تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
2149 - (ع) : سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي ، العدوي ، أبو عمر ، ويقال : أبو عبد الله ، ويقال : أبو عبيد الله ، المدني الفقيه . أمه أم سالم ، وهي أم ولد .

[ ص: 146 ] روى عن : رافع بن خديج (م) ، وعم أبيه زيد بن الخطاب (خت م) على خلاف فيه ، وسعيد بن المسيب (س ق) على خلاف فيه ، وسفينة مولى أم سلمة (س) ، وأبيه عبد الله بن عمر (ع) ، وعبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق (خ م س) ، وأخيه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق - وهما من أقرانه - ، وأبي أيوب الأنصاري ، وأبي الجراح مولى أم حبيبة (د س) ، زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي لبابة بن عبد المنذر (خت م) على خلاف فيه ، وأبي هريرة (خ م س) ، وصفية بنت أبي عبيد زوجة أبيه (د) ، وعائشة أم المؤمنين (س) .

روى عنه : إبراهيم بن أبي حنيفة اليمامي ، وإبراهيم بن عقبة ، [ ص: 147 ] وبكير بن عتيق (عخ) وبكير بن موسى (س) ، وجابر الجعفي (ق) ، وجرير بن زيد عم جرير بن حازم (خ س) ، وجهم بن الجارود (د) ، والحارث بن عبد الرحمن خال ابن أبي ذئب (س) ، وحميد الطويل ، وحنظلة بن أبي سفيان (خ م ت س) ، وابن ابن أخيه خالد بن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر (ت) ، وخالد بن أبي عمران ، وسالم بن أبي الجعد (س) ، وسالم بن رزين (س ق) ، على خلاف فيه ، وصالح بن كيسان (خ س) ، وصالح بن محمد بن زائدة - وهو أبو واقد الليثي الصغير (د ت) وعاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب (عخ د ت ق) ، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (س ق) ، وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي (ت) ، وعبد الله بن العلاء بن زبر (د) ، وعبد الله بن يسار الأعرج (س) ، وعبد العزيز بن أبي رواد (د س ق) ، وعبيد الله بن عمرو بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب (خ م س ق) ، وعثمان بن عبد الملك المؤذن (تم ق) ، وعقبة بن أبي الصهباء الباهلي ، وعكرمة بن عمار اليمامي (ي م) ، وابن أخيه عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر (خت م د ت ق) ، وابن ابن أخيه عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر (خ م) ، وعمرو بن دينار المكي (خ م د س) ، وعمرو بن دينار البصري قهرمان آل الزبير (ت ق) ، وعمرو بن الوليد الدمشقي ، والعلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب (ي) ، والفضل بن عطية (س ق) ، والفضل بن مبشر الأنصاري (بخ) ، وفضيل بن غزوان الضبي (م) ، وابن أخيه القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر (بخ م س) ، وقدامة بن [ ص: 148 ] موسى (خت) ، وكثير بن زيد (بخ ت) ، وكثير بن قاروندا (س) ، ومحمد بن أبي حرملة (م س) ، ومحمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ (س) ، ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة (م 4) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ع) ، ومحمد بن واسع (ت) ، ومقاتل بن حيان (س) ، وموسى بن عقبة (ع) ، ونافع مولى ابن عمر (خ د س) ، والوضين بن عطاء ، ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي (خ م س) ، ويحيى بن الحارث الذماري (ق) ، ويزيد بن أبي حبيب (ق) ، ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك ، ويزيد بن أبي مريم الدمشقي ، وأبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص (خ م) ، وابنه أبو بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر (خ م) ، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (س) ، وأبو مطر (بخ ت سي) .

قال علي بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيب : قال لي عبد الله بن عمر : أتدري لم سميت ابني سالما ؟ قلت : لا ، قال : باسم سالم مولى أبي حذيفة .

وقال يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن سعيد بن المسيب : كان عبد الله بن عمر أشبه ولد عمر به ، وكان سالم أشبه ولد عبد الله به .

وقال سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق : رأيت سالم بن عبد الله يلبس الصوف ، وكان علج الخلق ، يعالج بيديه ويعمل .

[ ص: 149 ] وقال يعقوب بن سفيان ، عن يحيى بن بكير : قدم جماعة من المصريين المدينة ، فأتوا باب سالم بن عبد الله ، فسمعوا رغاء بعير ، فبينا هم كذلك خرج عليهم رجل آدم شديد الأدمة ، متزر بكساء صوف إلى ثندوته ، فقالوا له : مولاك داخل ؟ فقال : من تريدون ؟ قالوا : سالم بن عبد الله . قال ابن بكير : فلما كلمهم جاء شيء غير المنظر . قال : من أردتم ؟ قالوا : سالم . قال : ها أنا ذا ، فما جاء بكم ؟ قالوا : أردنا أن نسائلك ، قال : سلوا عما شئتم ، وجلس ويده ملطخ بالدم والقيح الذي أصابه من البعير ، فسألوه .

وقال أشهب بن عبد العزيز ، عن مالك : لم يكن أحد في زمان سالم بن عبد الله أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والفضل والعيش منه ، كان يلبس الثوب بدرهمين ، ويشتري الشمال فيحملها . قال : وقال سليمان بن عبد الملك لسالم - ورآه حسن السحنة - : أي شيء تأكل ؟ قال : الخبز والزيت ، وإذا وجدت اللحم أكلته .

فقال له عمر : أوتشتهيه ؟ قال : إذا لم أشتهيه تركته حتى أشتهيه .

وقال أبو المليح الرقي ، عن ميمون بن مهران : دخلت على [ ص: 150 ] ابن عمر ، فقومت كل شيء في بيته ، فما وجدته يسوى مائة درهم ، قال : ثم دخلت مرة أخرى ، فما وجدت ما يسوى ثمن طيلسان ، قال : ودخلت على سالم من بعده ، فوجدته على مثل حاله .

