تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
1520 - (ق) : حمزة بن يوسف ، ويقال : حمزة بن [ ص: 344 ] محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام .

روى عن : أبيه (ق) ، عن جده عبد الله بن سلام .

روى عنه : ابنه محمد بن حمزة (ق) .

ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب "الثقات" .

روى له ابن ماجه حديثا ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن سلام قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن بني فلان أسلموا - لقوم من اليهود - وإنهم قد جاعوا ، وأخاف أن يرتدوا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من عنده ؟ فقال رجل من اليهود : عندي كذا وكذا - لشيء قد سماه - أراه قال : ثلاثمائة دينار بسعر كذا وكذا من حائط بني فلان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بسعر كذا ، وكذا إلى أجل كذا وكذا ليس من حائط بني فلان .

رواه عن يعقوب بن حميد بن كاسب ، عن الوليد بن مسلم ، عن محمد بن حمزة هكذا مختصرا ، وقد وقع لنا عاليا أطول من هذا .

أخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، ومحمد بن معمر بن الفاخر ، وداود بن محمد بن [ ص: 345 ] ماشاذة ، وأسعد بن سعيد بن روح ، وعفيفة بنت أحمد بن عبد الله قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال : حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن سلام قال : إن الله تعالى لما أراد هدى زيد بن سعنة قال زيد بن سعنة : ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما منه : يسبق حلمه جهله ، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما . فكنت ألطف له إلى أن أخالطه فأعرف حلمه من جهله ، قال زيد بن سعنة : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب ، فأتاه رجل على راحلته كالبدوي ، فقال : يا رسول الله ، إن بقربي قرية بني فلان قد أسلموا ، أو دخلوا في الإسلام ، وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدا ، وقد أصابتهم سنة وشدة ، وقحوط من الغيث ، فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا ، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به فعلت ، فنظر إلى رجل إلى جانبه - أراه عليا - فقال : يا رسول الله ، ما بقي منه شيء ، قال زيد بن سعنة : فدنوت إليه فقلت : يا محمد ، هل لك أن تبيعني تمرا معلوما في حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا ، فقال : لا يا يهودي ، ولكن أبيعك تمرا معلوما إلى أجل كذا وكذا ، ولا تسمي حائط بني فلان ، قلت : نعم فبايعني فأطلقت [ ص: 346 ] همياني فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا فأعطاه الرجل ، وقال اعدل عليهم ، وأعنهم بها . قال زيد بن سعنة : فلما كان قبل محل الأجل بيومين ، أو ثلاثة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعه أبو بكر ، وعمر ، وعثمان في نفر من أصحابه ، فلما صلى على الجنازة ، ودنا من جدار ليجلس أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه ، ونظرت إليه بوجه غليظ فقلت له : ألا تقضيني يا محمد حقي ؟ فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب لمطل ، ولقد كان لي بمخالطتكم علم ، ونظرت إلى عمر وإذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ، ثم رماني ببصره فقال : يا عدو الله ، أتقول لرسول الله ما أسمع وتصنع به ما أرى ؟ ! فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة وتبسم ، ثم قال : يا عمر ، أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا : أن تأمرني بحسن الأداء ، وتأمره بحسن التباعة ، اذهب به يا عمر فأعطه حقه ، وزده عشرين صاعا من تمر مكان ما رعته ، قال : زيد فذهب بي عمر فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعا من تمر ، فقلت : ما هذه الزيادة يا عمر ؟ قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك مكان ما رعتك ، قال : وتعرفني يا عمر ؟ قال : لا ، فما دعاك أن فعلت برسول الله ما فعلت وقلت له ما قلت ؟ قلت : يا عمر لم يكن من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما منه : "يسبق حلمه جهله ، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما" ، فقد اختبرتهما فأشهدك يا [ ص: 347 ] عمر أني قد رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، وأشهدك أن شطر مالي - فإني أكثرها مالا - صدقة على أمة محمد قال : عمر : أو على بعضهم ، فإنك لا تسعهم ، قلت : أو على بعضهم ، فرجع عمر ، وزيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال زيد : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وآمن به ، وصدقه ، وتابعه ، وشهد معه مشاهد كثيرة ، ثم توفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر ، رحم الله زيدا ! .

هذا حديث حسن مشهور في دلائل النبوة ، وظاهر هذه الرواية أنه من رواية عبد الله بن سلام ، عن زيد بن سعنة ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية