ؟ إنما الفقيه : الزاهد في الدنيا ، البصير بدينه ، المداوم على عبادة ربه .
وبه حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي كامل ، قال : حدثنا هوذة بن خليفة ، عن
عوف بن أبي جميلة الأعرابي ، قال : كان الحسن ابنا لجارية لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، فبعثت أم سلمة جاريتها في حاجتها ، فبكى الحسن بكاء شديدا ، فرقت عليه أم سلمة ، فأخذته فوضعته في حجرها ، فألقمته ثديها ، فدر عليه ، فشرب منه ، وكان يقال : إن المبلغ الذي بلغه الحسن من الحكمة بذلك اللبن الذي شربه من أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .
وبه : حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، قال : حدثنا محمد بن عبدوس الهاشمي ، قال : حدثنا عباس بن يزيد ، قال : سمعت حفص بن غياث يقول : سمعت الأعمش يقول : ما زال الحسن البصري يعي الحكمة ، حتى نطق بها ، وكان إذا ذكر عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء .
[ ص: 119 ] وبه : حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق قال : حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا
محمد بن ذكوان ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15798خالد بن صفوان ، قال : لما لقيت مسلمة بن عبد الملك بالحيرة ، قال : يا خالد أخبرني عن حسن أهل البصرة ، قلت : أصلح الله الأمير ، أخبرك عنه بعلم ، أنا جاره إلى جنبه ، وجليسه في مجلسه ، وأعلم من قبلي به ، أشبه الناس سريرة بعلانية ، وأشبه قولا بفعل ، إن قعد على أمر قام به ، وإن قام على أمر قعد عليه ، وإن أمر بأمر كان أعمل الناس به ، وإن نهى عن شيء كان أترك الناس له ، رأيته مستغنيا عن الناس ، ورأيت الناس محتاجين إليه ، قال : حسبك يا خالد ، كيف يضل قوم هذا فيهم ؟
وبه : حدثنا أحمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنا علي بن مسلم ، قال : حدثنا سيار ، قال : حدثنا جعفر ، قال : حدثنا هشام ، قال : سمعت الحسن يحلف بالله : ما أعز أحد الدرهم إلا أذله الله عز وجل .
وبه : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا بشر بن موسى ، قال : حدثنا الحميدي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : حدثنا أبو موسى - يعني إسرائيل بن موسى - قال : سمعت الحسن يقول - وأتاه رجل - فقال : إني أريد السند فأوصني - ،
[ ص: 120 ] قال : حيث ما كنت فأعز الله يعزك ، قال : فحفظت وصيته ، فما كان بها أحد أعز مني حتى رجعت .
وبه ، قال : سمعت الحسن يقول : الإسلام ، وما الإسلام ، السر والعلانية فيه مشتبهة ، وأن يسلم قلبك لله ، وأن يسلم منك كل مسلم ، وكل ذي عهد .
وبه : حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ، قال : حدثنا سعيد بن عامر ، قال : حدثنا جويرية ، عن حميد الطويل ، قال : خطب رجل إلى الحسن ، فكنت أنا السفير بينهما ، قال : فكأن قد رضيه ، فذهبت يوما أثني عليه بين يديه ، فقلت : يا أبا سعيد ، وأزيدك أن له خمسين ألف درهم ، قال : له خمسون ألفا ما اجتمعت من حلال ! قلت : يا أبا سعيد ، إنه ما علمت لورع مسلم ، قال : إن كان جمعها من حلال ، فقد ضن بها عن حق ، لا ، والله لا يجري بيننا وبينه صهر أبدا .
وبه : حدثنا محمد بن عمر بن سلم ، قال : حدثني محمد بن النعمان السلمي ، قال : حدثنا هدبة ، قال : حدثنا
[ ص: 121 ] حزم بن أبي حزم ، قال : سمعت الحسن يقول : بئس الرفيقان الدينار والدرهم ، لا ينفعانك حتى يفارقاك .