وقال زيد بن محمد بن زيد ، عن نافع : كان ابن عمر يقبل سالما ويقول : شيخ يقبل شيخا .

وقال محمد بن سعد ، عن محمد بن حرب المكي : سمعت خالد بن أبي بكر يقول : بلغني أن عبد الله بن عمر كان يلام في حب سالم ، وكان يقول :

يلومونني في سالم وألومهم وجلدة بين العين والأنف سالم



وقال الأصمعي ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد : كان أهل المدينة يكرهون اتخاذ أمهات الأولاد ، حتى نشأ فيهم القراء الغر السادة : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، ففاقوا أهل المدينة علما وتقى وعبادة وورعا ، فرغب الناس حينئذ في السراري .

وقال علي بن الحسن العسقلاني ، عن عبد الله بن المبارك : كان فقهاء أهل المدينة الذين كانوا يصدرون عن رأيهم سبعة : سعيد بن المسيب ، وسليمان بن يسار ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، والقاسم بن محمد ، وعروة بن الزبير ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وخارجة بن زيد بن ثابت . قال : وكانوا إذا جاءتهم المسألة دخلوا فيها جميعا ، فنظروا [ ص: 151 ] فيها ، ولا يقضي القاضي حتى يرفع إليهم ، فينظرون فيها فيصدرون .

وقال ابن وهب : حدثني مالك ، عن يزيد بن رومان ، عن سالم بن عبد الله : أنه كان يخرج إلى السوق في حوائج نفسه ، قال : واشترى سالم شملة ، فانتهى بها إلى المسجد ، فرمى بها إلى عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ، فحبسها عنده ساعة ، ثم قال : ألا تبعث من يحملها لك ؟ فقال : بل أنا أحملها .

قال : وحدثني مالك قال : كان عبد الله بن عمر يخرج إلى السوق فيشتري ، وكان سالم دهره يشتري في الأسواق ، وكان من أفضل أهل زمانه .

وقال أبو سعيد الحارثي ، عن العتبي ، عن أبيه : دخل سالم بن عبد الله على سليمان بن عبد الملك ، وعلى سالم ثياب غليظة رثة ، فلم يزل سليمان يرحب به ، ويرفعه حتى أقعده معه على سريره ، وعمر بن عبد العزيز في المجلس ، فقال له رجل من أخريات الناس : أما استطاع خالك أن يلبس ثيابا فاخرة أحسن من هذه ، ويدخل فيها على أمير المؤمنين ؟ قال : وعلى المتكلم ثياب سرية لها قيمة ، فقال له عمر : ما رأيت هذه الثياب التي على خالي وضعته في مكانك هذا ، ولا رأيت ثيابك هذه رفعتك إلى مكان خالي ذاك .

وقال صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، عن أبيه : سالم بن عبد الله مدني تابعي ، ثقة .

[ ص: 152 ] وقال أحمد ابن حنبل ، وإسحاق بن راهويه : أصح الأسانيد : الزهري ، عن سالم ، عن أبيه .

وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : سالم والقاسم حديثهما قريب من السواء ، وسعيد بن المسيب أيضا قريب منهما ، وإبراهيم أعجب إلي مرسلات منهم . قلت ليحيى : فسالم أعلم بابن عمر أو نافع ؟ قال : يقولون : إن نافعا لم يحدث حتى مات سالم .

وقال البخاري : لم يسمع من عائشة .

وقال النسائي في حديث الزهري : عن سالم عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما سقت السماء والأنهار والعيون العشر . . . الحديث . رواه نافع ، عن ابن عمر ، قوله .

قال : واختلف سالم ونافع على ابن عمر في ثلاثة أحاديث ، هذا أحدها .

والثاني : من باع عبدا وله مال قال سالم ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال نافع : عن ابن عمر ، عن عمر قوله .

[ ص: 153 ] وقال سالم : عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : يخرج نار من قبل اليمن ، وقال نافع : عن ابن عمر ، عن كعب قوله .

قال : وسالم أجل من نافع ، وأحاديث نافع الثلاثة أولى بالصواب .

وقال محمد بن سعد : كان ثقة كثير الحديث ، عاليا من الرجال ورعا .

قال الزبير بن بكار ، عن إبراهيم بن المنذر الحزامي ، عن أنس بن عياض : حج هشام بن عبد الملك ، فجاءه سالم بن عبد الله ، فأعجبته سحنته ، فقال : أي شيء تأكل ؟ قال : الخبز والزيت .

قال : فإذا لم تشتهه ؟ قال : أخمره حتى أشتهيه . فعانه هشام فمرض ومات ، فشهده هشام ، وأجفل الناس في جنازته ، فرآهم هشام فقال : إن أهل المدينة لكثير . فضرب عليهم بعثا أخرج فيه جماعة منهم ، فلم يرجع منهم أحد فتشاءم به أهل المدينة ، فقالوا : عان فقيهنا وعان أهل بلدنا .

وقال عبد الله بن شوذب ، وعطاف بن خالد ، وليث بن أبي سليم ، وضمرة بن ربيعة ، وأبو نعيم ، ومن شاء الله من العلماء : مات سنة ست ومائة . زاد بعضهم : في ذي القعدة . وبعضهم : في ذي الحجة . وصلى عليه هشام بن عبد الملك بعد انصرافه من الحج .

قال الأصمعي : توفي سنة خمس ومائة .

وقال أبو أمية بن يعلى ، وخليفة بن خياط : مات سنة سبع ومائة .

[ ص: 154 ] وقال الهيثم بن عدي : وأبو عمر الضرير : مات سنة ثمان ومائة . والصحيح الأول .

روى له الجماعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية