تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
2094 - (س ق) : زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي [ ص: 36 ] أبو أسامة ، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه ، والد أسامة بن زيد ، وأخو جبلة بن حارثة ، وأمه سعدى ، ويقال : سعاد بنت ثعلبة ، من بني معن بن طيء ، شهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر ، وكان من الرماة المذكورين من الصحابة .

روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (س ق) .

روى عنه : ابنه أسامة بن زيد (س ق) ، والبراء بن عازب ، وأخوه جبلة بن حارثة ، وعبد الله بن عباس ، وأرسل عنه : علي بن عبد الله بن عباس ، وهزيل بن شرحبيل ، وأبو العالية الرياحي .

وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين حمزة بن عبد المطلب .

وقال سالم ، عن أبيه : ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد ، حتى نزل القرآن : ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله .

أخبرنا بذلك إبراهيم بن إسماعيل القرشي ، قال : أنبأنا محمد بن [ ص: 37 ] معمر بن الفاخر ، قال : أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي ، قال : أخبرنا أبو بكر المغربي ، وسعيد بن أبي سعيد العيار ، وأحمد بن الحسن الأزهري ، قالوا : أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي ، قال : أخبرنا أبو العباس السراج ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم ، عن أبيه ، فذكره .

رواه مسلم والترمذي والنسائي عن قتيبة ، فوافقناهم فيه بعلو .

وقال عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا ، وأمر عليهم أسامة بن زيد ، فطعن بعض الناس في إمرته ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن تطعنوا في إمرته ، فقد كنتم طعنتم في إمرة أبيه من قبله ، وأيم الله ، إن كان لخليقا للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إلي ، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده .

ورواه سالم ، عن أبيه نحوه .

وقال عبد الله البهي (س) ، عن عائشة : ما بعث رسول الله [ ص: 38 ] صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم ، ولو بقي بعده استخلفه .

ومناقبه وفضائله كثيرة جدا ، وقد تقدم بعض ذلك في ترجمة ابنه أسامة بن زيد .

ذكر موسى بن عقبة وغير واحد : أنه استشهد يوم مؤتة هو وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة ، سنة ثمان من الهجرة ، زاد بعضهم : في جمادى الأولى ، وهو ابن خمس وخمسين سنة .

وقال حميد بن هلال العدوي (خ س) ، عن أنس بن مالك : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذها جعفر فأصيب ، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ، وإن عينيه لتذرفان ، ثم أخذها خالد عن غير إمرة ، ففتح الله عليه ، وما يسرني أنهم عندنا - أو قال : ما يسرهم أنهم عندنا - .

روى له النسائي حديثا ، وابن ماجه آخر ، وقد وقع لنا كل واحد منهما بعلو
.

أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل القرشي ، قال : أنبأنا محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني في جماعة ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر الضبي ، قال : أخبرنا أبو القاسم اللخمي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو أسامة ، حماد بن أسامة ، قال : حدثني محمد بن عمرو بن علقمة عن [ ص: 39 ] أبي سلمة بن عبد الرحمن ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أسامة بن زيد ، عن أبيه زيد بن حارثة ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو مردفي إلى نصب من الأنصاب ، فذبحنا له شاة ، ثم صنعناها في الإرة ، فلما نضجت استخرجناها ، فجعلناها في سفرتنا ، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته ، وهو مردفي ، فلما كنا بأعلى مكة ، لقيه زيد بن عمرو بن نفيل ، فحيا أحدهما صاحبه بتحية الجاهلية ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لي أرى قومك قد شنفوك وكرهوك ؟ فقال : والله ، إن ذلك منهم لبغير ما نائرة مني إليهم ، إلا أني أراهم في ضلال ، فخرجت أبغي هذا الدين حتى قدمت على أحبار خيبر ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : والله ، ما هذا بالدين الذي أبتغي ، فخرجت حتى قدمت على أحبار الشام ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : والله ما هذا بالدين الذي خرجت أبتغي ، فقال حبر من أحبار الشام : إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحدا يعبد الله به ، إلا شيخا بالجزيرة ، فخرجت حتى قدمت عليه ، فأخبرته بالذي خرجت له ، فقال لي : إن كل من رأيت في ضلال ، وإنك لتسأل عن دين الله وملائكته ، وقد خرج في أرضك نبي - أو هو خارج - فارجع فصدقه ، وآمن به ، فرجعت ولم أحس نبيا بعد ، قال : فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته ، فوضع السفرة بين يديه ، فقال : ما هذا ؟ قال : شاة ذبحناها لنصب كذا وكذا ، فقال [ ص: 40 ] زيد بن عمرو : إني لا آكل شيئا ذبح لغير الله ، ثم تفرقا ، قال : ومات زيد بن عمرو بن نفيل قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يبعث يوم القيامة أمة وحده .

رواه النسائي ، عن موسى بن حزام الترمذي ، عن أبي أسامة ، فوقع لنا بدلا عاليا .

وأخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، وإسماعيل بن العسقلاني ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، قال : أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي ، ابن الزيات ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن خالد البراثي ، قال : حدثنا كامل بن طلحة ، قال : حدثنا عبد الله بن لهيعة ، عن عقيل ، عن الزهري ، عن عروة ، عن أسامة بن زيد ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما أراني جبريل وضوء الصلاة ، أخذ كفا من ماء ، فنضح به فرجه .

رواه ابن ماجه ، عن إبراهيم بن محمد الفريابي ، عن حسان بن عبد الله ، عن ابن لهيعة بمعناه ، ولفظه : علمني جبريل الوضوء ، وأمرني أن أنضح تحت ثوبي لما يخرج من البول بعد الوضوء ، فوقع لنا عاليا بدرجتين .

التالي السابق


الخدمات العلمية