وبه : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ، قال : حدثنا محمد بن المغيرة ، قال : حدثنا عمران بن خالد ، عن الحسن ، وسأله رجل : يا أبا سعيد ما الإيمان ؟ قال : الصبر ، والسماحة ، فقال رجل : يا أبا سعيد ما الصبر والسماحة ؟ ، قال : الصبر عن معصية الله ، والسماحة بأداء فرائض الله .
وقال حماد بن سلمة : أخبرنا أبو حمزة إمام التمارين ، قال : قال الحسن : غائلة العلم النسيان ، وحياته المذاكرة .
وقال ضمرة بن ربيعة ، عن عبد الله بن شوذب ، عن الحسن : لولا النسيان ، كان العلماء كثيرا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16453ابن عون ، كان الشعبي والحسن يحدثان بالمعاني .
وقال مهدي بن ميمون ، عن غيلان بن جرير ، قلت للحسن : الرجل يسمع الحديث ، فيحدث به لا يألو فتكون فيه - يعني الزيادة والنقصان - ، قال : ومن يطيق ذاك ! .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد : ربما حدث الحسن
[ ص: 122 ] بالحديث ، فأقول : يا أبا سعيد ، ممن سمعت هذا ؟ فيقول : لا أدري ، غير أني أخذته من ثقة ، فأقول : أنا حدثتك به .
وقال حماد أيضا عن حميد الطويل : ذهبت أنا والحسن إلى أبي نضرة ، فحدثنا أن عمر بن الخطاب كان في مسير له ، فأتى عليه علقمة بن علاثة ليلا ، ثم ذكر الحديث بطوله ، قال : فكان الحسن يحدث به بعد ذلك ، وما سمعته رواه قبل ذلك ، وكان أحسن سياقا له من أبي نضرة ، ولا يذكر أبا نضرة .
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16207صالح بن أحمد بن حنبل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أبيه : سمع الحسن من ابن عمر ، وأنس ، وابن مغفل ، وعمرو بن تغلب ، قال عبد الرحمن : ذكرت قول أحمد
nindex.php?page=showalam&ids=11970لأبي . فقال : قد سمع من هؤلاء الأربعة ، ويصح له السماع من أبي برزة ، ومن غيرهم ، ولا يصح له السماع من جندب ولا من معقل بن يسار ، ولا من عمران بن حصين ، ولا من أبي هريرة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17258همام بن يحيى عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : والله ما حدثنا الحسن عن بدري واحد مشافهة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15627جرير بن حازم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : حدثنا جندب بن سفيان
[ ص: 123 ] البجلي في هذا المسجد ، فما نسينا منذ حدثنا ، وما نخشى أن يكون كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16874مبارك بن فضالة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : سافرت مع عبد الرحمن بن سمرة إلى كابل .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : دخلت على عثمان بن أبي العاص .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12065أبو عامر الخزاز عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : كنا نأتي عثمان بن أبي العاص ، وكان له بيت قد أخلاه للحديث .
وقال أبو قلابة الرقاشي ، عن قريش بن أنس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15684حبيب بن الشهيد : قال لي محمد بن سيرين : سل
nindex.php?page=showalam&ids=12858الحسن ممن سمع حديث العقيقة ؟ فسألته ، فقال : من سمرة بن جندب ، قال : فقلت : حدثنا قريش بن أنس ، قال حدثنا حبيب بن الشهيد ، فذكر هذا الحديث ، فقال لي : لم يسمع الحسن من سمرة ، قال : فقلت : على من يطعن ، على قريش بن أنس ؟ على حبيب بن الشهيد ! ؟ فسكت .
وقال
محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي :
[ ص: 124 ] سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي ابن المديني ، يقول : مرسلات يحيى بن أبي كثير ، شبه الريح ، ومرسلات الحسن البصري التي رواها عنه الثقات صحاح ما أقل ما يسقط منها .
وقال أبو أحمد بن عدي : سمعت
الحسن بن عثمان يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12013أبا زرعة يقول : كل شيء قال الحسن : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، وجدت له أصلا ثابتا ، ما خلا أربعة أحاديث .
وقال أبو موسى محمد بن المثنى : حدثنا
الهيثم بن عبيد : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، فلو كنت تسنده إلى من حدثك ، قال : يقول
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : أيها الرجل ما كذبنا ولا كذبنا ، ولقد غزونا غزوة إلى خراسان ، ومعنا فيها ثلاثمائة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان الرجل منهم يصلي بنا ، وكان يقرأ الآيات من السورة ثم يركع .
وقال محمد بن موسى الحرشي : حدثنا ثمامة بن عبيدة قال : حدثنا عطية بن محارب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17419يونس بن عبيد ، قال : سألت
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، قلت : يا أبا سعيد إنك تقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنك لم تدركه ؟ قال : يا ابن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ، ولولا منزلتك مني ما أخبرتك ، إني في زمان كما ترى - وكان في عمل الحجاج - كل شيء سمعتني أقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو عن علي بن أبي طالب ، غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا .
[ ص: 125 ] أخبرنا بذلك أبو إسحاق ابن الدرجي ، عن أبي جعفر الصيدلاني إذنا ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا الأطروش ، قال : حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي ، قال : حدثنا محمد بن موسى الحرشي ، فذكره .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16965محمد بن سعد : قالوا : وكان الحسن جامعا عالما ، رفيعا ، فقيها ، ثقة ، مأمونا ، عابدا ، ناسكا ، كثير العلم ، فصيحا ، جميلا ، وسيما ، وكان ما أسند من حديثه وروى عن من سمع منه ، فحسن حجة ، وما أرسل من الحديث فليس بحجة ، وقدم مكة فأجلس على سرير ، واجتمع الناس إليه فحدثهم ، وكان فيمن أتاه مجاهد وعطاء وطاوس ، وعمرو بن شعيب ، فقالوا : أو قال بعضهم : لم نر مثل هذا قط .
وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا خالد بن خداش ، قال : حدثنا أبو عمر الصفار ، عن مالك بن دينار ، قال : دخلت مع الحسن السوق ، فمر بالعطارين ، فوجد تلك الرائحة ، فبكى ثم بكى ، ثم بكى ، حتى خفت أن يغشى عليه ، ثم قال لي : يا مالك ، والله ما هو إلا حلول القرار من الدارين جميعا ، الجنة أو النار ، ليس هناك منزل ثالث ، من أخطأته - والله - الرحمة صار إلى عذاب الله ، قال : ثم جعل يبكي فلم يلبث بعد ذلك إلا يسيرا حتى مات .
[ ص: 126 ] وقال حماد بن زيد ، عن هشام بن حسان : كنا عند محمد - يعني ، ابن سيرين - عشية يوم الخميس ، فدخل عليه رجل بعد العصر ، فقال : مات الحسن ، قال : فترحم عليه محمد ، وتغير لونه ، وأمسك عن الكلام ، فما حدث بحديث ، ولا تكلم حتى غربت الشمس ، وأمسك القوم عنه ، مما رأوا من وجده عليه .
وقال محمد بن سلام الجمحي : مات الحسن في خلافة هشام .
وقال ضمرة بن ربيعة ، عن السري بن يحيى : مات الحسن سنة عشر ومائة .
وقال أحمد بن حنبل ، عن إسماعيل ابن علية : مات الحسن في رجب سنة عشر ومائة .
وقال سفيان بن عيينة ، عن عبد الله بن الحسن بن أبي الحسن البصري : هلك الحسن البصري ، وهو ابن نحو من ثمان وثمانين سنة .
وقال أبو نصر الكلاباذي : بلغ تسعا وثمانين سنة .
ومناقبه وفضائله كثيرة جدا ، اقتصرنا منها على هذا القدر طلبا للتخفيف ، وبالله التوفيق .
[ ص: 127 ] روى له الجماعة .